فنان معجون بالفن منذ صغره، فهو ممثل ومخرج وشاعر وعازف آلة الكمان لذلك لُقب بموسيقار الفن، أدوراه صاحبة مضمون ومعنى وقصة واضحة، يتمتع بثقافة عالية ومعرفة واسعة، صاحب مواقف سياسية صريحة كان لها أثر بالغ في تعطيل مسيرته الفنية، وحياته سلسلة متتالية من الأحداث المثيرة، عاشها بكل مثابرة وشجاعة لا يخشى في الحق لومة لائم أنه الفنان الكبير عبد العزيز مخيون.
في أحد لقاءاته التليفزيونية تحدث عن تجسيده لشخصية موسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب فقال: كان هناك مسلسل يدعى أمير الشعراء تأليف كمال إسماعيل مدير إذاعة صوت العرب ووقع على الاختيار وقتها أن أجسد شخصية عبد الوهاب في ثلاث حلقات فقط، وكانت هذه المرة الأولى التى أجسد فيها شخصيته ولذلك اهتميت بالملابس ونزلت أبحث في مخازن التليفزيون عن كل ما هو مناسب لهذه الشخصية العظيمة، فكان دائما الناس يقولون لى أننى أشبهه ولكن لم أبالى إلى أن شاهدت فيلما في إحدى المرات وحينها أدركت فعلا مدى الشبه بيننا.
ويضيف: وأثناء التصوير شعرت أن ينقصنى بعض المعلومات فبدأت بالبحث ولدقة البحث قولت أن استنبط المعلومات من عبد الوهاب ذاته فكان ما زال حيًا هذا الكلام كان عام ١٩٨٣ تقريبا، طلبته على التليفون الأرضى وللمصادفة هو من رد على، فاندهش كيف تجسد شخصيته دون علمه فشرحت له أنه مسلسل عن أحمد شوقى فاستنكر هذا بشدة وسألنى من أنت وأبلغته بهويتى وطلبت منه بعض المعلومات فرفض لانشغاله، وبعد عدة أيام عاودت الاتصال به وعاد نفس الكلام مرة أخرى ولكننى بادرت بسبب اتصالى وهو طلبى معرفة كيف غنى بالعود وقام بحمله في فرح ابن أحمد شوقى وكأن ما قولته أعاده لسنين كثيرة ماضية فطلب منى الذهاب له، وبالفعل ذهبت وأنا بكامل أناقتى ولكننى فوجئت به يدخل على بروب حرير ولا يرتدى ملابس رسمية.
ويستكمل تريد منى معرفة كيف غنيت في فرح ابن شوقى بك فاطلعته على السيناريو فقال إننى لم أغنى هذه الأغنية في الفرح وصحح لى الوضع وأعلمنى ماذا غنى ومن كان يجلس من المدعوين أمامه وأنا أدون ما يقوله، والغريب أن صناع العمل لم يأخذوا بهذه الملاحظات، وحدثنى عن علاقته بأحمد شوقى ومدى متانتها والصداقة التى جمعتهما، حتى أن عند وفاة أحمد شوقى قال للحاضرين سلمولى على محمد وبعدها فاضت روحه لبارئها، ومن مدى رقى هذا الموسيقار الرائع أدركت أن هذه الشخصية بالفعل قادرة على إنتاج فن ذو قيمة راقية.
ولد عبد العزيز مخيون في مثل هذا اليوم عام ١٩٤٣ في مركز أبو حمص بمحافظة البحيرة تخرج في معهد الفنون المسرحية، ثم درس الموسيقى والتمثيل، التحق بفرقة التليفزيون المسرحية، وأسس مسرح الفلاحين وعمل مخرجا مسرحيا.
حصل على منحة من الحكومة لدراسة المسرح في فرنسا، وهو أحد رموز حركة كفاية المعارضة.
ومن أعماله أفلام دم الغزال وسرى للغاية وجحيم تحت الأرض وغيرها، وفى التليفزيون محمد رسول الله وشمس يوم جديد وعزبة المنيسى وغيرها الكثير.