الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

اليوم الوطني للكتاب.. لماذا وصفته الجزائر بالجريمة الثقافية؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل تسعة وخمسين عاما وفي صباح اليوم السابع من يونيو للعام ١٩٦٢ استيقظت الجزائر على صوت ثلاثة انفجارات مدوية خططت لها المنظمة السرية للجيش الفرنسي، لتشتعل بعدها حرائق وألسنة اللهب في مبنى مكتبة جامعة الجزائر، وتنجح في التهام قرابة الـ ٤٠٠.٠٠٠ كتاب ومخطوط ووثيقة نفيسة.
ونقلت بعض الأخبار أن الاستعمار استهدف تدمير المخزون الثقافي والإطار المعرفي لدولة الجزائر إبان حصوله على الاستقلال بعد سنوات من النضال والثورة ضده، حيث تم نقل عدد كبير من المخططات المهمة في حاويات مؤمنة من قبل المستعمر حتى وصولها لفرنسا، لتأتي بعد ذلك مرحلة الحرق والتدمير وهو ما تم وصفه بـ"الجريمة الثقافية الشنعاء".
واستطاعت الجزائر إنقاذ ما يقرب من ٨٠.٠٠٠ كتاب ومخطوط بنقلها إلى ثانوية عقبة بن نافع بالعاصمة قبل عودتها إلى مكتبة الجامعة، حيث تم ترميمها وافتتاحها بعد مدة ست سنوات حيث تم إعادة فتحها في ١٢ أبريل ١٩٦٨.
وفي مطلع أبريل الماضي أقرت الدكتورة مليكة بن دودة وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية تخصيص يوم السابع من يونيو من كل عام، يوما وطنيا للكتاب والمكتبات، وهو التاريخ الذي يصادف ذكرى حرق المكتبة الجامعية، وكان ذلك بمناسبة إعادة فتح المكتبة الوطنية الجزائرية المقر القديم في شارع فرانز فانون بتيلملي بالعاصمة أمام الباحثين، حيث أكدت الوزيرة أن هذه المكتبة تظلّ في ذاكرة الأجيال فضاءً معرفيّا مميّزا، خاصة لأبناء الجامعة والبحث العلمي.
وبذلك تحتفل الجزائر بأول يوم وطني للكتاب تحت شعار "نحو آفاقٍ مشرقة"، ودامت ليومين، حضرها نخبةٌ من الباحثين والضالعين في مجال الكتاب والروائيين، وتخللها برنامج ثري وغنيّ.
قدمت الوزارة خلال يومي السابع والثامن من يونيو الجاري أربع جلسات بحثية، ضمت الافتتاحية كلمة للدكتورة مليكة بن دودة وأعقبها محاضرة عن حريق المكتبة الجامعية، أما الجلسة الأولى فكانت حول "جهود الدولة في دعم الكتاب"، وضمت عددا من الباحثين لمناقشة: السياسة الثقافية للكتاب، محاور الدعم من خلال لجنة الاستنساخ الخطي، حماية الحقوق المتعلقة بالكتاب، أما الجلسة البحثية الثانية فكانت بعنوان "الكتاب اقتصاد"، وتحدث عدد من الباحثين في الجلسة الثالثة حول "الكتاب والأمن الثقافي"، أما الرابعة فكانت حول "آلية ترقية الكتاب والمطالعة".
وفي الجلسة الافتتاحية لفعاليات يوم الكتاب قالت مليكة بن دودة: هذا اليوم له خصوصيته ونحن نشهد بقرار من رئيس الجمهورية بحيث يكون السابع من يونيو/جوان كيومٍ وطني للكتاب والمكتبة، تُحييه الجزائر كلّ عام وتكرّسُ عبره مكانةَ المعرفةِ والثّقافةِ في الفضاءِ العموميّ".
وتابعت "بن دودة" أن قطاعنا الوزاريّ ركّز على الكتاب في الفترة الأخيرةِ، وسعينا إلى إعادة ترتيبه ضمن سلّم الأولويّات، ولعلّ المبادرةَ والتعجيلَ بإجراءات تطبيق النّصوص التّطبيقيّة لقانون الكتاب خطوةٌ مهمّة نحو ضبط عالم الكتاب، وترسيخ التّعامل الاحترافيّ في مجالاته.
وأكدت الوزيرة أن عالم النّشر يحتاجُ إلى تحقيق معايير سوقٍ متطوّرة للكتاب سواء بالبيع الكلاسيكي المباشر أو البيع الإلكتروني عبر المنصّات والتوصيل.
واختتمت كلامها بأنّ تنظيمَ السّوق يبدأ من القوانين ويمرُّ عبر إدراج الكتاب في منظومة اقتصاديّة تحفيزيّة ولا ينتهي بتفعيل القراءةِ وإشراك المجتمعِ المدني والصّحافة الثّقافيّة في العمليّة الترويجيّة، إنّه كلٌّ متكاملٌ، يحتاج إلى جهود الجميع.
يشار إلى أن اليونسكو في العام ١٩٩٤ كانت أصدرت بيانا حول أهمية المكتبات العامة جاء فيه أن المكتبة العامة باعتبارها المدخل المحلي إلى المعرفة هي شرط أساسي لاكتساب العلم مدى الحياة والاستقلال في اتخاذ القرار والتنمية الثقافية للأفراد والجماعات.
وتؤمن اليونسكو بالمكتبة العامة كقوة حية للتربية والثقافة والإعلام وعامل أساسي في تعزيز السلام والرفاه الروحي من خلال عقول البشر رجالا ونساء.