أوضحت الدراسة التي أجراها د. فتحي إبراهيم اسماعيل مدرس الصحافة بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة بنها أن حوالى 26% من الخبراء الممارسين يرون انعدم تدخل الملاك ومجلس الإدارة فى القرارات التحريرية من شأنه أن يُعلي من المضمون التحريرى ويُعلي من توزيع الصحيفة، وأن حوالي 24% من الخبراء الأكاديميين يروْن أن عدم فرض المُلاك ومجلس الإدارة مادةً صحفية بعينها على الإدارة التحريرية لنشرها في الصحيفة من شأنه أن يُعلى من المضمون التحريرى ويُعلى من توزيع الصحيفة، وأن حوالى 23% من إجمالى عينة الدراسة ترى أن عدم تدخل المُلاك ومجلس الإدارة فى القرارات التحريرية من شأنه أن يُعلى من المضمون التحريرى ويعلى من توزيع الصحيفة.
إن تدخل مجلس الإدارة فى قرارات الجهاز التحريرى له تبعاته السيئة على المضمون التحريرى، وخاصةً فى حالة فرض مادة إعلانية للنشر على اعتبار أنها مادة تحريرية وكذلك التدخل فى استقدام محررين للعمل فى الصحيفة وتعيينهم، وأيضًا فرض نوع من الإعلانات التى تتنافى مع السياسة التحريرية للصحيفة، كما حدث فى 2004 عندما فرض مجلس إدارة إحدى الصحف على الجهاز التحريرى نشر إعلان عن أحد أنواع الخمور وقد رفض مجلس التحرير نشر هذا الإعلان، وتكفل مجلس التحرير بدفع قيمة الإعلان لإدارة الصحيفة من رواتبهم إلا أن مجلس الإدارة رفض ذلك وأصر على نشر الإعلان واصطدم مع مجلس تحرير الصحيفة، وتم تحويل رئيس التحرير ومدير التحرير إلى التحقيق وقدم رئيس التحرير ومدير التحرير إثر ذلك استقالتهما.
وأشارت الدراسة إلى أن 21% من إجمالي عينة الدراسة من الخبراء الممارسين والأكاديميين على حدٍ سواء يروْن أن تدخل مجلس الإدارة فى شئون الجهاز التحريرى تتمثل فى منع نشر الموضوعات التى تتعارض مع توجهات المالك ومصالحه وتوجهاته السياسية والفكرية.
إن تدخل مجلس الإدارة فى شئون الجهاز التحريرى تتمثل فى منع نشر الموضوعات التى تتعارض مع توجهات المالك ومصالحه وتوجهاته السياسية والفكرية، وتدخل مجلس الإدارة فى عمل واختصاصات الجهاز التحريرى وذلك بمنع نشر بعض الموضوعات لأسباب تعود إلى مصالح خاصة وشخصية يفسد العمل الصحفى ويجعله يتسم بالسطحية فى التناول؛ ففى الصحف الخاصة دائمًا ما يتدخل مالك الصحيفة تدخلًا فجًا فى عمليات النشر كالمطالبة بعدم نشر بعض الموضوعات، والتى من الممكن أن تؤثر على مصالحه أو فرض موضوعات أخرى تخدم مصالحة الشخصية التى قد تكون دفاعًا عن مصالحه أو تحسين صورته أو هجومًا على بعض خصومه، أما الصحف الحزبية فهى غالبًا ما تكون واجهة تلميعية للحزب ونشرة تعبر عن نشاطات الحزب، أما الصحف القومية فهى فى حاجة لزيادة جرعة الحرية حتى تستطيع أن تتنفس بشكلٍ أفضل.
ويرى 96% من الخبراء الممارسين والأكاديميين أنه من الضرورى تواجد معايير لتقييم أداء الجهاز التحريرى فى الصحف الورقية " فوجود معايير لتقييم أداء الجهاز التحريرى يعد بمثابة البوصلة والمؤشر للأداء المهنى للصحفيين ولمستوى الصحفى للصحيفة ولأن الواقع يشير إلى غياب تلك المعايير من حيث التقييم والتقويم الدائم والمستمر جاءت النتيجة لتتمثل فى هذا التراجع السريع للصحف الورقية من حيث المحتوى ومعدل أرقام التوزيع".
