ذكر موقع صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أن مصر عادت إلى قيادة الشرق الأوسط، عقب دورها البارز في وقف إطلاق النار بقطاع غزة، ومحاولات عقد هدنة طويلة المدى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بالإضافة إلى دورها الحالي في قطاع غزة، وخاصة فيما يخص إعادة الأعمار، وإدخال مواد البناء للقطاع لإزالة الركام جراء القصف الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة إن التواصل الدائم بين مصر ودول المنطقة يعد من أهم سمات فترة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، عقب فترة طويلة من الابتعاد عن قيادة المنطقة، وخاصة في أعقاب ٢٠١١.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر قادت العالم العربي من الخمسينيات حتى التسعينيات، حتى جاءت ثورة يناير ٢٠١١، حتى ركزت مصر على أوضاعها الداخلية ومحاولة القضاء على جماعة الإخوان المسلمين لتفقد دورها في قيادة الشرق الأوسط، إلا أنها عادت إلى دورها من جديد خلال الفترة الأخيرة.
كما أنها عادت إلى أفريقيا عبر إرسال المساعدات وزيارة الرئيس السيسي إلى جيبوتي، وكذلك توقيعها على عدة اتفاقيات دفاع مشترك أو تعزيز الدفاع مع عدد من دول أفريقيا، مثل السودان وكينيا وأوغندا وبوروندي خلال الفترة الماضية.
ولعبت مصر وتلعب دورا بارزا في ليبيا، وذلك للسيطرة على الإرهاب والاضطراب الأمني هناك، كما تقود مصر التحالف في شرق المتوسط في مواجهة تركيا، والذي يضم قبرص واليونان وإسرائيل، كما استطاعت مصر إعادة سوريا إلى الجامعة العربية من جديد عقب سنوات من إبعادها بسبب الحرب الدائرة فيها.
وأشارت الصحيفة إلى هذه الدلائل شيء واضح على عودة الدور المصري في قيادة الشرق الأوسط، حيث ترعى عودة الاستقرار إلى ليبيا وسوريا وقطاع غزة، وهي المناطق الأكثر سخونة في المنطقة، وفي حالة نجاحها في تحقيق هذا الأمر، ستكون تمكنت من العودة إلى دورها كاملا الذي فقدته خلال السنوات الماضية.
وتابعت الصحيفة، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تساعد مصر في قضية سد النهضة، وتحاول لعب دور الوسيط فيما يخص هذه القضية، وذلك عبر إرسال مبعوثها الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى السودان ومن قبلها إثيوبيا، ثم جولة ثانية بين الإمارات وقطر والسعودية وكينيا من أجل محاولات خلخلة الموقف.
وظهر الموقف المصري جليا في وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وخاصة عقب الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك للمساعدة في وقف إطلاق النار داخل القطاع، وما أعقبه من اتصال آخر من بايدن، والذي اتسم بالود، وتطرق الطرفان للحديث عن قضايا المنطقة، وما أعقبها من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى القاهرة ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسي، ثم زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي للقاهرة، وزيارة مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل إلى إسرائيل وقطاع غزة.
واعتبرت صحيفة "عرب نيوز" أن من ضمن الدور المصري، قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي دفع المساهمات السنوية لـ ٢٢ دولة من أقل البلدان نموا في العالم لمنظمة تنمية المرأة (WDO)، سواء كانت أعضاء أو على وشك الانضمام إلى المنظمة.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعلن عن الخطوة يوم الاثنين خلال اجتماع مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ورئيسة المجلس القومي للمرأة مايا مرسي.
أما موقع "ذا برينت" الهندي فأشار إلى أن مصر استطاعت إعادة دورها في قيادة الشرق الأوسط من جديد خلال الفترة الماضية القصيرة، عقب تنحيها جانبا خلال السنوات الماضية، بسبب انشغالها بالأمور الداخلية.
وتمكنت مصر من السيطرة على فصائل المقاومة الفلسطينية، ووقف القتال في قطاع غزة، وذلك عبر دورها القيادي بالمنطقة، كما أنها تعتبر الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمكنت من فرض الاستقرار من جديد.
