منذ نعومة أظافره،عشق البطولات وتمنى لو أصبح مقاتلا في الجيش المصري يدلفع عن وطنه ويصون ترابه، ويحفظ أمنه.
تعلق "قلبه وروحه" بشبه جزيرة سيناء؛ ومنذ تخرجه في الكلية الحربية، بدأ خدمته بالقرب منها، وتحديدا في مدينة السويس، بنطاق الجيش الثالث الميداني، إلا أن مواجهة مصر مع "أهل الشر"، دفعت البطل المقدم أركان حرب أحمد حامد الخولي، ليكون أحد القادة المؤثرين في دحر الإرهاب، ليكون ورجاله "شوكة في ظهر الإرهاب"، ليس في مدن "العريش – رفح – الشيخ زويد"، ولكن في "الجبهة الجنوبية"، حين تمركز في مدينة "القصيمة"، بموقع استراتيجي يساعد على قطع خطوط الإمداد للعناصر التكفيرية، وتأسيس خطوط حصينة تحاصرهم، وتبتر أخطر عناصرهم، ولما لا وأن نقطة تمركزه، التي اتخذت كمركز قيادة متقدم، كانت قريبة من أخطر البؤر الإرهابية بـ"جبل الحلال"
بداية البطولة..
اختيرت نقطة تمركز "البطل ورجاله" بعناية بمدينة "القصيمة"، القريبة من "الحدود الشرقية" للبلاد، في موقع استراتيجي يمنع أي تهريب للعناصر الإرهابية من الحدود، أو حتى التهريب عبر البحر الأحمر ثم الصحاري.
الاختباء في "حضن الجبل" كانت مهمة "البطل" شديدة الأهمية، لاسيما أن عددا كبيرا من العناصر التكفيرية الخطرة، توجهت إلى الهضاب وجبال وصحاري سيناء، لاسيما الموجودة بالقرب من "وسط سيناء"؛ ليتخذوا من وديانها الممتدة في "أحضان الجبال"، مسارات للاختباء، وتهريب الأسلحة والذخيرة من "الاتجاه الشرقي"، أو السلاح المُهرب لهم عبر "البحر الأحمر" ثم "الدروب الجبلية"، وغيرها من أدواتهم في محاولة منهم للسيطرة على "أرض الفيروز".
وفي هذا التوقيت، كان البطل "أحمد حامد زكي الخولي"، أحد "رفاق منسي" من خيرة رجال القوات المسلحة الذين تم الدفع بهم لـ "تطهير أرض الفيروز"؛ حيث كان أحد الضباط الذين تم تأهيلهم على أعلى مستوى ممكن، ليتسلح بـ"العلم والمهارة" في المواجهة.
"الخولي"، الذي عُرف عنه أنه مُجيد لـ "التخطيط والتنفيذ"، وهي مهارة اكتسبها من دراسته الممتدة للعلوم العسكرية حتى حصل على "ماجستير العلوم العسكرية"، ومشاركته في تدريبات قتالية كثيرة متعددة أكسبته الخبرة في القتال، ليُشارك برفقة نخبة من خبراء قواتنا المسلحة البواسل في اختيار الكمائن الممتدة في "الجبهة الجنوبية"، التي لعبت دورا بارزا في حصار الإرهابيين وعدم تسللهم إلى "جنوب سيناء"، بالإضافة لحصد العشرات من أخطر قياداتهم المختبئة بالجبال والوديان الصحراوية الوعرة.
"كفاءة الخولي"، جعلت قيادة الجيش الثالث الميداني تدفعه لتنفيذ العديد من العمليات التي تحتاج ضابط من طراز خاص؛ فكانت أولى تحركاته بعد اختيار أماكن "نقاط الارتكاز الأمني" التواصل مع "البدو»" ليزيد من تعاونهم مع قواتنا المسلحة في مواجهة "العناصر التكفيرية الخربة"، كما يقول أحد زملاء "الشهيد البطل".
ومثَّلت نشاطات الخولي "شوكة في ظهر إرهابيي جبل الحلال"؛ حيث إن أحد المهام الرئيسية التي كلف بها، هي قطع الإمداد عن الإرهابيين من "الجنوب"، و"تضييق الخناق على الإرهاب"، ليتواصل مع الأجهزة الأمنية والمعلوماتية المختلفة، واستغل علاقاته، وقاعدة المعلومات التي توفرت إليه، ليُخطط لتنفيذ "عمليات نوعية"، وبعرضها على قياداته، نجح في تنفيذ أوائل "العمليات النوعية" بمواجهة الإرهاب في جنوب سيناء.
ويعزى إلى "البطل الخولي"، المشاركة في الكثير من العمليات النوعية الناجحة، سواء كانت في محيطة "القصيمة"، أو حتى أبعد من ذلك، ومنها على سبيل المثال، اكتشاف وتدمير المخازن اللوجستية، وخامات تصنيع العبوات الناسفة للعناصر الإرهابية في منطقة "جبل العنيقات"، والقيام بعمليات في مناطق "الجايفة"، و"وادي السيسب"، وغيرها، ما أسفر عن مقتل الكثير من العناصر الإرهابية.
عمليات "حق الشهيد" و"ثائر البطل"، وأشرف الشهيد بنفسه على دوريات التمشيط، وعمليات كثيرة، كما اشترك "الخولي»"، في عمليات "حق الشهيد 1"، و"حق الشهيد 2"، وفي عمليات تطهير جبل الحلال من العناصر الإرهابية في العمليات "ائر البطل 1"، و"ثائر البطل 2".
الاستشهاد ببطولة..
ولما كان لعملياته صدى واسعا، ليس فقط داخل صفوف القوات المسلحة، أو أهالي سيناء، ولكن أيضا العناصر الإرهابية التي فقدت كثيرا من قوتها بسبب ضرباته المتلاحقة لهم، حتى اعتبر "الهدف رقم 1" لهم في وسط سيناء، والمنطقة القريبة لـ "جبل الحلال، وحاولوا استهدافه أكثر من مرة، لكن النتيجة دوما كانت قتل العنصر التكفيري الذي يستهدفه، حتى جاء يوم استشهاده برفقة 20 من الضباط والجنود في 14 إبريل 2018؛ حيث جهزت العناصر الإرهابية مجموعات كبيرة منهم، وتوجهوا جميعهم إلى "معسكر القصيمة"، حيث يتواجد "الشهيد الخولي"، بينما يتوجه عنصر إرهابي وهو ينادي على اسمه، ويسعى لإدخاله لمنطقة يتواجد بها أكبر عدد من الضباط لاستهدافهم، لكن الشهيد سجل آخر بطولاته أثناء الاستشهاد بحمايتهم، والتضحية بنفسه.
رعاية القوات المسلحة لأسرته..
وتروى إيمان عباس، أرملة الشهيد، أن "الخولي" كان يتمنى من الله الشهادة، حتى أن والدته حينما كانت تبكي كلما شاهدت جنازة عسكرية لشهيد سقط في مواجهة العناصر الإرهابية، كان يقول لها: "بتعيطي ليه يا أمي، دول أحسن ناس، دول ربنا اصطفاهم شهداء، وربنا يلحقني بيهم على خير
وأكدت أرملة الشهيد، أنه كان يحب عمله بشدة، حتى إنه خلال عمليات "حق الشهيد"، ظل شهرين متواصلين على جبهة القتال، رافضا أن يأخذ "إجازة"، رغم أن ابنته كانت تبلغ من العمر 3 أشهر فقط.