الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

واقعة تنمر في مدرسة بروض الفرج تثير غضب رواد السوشيال ميديا.. رفض قبول طفلة بسبب «شعرها».. وأطباء علم ونفس عن الحادث: «هيكرهوا الأطفال في التعليم وغير أسوياء نفسيا لتربية أجيال»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في واقعة تنمر غريبة من نوعها قامت مدرسة خاصة بروض الفرج، برفض قبول طفلة تبلغ من العمر ٥ سنوات، بدعوي ان «شعرها وحش».
ونشر "مرقص عادل" والد الطفلة "مارلي"، عبر صفحته على "فيس بوك"، أنه تقدم بأوراق طفلته لمدرسة ماريا أوزيليا، بروض الفرج، وتوجه بها لإجراء "إنترفيو" بالمدرسة، ولكنه فوجئ برفض إدارة المدرسة قبول طفلته.
وأضاف الأب، أنه حينما سأل إدارة المدرسة عن السبب فأجابوا " بنتك تقييمها جيد في الإنجليزي والعربي ولكن المشكلة شكلها مش حلو وشعرها وحش".
وأوضح والد الطفلة، أن المعلمة قامت بإمساك شعر طفلته بحالة من الاستهزاء، قائلة: "شعرها وحش"، مؤكدًا على سوء الحالة النفسية لطفلته نتيجة التنمر عليها والموقف التى تعرضت له من قبل.
وتعجب الأب قائلا: "بأى منطق تسببوا أذى نفسي لابنتي بالشكل ده، وكيف يكون تقييم الطفل من خلال شكله أو شعره؟".

وتواصلت «البوابة نيوز» مع عدد من اطباء علم النفس والاجتماع لتحليل تلك الواقعة واثرها النفسي على الطفلة



من جهته قال الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، إن الحقل التربوى والتعليمي من أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية والتعليمية التى تشكل عقلية الطفل وطريقة تفكيره وتوجهاته المعرفية والسلوكية في الكبر.
وأضاف «فخري»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن هناك مجموعه من الأشياء التى تغرس في شخصيه الطفل من خلال التعلم والتقليد بالمحاكاة ومن خلال التربية بالقدوة التى تتمثل في أسلوب وطريقه تعامل المعلم مع التلاميذ، مستشهدًا بأن هناك بعض المعلمين الذين اثروا في تكوين شخصيتنا منذ الصغر بالأسلوب والقدوة والمعرفة، ومنهم من نتذكر طريقة شرحه نظراته أسلوبه في التحدث القصص والأمثلة التى يلقيها على مسامعنا ومنهم من اثر بأسلوب سلبي من خلال الكلمات النابية والقسوة في العقاب والتلذذ فىً اهانه البعض عند الخطء أو عدم الخطء حتى وكان يتسبب العقاب السلبي في كراهية المادة العلمية أو العملية التعليمية برمتها أحيانا.
اما عن المعلمة التى رفضت قبول الطفلة «ماري» التى تخطو خطواتها الأولى بركب التعليم، بدعوي شكلها أو شعرها، فيقول أستاذ الطب النفسي فإن المعلمة تعمدت إهانة الطفلة وتجريحها بشكل انتقامى.

التحليل النفسي للمعلمة «شخصية سادية وعدوانية»

واكد الدكتور أحمد فخري، أن تلك المعلمة لديها خلل في البناء النفسي وعدوانية تجاه الاخر، وتجرد من المشاعر والتعاطف يصل إلى حد اضطرابات الشخصيه الساديه أي التلذذ بايذاء الاخرين وعقابهم، فضلا عن أن خطورة تلك المعلمة المضطربه شخصيا ونفسيا تتعامل مع براعم صغيره ومنوط بها غرس القيم والمبادىء حول انفسهم والمجتمع من حولهم، وسوف تترك تلك العدائيه الشديده تجاه الطفله ووالديها اثر بالغ الخطورة في نفسيه الطفله لان السنوات الاولى في عمر الطفل من اخطر مراحل العمر في تشكيل السمات والخصائص الشخصيه والنفسيه.


«تحويل المعلمة لمهنة اخري»

وطالب «فخري»، المسؤولين بالكشف النفسي على المعلمة وتوجيهها لمهنه اخرى غير مهنة المعلم، بالإضافة إلى الاهتمام بعمل جلسات من التدعيم النفسي للطفلة ووالديها حتى يتم تجاوز تلك الواقعة المؤلمة

كما أوصى بعمل كشف دورى نفسي على العاملين مع الأطفال في كافه المجالات حتى نضمن جيل يمتع بالصحة النفسية ومجتمع خالى من العقد والاضطرابات إلى حد ما.



كما أعربت الدكتورة سامية خضر صالح أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، عن استيائها من ذلك الفعل الذي قامت به المدرسة تجاه الطفلة.
«تشجيع الطفل وليس التنمر»
وقالت «خضر»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، إننا وجدنا في الآونة الأخيرة هناك اتجاه للتنمر بين الأطفال ولكن هذا يمكن السيطرة عليه من خلال تقويم سلوك الطفل، اما المشكلة الكبرى ان يكون التنمر نابع من أناس بالغين عاقلين وهذا يدل على طفرة من عدم الانضباط
وأضافت «دكتورة سامية»، أن المدرسة تحتاج إلى إعادة نظر واخذ اجراء ضدها من قبل وزارة التربية والتعليم، فهم غير امنيين على تربية أجيال.

وأشارت أستاذ علم الاجتماع، إلى أن الفعل الذي قامت به المعلمة انعكاسه على الطفلة سيئ وخطير خاصة في سن كسن تلك الطفلة التى تبلغ ٥ سنوات، مشددة على أن دور المدرسة هو تشجيع الأطفال في ذلك السن وليس اهانتهم والتنمر عليهم

وتساءلت «سامية خضر»، كيف لجهة تربوية ان يصدر منها ذلك الفعل تجاه طفلة؟، وان ذلك الفعل يدل على العنصرية خاصة وان الله خلقنا مختلفين الشكل ولا نملك أن نجعل شكلنا أو شعرنا كما نريد.

«محاسبة المدرسة والمعلمين»

وطالبت بمحاسبة المدرسة والقائمين عليها سواء مديرة أو ناظرة أو معلمة، لانهم لا يصلحون لتربية أطفال، كما يجب على الدور النهوض بالوعى والدور التربوي.

اثره النفسي على الطفلة «هتكره التعليم وتنعدم ثقتها بنفسها»



وعلق الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، على الحالة النفسية للطفلة «ماري»، قائلا: «إن المدرسة التى فعلت ذلك الجرم تجاه الطفلة، من غير الممكن ان تكون مدركة نتيجة الحالة النفسية التى سببتها للطفلة بهذا التنمر والإهانة».

وأضاف «فرويز»، في تصريح خاص ل«البوابة نيوز»، أن هذا الفعل سيؤثر على نفسية الطفلة، ومن الممكن ان يكون سبب في كره الطفلة للتعليم، وكره اسرتها أيضا لاعتقادها انهم السبب الأساسي في تعرضها لهذا الموقف خاصة وانهم من المفترض مصدر حمايتها، بالإضافة إلى شعورها بفقدان الأمان والعاطفة وفقدانها ثقتها بنفسها وبالآخرين.