الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

هل انهيار سوق الأسهم كارثيا للولايات المتحدة؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كانت مؤشرات داو جونز وستاندرد آند بورز 500 وناسداك متقلبة للغاية خلال شهر مايو، كرد فعل على الأخبار المتعلقة بضريبة الأرباح الرأسمالية المقترحة من قبل الرئيس الأمريكي "جو بايدن" ووزيرة الخزانة "جانيت يلين" وتعليقاتها على التضخم، وتغريدات"إيلون موسك" حول البيتكوين وتقارير البطالة الأسبوعية، كان المستثمرون في رحلة متقلبة على مدار الشهر الماضي وسط مخاوف متزايدة عما إذا كان الركودالمخيف في سوق الأسهم يلوح في الأفق، خاصة في ظل ارتفاع التضخم وتصحيح الأسهم المبالغة في قيمتها. 

في ظل هذه الظروف، يشعر متداولو الأسهم بالقلق بشأن ما إذا كانت الفقاعة ستنفجر وهل سينهار سوق الأسهم؟، قد يكون انهيار سوق تداول الأسهم كارثيًا للولايات المتحدة، لكنه قد يوفر فرصة للمستثمرين لشراء أسهم قوية بأسعار منافسة.

عانت الأسهم من بعض الانخفاضات الملحوظة حيث توترت شهية المستثمرين للمخاطرة بسبب خطة الرئيس "جو بايدن" لرفع معدلات أرباح رأس المال للأثرياء وجمع المكاسب غير المحققة عند وفاتهم، بينما يكرر البنك الاحتياطي الفيدرالي توقعاته بارتفاع مؤقت في التضخم خلال الأشهر القليلة المقبلة، ويتوقع أن تكون مكاسب الأسعار معتدلة على المدى الطويل.

ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 11.16% منذ بداية العام وحتى مايو،ودفعت أسهم ستاندرد آند بورز 500 المؤشر نحو الأعلى بنسبة 9.49% منذ بداية العام وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 1.84%، على الرغم من تقرير الوظائف الباهت لشهر أبريل، إلا أن الشركات تفوقت على توقعات الأرباح بمعدل مثير للإعجاب، بالإضافة إلى ذلك، تستمر حالات الإصابة والوفيات نتيجة فيروس كورونا في الاتجاه الهبوطي من أعلى مستوياتها الأخيرة في يناير، مما دفع حكومات الولايات إلى تخفيف قيود التباعد الاجتماعي.

يعتقد خبراء الاقتصاد إن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به، وبرغم ذلك يجب أن نكون متفائلين جدًا بشأن حالة الاقتصاد اليوم، خاصة أن النشاط الاقتصادي بدأ في التقدم.

ومع ذلك، لا يزال التضخم مصدر قلق فهو سبب رئيسي يدعو للتشاؤم،وكان من الصعب للغاية التنبؤ بالتضخم خلال العقدين الماضيين.

قد نتذكر التضخم الجامح حينما خرج الاقتصاد من الركود العظيم بعد أن وقع الرئيس "باراك أوباما" على خطة تحفيز بقيمة 800 مليار دولار وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في ضخ الاحتياطيات في النظام المالي بمقطع غير مسبوق، حينها كتبت مجموعة من مديري الأموال البارزين خطابًا مفتوحًا في عام 2010 إلى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي آنذاك "بن برنانكي" يحذرون فيه من أن سلوك البنك الاحتياطي الفيدرالي من شأنه "المخاطرة بتدهور العملة والتضخم".

لكن في الواقع، قضى التضخم الغالبية العظمى من العقد التالي أقل بكثير من هدف البنك الاحتياطي الفيدرالي المتمثل في تحقيق نمو سنوي بنسبة 2%،فلم تكن هناك زيادات في الأسعار على غرار السبعينيات فحسب، بل لم يتمكن البنك الاحتياطي الفيدرالي أيضًا من تحقيق معدل التضخم الذي كان يريده بشدة.

