رغم مرور ثمان سنوات على واقعة استشهاده إلا أن قصة استشهاد البطل أحمد أبو الدهب شهيد الشهامة ستبقى متصدرة صفحات البطولات والابطال لما قدمه من مثال رائع في التضحية والفداء والشهامة.
فأثناء عودته من العمل وأمام سينما "رادوبيس" بشارع الهرم، في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء يوم 23 سبتمبر عام 2013، وقعت مطاردة بين بطلنا ضابط النجدة و3 أشخاص يستقلون دراجة نارية وبحوزتهم فرد خرطوش، وفي أثناء محاولته التصدي لهم إثر تهديد فتاتين ومحاولة سرقتهما بالإكراه والتحرش بهم، انتهت المطاردة بإصابة الضابط بطلقة في الرأس أدت لتهشم الجمجمة ودخل على إثر هذه الاصابة في غيبوبة ثم فارق الحياة.
لم يكن هذا الموقف جديد على أبو الدهب فقد سبق ان قام بمطاردة تكسي أثناء عودته من العمل ايضا بعد أن قام مستقلي التاكسي بخطف مواطن فتمكن من القبض عليهم وتسليمهم للعدالة.
وتقول زوجة الشهيد: "كان مثال للشهامة والبطولة وكانت تربطه علاقات طيبة بجميع الناس يوم الحادثة أحمد اتصل بيا بعد انتهاء عمله الرسمي، وكانت الساعة 5 مساء، وقال لي أنا جاي دائري بس الطريق زحمة، انتوا كلتوا ولا لأ؟ أنا ميت من الجوع، ومرت ساعة واتنين ومجاش والساعة سبعة لقيت واحد بيتصل بيا من تليفون أحمد قولتله أنت مين؟ مش ده تليفون أحمد أبوالدهب؟ ردي عليا أنتي مين؟ قولتله أنا مراته، قالي الحقي جوزك مضروب بالنار ومتصفي دمه اتصرفوا بسرعة عشان أنا مش عارف اتصرف، فضلت أصرخ وأصرخ وأخويا خد من إيدي التليفون وجرى راح على مكان الواقعة".
وتستطرد زوجة الشهيد: "أحمد كان متعود لما يخرج من باب البيت يمشي على طول، لكن في اليوم ده بالذات لما خرج من باب البيت ووصل عند الأسانسير رجع تاني وكأنه بيودعني وقالي خدي بالك من نفسك ومن الولاد".
وقالت زوجة الشهيد: محمد ابنى الكبير - طالب في الصف الأول الثانوي - لما والده استشهد قال لى عاوز أطلع ضابط شرطة زى بابا علشان أقتل المجرمين اللى قتلوه، ربنا يبارك فيه هو وأخوته لوجين، ومصطفى وبيسان توأم، ساعات بسمعهم بيتكلموا مع بعض عن والدهم الشهيد، يعنى مثلًا محمد ابنى الكبير كان بيقول لـ "لوجى" أخته: لو بابا رجع تانى هتعملى إيه ؟ قالت له هفضل ماسكة في إيده جامد عشان مايسبناش ويمشى تانى.
وختمت زوجة الشهيد أنها أخبرت أولادها أن "حق أبوهم رجع واللي قتلوه أخدوا جزاءهم واتعدموا"، مضيفة أنها تريد توجيه رسالة إلى زوجها قائلة "يا أحمد يا بطل يا شهم.. حقك رجع خلاص.. وعلى فكرة انا متأكدة إنك حي وإنك في الجنة ونعيمها لأنك شهيد وكنت بتمارس عملك وواجبك، وزي ما ربنا قال (ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)، وعاجلا أو آجلا هنبقى عندك".