وأوضحت الدراسة أن 16% من الخبراء الممارسين وحوالى 18% من الخبراء الأكاديميين يرون أن آليات ومعايير تقييم الأداء الصحفى فى الصحف الورقية تتحقق من خلال أرقام توزيع الصحيفة ومدى إقبال القراء عليها، وأن حوالى 17% من عينة الدراسة ترى أن آليات ومعايير تقييم الأداء الصحفى فى الصحف الورقية تتحقق من خلال أرقام التوزيع الصحيفة ومدى إقبال القراء عليها، وبالفعل تعد أرقام توزيع الصحيفة من أقوى المؤشرات لنجاح الصحيفة فكلما كان محتوى الصحيفة يعبر عن احتياجات القارئ وتطلعاته كلما كانت أرقام التوزيع مرتفعة، وبذلك تعد أرقام التوزيع معيارًا لتقييم الأداء الصحفى، لكن هذه القاعدة لها استثناء فمثلًا صحف الإثارة "الصحافة الصفراء" من أكثر الصحف توزيعًا لكنها لا تعبر عن احتياجات القارئ ولا تعد مؤشرًا لنجاح العملية الصحفية.
وخَلُصَت الدراسة إلى أن 94% من الخبراء الممارسين و90% من الخبراء الأكاديميين يروْن أن وجود معايير لتقييم أداء الجهاز التحريرى فى الصحف الورقية له تاثير على عملية توزيع الصحيفة وأن 92% من إجمالى عينة الدراسة يروْن أن تواجد معايير لتقييم أداء الجهاز التحريرى فى الصحف الورقية له تاثير على عملية توزيع الصحيفة.
كما بينت الدراسة أن حوالى 29 % من الخبراء الممارسين و29% من الخبراء الأكاديميين يرون أن أهمية وجود معايير لتقييم أداء الجهاز التحريرى تكشف عن مواطن الضعف فى أداء الجهاز التحريرى وتقومها فيؤثر ذلك على عامل زيادة توزيع الصحيفة، وأن 30% من إجمالى عينة الدراسة يرون أن أهمية وجود معايير لتقييم أداء الجهاز التحريرى تكشف عن مواطن الضعف فى أداء الجهاز التحريرى وتقومها فيؤثر ذلك على عامل زيادة توزيع الصحيفة؛ فوجود معايير لتقييم المحتوى تستطيع ضبط إيقاع عمل المحررين ومن يديرهم حيث إن كثيرًا من الصحفيين لديهم إمكانات معقولة لكنهم بحاجة الى انضباط وقيادة واعية ورقابة مستمرة لكى يستمر مستوى هذا الإنتاج وكذلك تقييم الأداء من شأنه أن يحقق العدالة فى المؤسسة الواحدة وتصحيح حالات الاختلالات الوظيفية، وهو ما يصل للظلم البيّن فى بعض المؤسسات الصحفية وهو ما يؤثر على عملية توزيع الصحيفة.
كما أوضحت الدراسة أن حوالى 89 % من الخبراء الممارسين و95% من الخبراء الأكاديميين يرون أن الرضا الوظيفى للعاملين بالجهاز التحريرى يؤثر على عملية التوزيع الصحيفة وأن حوالى 91% من إجمالى عينة الدراسة يروْن أن الرضا الوظيفى للعاملين بالجهاز التحريرى يؤثر على عملية التوزيع الصحيفة، ونرى أنه بالفعل يؤثر على عملية التوزيع، وقد يكون بشكل غير مباشر فعندما يتحقق الوظيفى للعاملين بالجهاز التحريرى ينعكس ذلك على الأداء العام للمحررين داخل الصحيفة فيكون الاستعداد للعطاء وذلك ببذل مجهود أكبر فى العمل والحرص على أن يتسم إنتاجه بالإبداع، فالممارسة الصحفية ما هى إلا تميز وإبداع فى الانتاج.
وإلى اللقاء الأسبوع القادم لاستكمال عرض نتائج الدراسة.