يقول أحد خبراء الاقتصاد أن رؤية العودة والاقتراب من المستويات الطبيعية هو أمر صحي للغاية، المفتاح هو ما إذا كان البنك الاحتياطي قادرًا على تحجيم التضخم أم لا والحد من نمو الأسعار إلى حوالي 2.2%-2.4% لعام 2021، ولهذه الغاية فإن تقرير الوظائف الضعيف لشهر أبريل خفف من مخاوف المستثمرين من أن الاقتصاد يزداد قوة وأن المعدلات المرتفعة قريبة.

ما هو انهيار سوق الأسهم؟

يحدث انهيار سوق الأسهم عندما تنخفض أسعار الأسهم بشكل مفاجئ وغير متوقع، يمكن أن يؤدي الانكماش الاقتصادي الكبير أو الحدث الكارثي أو انفجار فقاعة مضاربة طويلة الأجل إلى انهيار سوق الأسهم، ويعتبر ذلك أشد خطورة من تصحيح السوق الذي يحدث عندما ينخفض ​​المؤشر بنسبة 10% من أعلى مستوى له في 52 أسبوعًا.

يعتبر انخفاض مؤشر ناسداك المركب إلى ما دون متوسط ​​سوق الأسهم لمدة 50 يومًا هو العلامة الأكثر دلالة على مشكلة الفقاعة، يشير هذا إلى أن المستثمرين فقدوا الثقة في شركات التكنولوجيا الكبيرة وأن انهيار سوق الأسهم بات وشيك.

ارتفعت عائد السهم (EPS) لـ 90% من شركات مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 46% على أساس سنوي بدلاً من 20% المتوقعة،وعلى الرغم من الأداء القوي تراجعت الأسواق عما كانت عليه قبل شهر، وذلك لأن الأسواق توقعت بالفعل نمو الأرباح والخوف من ارتفاع التضخم.

على المدى القصير يشعر الخبراء بالتفاؤل لأنهم يتوقعون من المؤسسات المالية مثل مورجان ستانلي وجي بي مورجان وشركات التكنولوجيا الكبيرة مثل أمازون وجوجل نشر بيانات مالية استثنائية في الأرباع القادمة،لقد ساعدت جائحة فيروس كورونا شركات التكنولوجيا الكبرى على زيادة المبيعات بنسبة 19% وتسجيل هوامش ربح بنسبة 24.2% خلال الربع الأخير، مما دفع هوامش ربح ستاندرد آند بورز 500 إلى مستوى قياسي بلغ 11.6%.

المحللون أقل تفاؤلاً بشأن نمو ربحية السهم في عام 2022 بسبب اقتراح الرئيس بايدن لزيادة ضريبة الأرباح الرأسمالية، فهم يتوقعون أن ترتفع ربحية السهم إلى 202 دولار، وهو أقل بكثير من التوقعات البالغة 209 دولارات، من المرجح أنيتم رفع الضريبة الفيدرالية القانونية على الشركات من 21% إلى 25%، وأن معدل الضريبة على الدخل الأجنبي سيرتفع أيضًا.

بشكل عام، أظهر موسم أرباح الربع الثاني قوة، هناك احتمالية قوية بأننا قد نشهد المزيد من القوة في الربع الثالث ولكن من المرجح أن يتباطأ الزخم في النمو الاقتصادي بشكل ملحوظ مقارنة بالأرباع السابقة، وهذا يمكن أن يخلق حالة من الذعر من حيث التقييم وقد تنفجر فقاعة سوق الأسهم.

ولكن إذا استمر سوق العمل في إظهار المزيد من القوة فيمكننا أن نرى المزيد من الإنفاق الاستهلاكي، وهذا يمكن أن يعزز التوقعات بالنسبة للأرباع المتبقية، في ظل هذه الظروف يمكن أن نرى سوق الأسهم الأمريكية يواصل الارتفاع، وقد لا يرى المتداولون انهيارًا في سوق الأسهم أبدًا ولكن فقط ارتدادات طفيفة في مؤشرات داو جونز وستاندرد آند بورز 500 وناسداك.

