الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

المتهم "مريض نفسى".. عامل يقتل زوجته بالجيزة.. ومريض يمزق جسد والدته بـ«الخصوص».. خبراء يوضحون: متى وكيف يعاقب الجاني؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في الساعات القليلة الماضية شهدت مصر عدة جرائم تقشعر لها الأبدان لضحايا لفظوا أنفاسهم الأخيرة، في جرائم ارتكبها آباء وأبناء وأزواج وأشقاء ضد من تربطهم صلة قرابة بهم دون شفقة أو هوادة.

مؤخرا ألقت الأجهزة الأمنية بالجيزة القبض على عامل شرع في قتل زوجته بطلق ناري، بسبب خلافات أسرية بينهما في أوسيم، وتبين أنه مريض نفسى ويتلقى علاجا.

وشهدت مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية، جريمة قتل بشعة، حيث مزق مريض نفسى جسد والدته، ٥١ عاما، مسددا لها ١٧ طعنة أودت بحياتها، إثر إصابته بحالة هياج عصبي.

كما شهدت منطقة حلوان واقعة أخرى دامية، بعدما أقدم مريض نفسى على قتل زوجة شقيقه بـ٤ طعنات في الصدر قبل أذان المغرب، بسبب خلافات عائلية، وبالفحص تبين أن القاتل شقيق زوج المجنى عليها «ع.ص.م»، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وقيامه بشراء سكينة للاعتداء بها على زوجات أشقائه، وأنه يمر بأزمة نفسية ما جعل أشقاءه يقومون بإدخاله لإحدى المصحات.


في ذلك السياق قالت الدكتورة ندى الجميعى خبيرة العلاقات الأسرية وتنمية المجتمع: ان غياب الثقافة النفسية والوعى لدى الكثير من الآباء والأمهات أدى إلى انتشار الكثير من الأمراض النفسية التى تؤدى مع إهمالها إلى ارتكاب الجرائم، ويجب على أى أسرة عندما تلاحظ تلك التصرفات على الطفل أن تنتبه، وتبدأ في اتخاذ المسار الصحيح لاتخاذ القرار بعرض من يعانى من تلك السلوكيات على طبيب نفسى بأسرع وقت حتى يمكن تفادى الوقوع في مضاعفات.

مضيفة، أبرز تلك التغييرات، التغير في النوم أو اضطراب العادات الغذائية، والشكوى الزائدة من وجود مشكلات جسدية، الابتعاد عن الأصدقاء والنشاطات. والتغيب عن المدرسة دون مبرر، السرقة، أو تكسير الممتلكات والعدوانية وتراجع الأداء الدراسي بجانب المزاج السلبى والأفكار التى تخص الموت. ونوبات الغضب المتكررة، أو القلق المفرط. والكوابيس المستمرة، والعصيان المستمر، والسلوك العدواني،

وتابعت، عند ملاحظة تلك التغيرات على الأسرة التوجه لطبيب بالمريض لعلاجه، حتى لا يتعرض لمضاعفات تؤذيه، وتؤذى غيره، فبعض الأمراض تبدأ بوسواس ثم تنتهى بجريمة قتل.

وأشارت الجميعى أن معظم الجرائم منتشرة في بعض المناطق الشعبية نسمع عن قصة مأساوية لابن ضرب أمه وزوج تعدى على زوجته وشوه وجهها أو قتلها وآخر قتل صاحبه عندما اختلف معه، بل الأقبح من ذلك عندما يتعدى فرد على آخر يأتون بكبير المنطقة الذى يحكم أن الدم مقابله دم ويقوم الآخر بجرح الذى تعدى عليه بآلة حادة.

لافتة إلى أن هناك أحكاما عرفية بعيدة عن القانون والدين ولكنها موجودة وعلى أساسها يخضعون للقانون، ويدخلون السجون، فعندما يتربى طفل في هذه البيئة ويشاهد العنف والبلطجة ماذا ننتظر منه، منوهة أن هذه المشاهد تعرض عبر التليفزيون والسينما ويظهرون بؤرة فساد التى لا بد من إصلاحها وليس إظهارها، فكيف لنا أن نتخيل بعد كل هذا أن نرى إنسانا سويا فكريا ونفسيا، وهنا نسمع عن الجرائم البشعة التى تهز مشاعرنا ونقف أمامها ونتساءل كيف لفرد أن يستحل دما عندما يكتظ غيظا، ونرجع إلى الاضطرابات النفسية والسلوكية التى نشأت نتيجة البيئة غير الآدمية التى تربوا بها مثل ما تحدثت في الفقرة السابقة.

