توقع بعض الأطباء حدوث موجة رابعة في حالة التهاون بالإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، وذلك تزامنًا مع انخفاض أعداد الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد خلال الفترة الماضية، وانحسار الموجة الثالثة من الفيروس، وفقًا لما أكدته الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، متوقعة انخفاض الأعداد بشكل أكبر بحلول فصل الصيف وخروج المواطنين للأماكن المفتوحة.
وأوضحت الدكتورة هالة زايد، أن مصر توثق حاليًا مع منظمة الصحة العالمية مبادرات الصحة العامة التي قامت بها مصر، وكانت سببا في خفض حالات الوفاة بفيروس "كورونا" المستجد، مشيرة إلى أن المبادرات التي قامت بها مصر في الصحة العامة مثل مبادرة 100 مليون صحة وحملة فيروس سي وحملة السيدات وبرنامج قوائم الانتظار الذي تم من خلاله عمل 800 عملية جراحية تداخلية كانوا لهم سببا كبيرا في تخفيض أعداد الوفيات بالفيروس.
وأكدت أن الاماكن المفتوحة تقلل نسب الإصابات بشكل كبير، إضافة إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية لعدم حدوث زيادات، فضلًا عن الحصول على اللقاحات.
ووفقَا لبيان الإصابات والوفيات من فيروس "كورونا" المستجد، أمس الثلاثاء، أوضح الدكتور خالد مجاهد، مساعد وزيرة الصحة والسكان للإعلام والتوعية، والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه تم تسجيل 773 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، ووفاة 38 حالة جديدة.
يُذكر أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الثلاثاء، هو 269527 من ضمنهم 197832 حالة تم شفاؤها، و15437 حالة وفاة.
من جانبه، يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ أمراض باطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، والمستشار العلمي للمركز المصري للحق في الدواء، إن انحسار أعداد الإصابات والوفيات جراء فيروس "كورونا" المستجد من المؤشرات الجيدة، ففي بداية أي موجة لفيروس كورونا ترتفع أعداد الإصابات والوفيات ثم مع انحسار الموجه تنخفض الأعداد مرة أخرى، ومن المحتمل حدوث موجه رابعة من الفيروس، بما يعني أنه لا ينبغي الاستهتار بالإجراءات الاحترازية خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أنه عندما يتم تطعيم 70% من العدد السكاني من الممكن التخلص من هذه الإجراءات، فإن التطعيم السبيل الوحيدة لمكافحة هذا الوباء، والدول الناجحة في توفير اللقاحات مثل أمريكا وبريطانيا انخفضت أعداد الإصابات والوفيات بها بنسبة واضحة جدًا.
وأكد عز العرب، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه لا بد من عدم التهاون خلال هذه الفترة في اتخاذ الاحترازية، والحفاظ على الجهاز المناعي بالتغذية السليمة، والبعد عن الأدوية الضارة لهذا الجهاز، والحصول على اللقاح في أقرب وقت ممكن، مع ممارسة الرياضة باستمرار أيضًا، والتخلص الآمن من الكمامات وارتدائها بشكل سليم، وتحقيق التباعد الاجتماعي، لافتًا إلى أن الدولة تبذل جهود كبيرة في توفير اللقاحات للمواطنين على مستوى الجمهورية.
وأوضح الدكتور طه عبد الحميد، أستاذ الصدر والحساسية بكلية الطب جامعة الأزهر، أن تناول اللقاحات لا يعني انتهاء أزمة وباء فيروس "كورونا" المستجد، ولكنها تساهم في تقليل أعراض الإصابة، مؤكدًا ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية خلال الأيام القادمة، فإن انخفاض اعداد الإصابات بالفيروس وانحسار الموجه الثالثة لا يعني عدم احتمالية حدوث ارتفاع في الأعداد مرة أخرى.
وطالب عبد الحميد، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، المواطنين بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة وتحقيق التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات بشكل صحيح، خاصةً مع دخول فصل الصيف واحتمالية الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، ففي هذه الحالة لا بد من المريض عزل نفسه حتى يتأكد من عدم إصابته بالفيروس، لحماية أسرته والمجتمع ككل.