وعلى الرغم من الاعتقاد بأن زخم النمو الذي تم احرازه أواخر عام 2020 وأوائل عام 2021 سوف يتلاشى، إلا أنه من المتوقع أن تنمو أسواق الأسهم، مما يوفر فرصًا للمستثمرين لكسب الأرباح التي يرغبون فيها.

مؤسسة سينسيناتي المالية

هي شركة تأمين على الممتلكات والتأمين ضد الحوادث تدر إيرادات من أقساط التأمين المكتوبة، تم تأسيسها في عام 1950، تضاعفت قيمة سهمها تقريبًا في السنوات الخمس الماضية حيث بلغت أعلى مستوياتها في 52 أسبوعًا عند 128.8 دولار خلال شهر أبريل.

لقد كانت جائحة فيروس كورونا نعمة مقنعة لصناعة التأمين، حيث يدرك المزيد من الناس قيمة التأمين على الحياة، ارتفع إجمالي الأقساط المكتسبة بنسبة 7% في عام 2020 وزادت أقساط التأمين على الحياة بنسبة 6%.

ارتفع سعر سهم الشركة بنسبة 138% في العام الماضي، ولا يزال هناك مجال للتوسع لأنه يعمل في صناعة عالمية تبلغ قيمتها 5 تريليون دولار، بالنظر إلى الزيادة في الطلب على التأمين وتحسين الوضع المالي والتوقعات الإيجابية لصناعة التأمين، يجب أن يسارع الناس إلى الاستثمار في شركات التأمين.

شركة Booking Holdings

أحدثت شركةBooking Holdings ومقرها في نيويورك ثورة في صناعة السفر، تتيح منصتها للعملاء تخطيط إجازاتهم وحجزها من منازلهم، إنها أكبر وكالة سفر عبر الإنترنت من حيث المبيعات.

وهذا ما يفسر سبب أداء السهم بشكل جيد في العام الماضي، مع زيادة في القيمة بنسبة 15% والقيمة السوقية الحالية البالغة 90.6 مليار دولار، ومع ذلك، نتيجة للوباء انخفضت الإيرادات بنسبة 15% وانخفض إجمالي الحجوزات بنسبة 63%.

تعتبر الشركة اختيارًا جيدًا للمستثمرين حيث لا يزال السهم يتداول بعائدات 5 أضعافعلى الرغم من الانكماش الاقتصادي الحالي، مع توقع زيادة الحجوزات مع تعافي البلاد تسير الشركة على المسار الصحيح لتحقيق نمو تشغيلي سريع، مع توقع الإدارة أن يكون السوق المستهدف 3.4 تريليون دولار.

موقعUpwork

Upworkهي منصة تربط العملاء وأصحاب الأعمال الحرة وأحدثت ثورة في صناعة اكتساب المواهب، تسبب الوباء في تعطيل الممارسات التجارية التقليدية بشدة،في الوقت الحالي هناك ما يقرب من 225 مليون وظيفة عن بُعد، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 62% في السنوات القادمة.

تم طرح الشركة للاكتتاب العام في 2018، كافحت الأسهم في البداية، لكنها ارتفعت بنسبة 328% في عام 2020 قبل أن تنخفض بسبب عمليات البيع الواسعة النطاق للتكنولوجيا، زادت الإيرادات والأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة 24% و 89% على التوالي في عام 2020، تعمل الشركة في سوق قابل للتحكم بقيمة 115 مليار دولار، مما يمكّن الشركة من النمو بشكل كبير مع بدء المزيد من الأشخاص العمل من المنزل.

لذا تعد Upwork فرصة استثمارية ممتازة لأن الشركة لديها مجال كبير للتوسع، مع الأخذ في الاعتبار أنه من المتوقع أن يعمل 30% من الموظفين عن بُعد بحلول عام 2024، علاوة على ذلك، تمتلك الشركة موارد مالية قوية وقد كان أداؤها جيدًا في الأسواق المالية.