مستطردة، في بعض الأوساط يلجأون إلى الدجل والشعوذة اعتقادا منهم أن المريض تحت تأثير سحر سفلى أو مس من الجن، بل نسمع عن جرائم قتل لمشعوذ بمساعدة الأهل انهالوا على المريض ضربا لإخراج الجن من جسده، حتى مات، اعتقادا منهم أن المرض النفسى جنون ولا يعترفون به، وهنا تزداد حالة المريض سوءا، ناصحة بعمل مبادرة للكشف عن المرض النفسى بالمدارس والجامعات ودور العبادة، وتكثيف الوعى بحملات تليفزيونية وورقية وعرض الأسباب وكيفية اكتشاف المرض النفسى لتوعية الأهالى منه والحد من الجرائم.


بدورها قالت الدكتورة رحاب العوضي، إن الأشخاص مرتكبى الجرائم الغريبة مثل قيام شخص بقتل أمه أو أكد أفراد أسرته، غالبا ما يعانى من عقدة نفسية منذ الطفولة، مضيفة: «في الطب هناك ما يسمى بـ «الأم المتوحشة» حيث يعانى ٢٠٪ من الآباء والأمهات من خلل نفسى بنسب متفاوتة يقومون بتفريغها على أولادهم». مضيفة، المرض العقلى لا سن له لكونه اضطرابا في الجينات وخللا في وظائف المخ، وليس له علاقة بأن الإنسان مدمن أو يتعاطى شيئا ما، ولكن جزءا كبيرا منه يكون وراثيًا، وبخلاف ذلك فإن المرض النفسى عبارة عن شىء سلوكى والمريض النفسى يعاقب على فعله، أما المريض العقلى لا يعاقب على فعله، ولكن يتم إيداعه فقط داخل مستشفى للأمراض العقلية تفاديًا لإلحاق الأذى بنفسه أو بمن حوله. 
أما الاضطراب النفسى مثل التحرش الجنسى والعدوان والعنف فهى تصرفات عادية في حياتنا اليومية وتصنف على أنها أمراض نفسية، فالاكتئاب مثلا هو مرض نفسى وعقلى في نفس الوقت، وهو أشهر مرض من الممكن أن يصيب الإنسان ويصيب أشخاصا كثيرين جدا ومن يصاب بالاكتئاب يؤذى نفسه فقط لكن لا يؤذى غيره. خاتمة: «المريض النفسى لا يرتكب الجرائم ولكن المريض العقلى يرتكب جرائم هو نفسه لا يدركها وهو لا يرتكبها بشكل مفاجئ، ولكن يسبق ذلك ظهور أعراض مثل الهذيان، وبخلاف ذلك هناك من يدعى أمام المحكمة إصابته بمرض نفسى لكى يفلت من العقاب، ولكن التقرير الطبى هو ما يفصل في حالته بعد وضعه تحت الملاحظة لمدة ٤٠ يوما.
من ناحيته قال الفقيه الدستورى شوقى السيد: إن المرض النفسى أو العقلى هو شيء لا يشخص الإنسان به نفسه من تلقاء نفسه أو المحامى المكلف بالدفاع عنه، ومن هنا يجب على النيابة أو المحكمة التأكد من إصابته بمرض عقلى أو حالة مرضية ذهبت بعقله، وهى مسائل طبية لا بد أن تخضع إلى الطب الشرعى التابع إلى وزارة العدل، من خلال إجراء الفحص اللازم والتأكد من السجل المرضى للأشخاص، قبل أن يكتب في التقرير الطبى إذا كان المتهم مصابا بمرض معين وأنه مسلوب الإرادة لأن أى جريمة أو تصرف يتم تحريكها من خلال الإرادة. وأضاف: أما إذا كان مسلوبا من الإرادة وفى حالة مرضية مذهبة لعقله في هذه الحالة لا يحاسب على فعلته، لأن الحالة المرضية هذه تعد مانعا من موانع العقاب، فمن يفقد إرادته بمرض أو بعاهة فهى تحول بينه وبين الإدراك والتمييز عند ارتكاب الجريمة، وليست نتيجة انفعال أو عارض نفسي، بل تكون بسبب حالة مرضية وعقلية معروفة في الطب الشرعى ومصنفة، وهنا فهى تُعد مانعا من موانع العقاب.
ندى الجميعى: إهمال علاج الأمراض النفسية يؤدى لتفاقمها وارتكاب الجرائم
 شوقى السيد: المرض النفسى أو العقلى هو شيء لا يشخص الإنسان به نفسه من تلقاء نفسه أو المحامى المكلف بالدفاع عنه، ومن هنا يجب على النيابة أو المحكمة التأكد من إصابته بمرض عقلى أو حالة مرضية ذهبت بعقله، وهى مسائل طبية لا بد أن تخضع إلى الطب الشرعى التابع إلى وزارة العدل.