الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

ذكرى اليوم الحزين.. أغاني الست والعندليب تدعم الشعب في مظاهرات رفض التنحي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليل ٩ يونيو ١٩٦٧، صمت شديد ولا صوت إلا الصراخ.. يوم حزين بكت فيه مصر وأهلها وشوارعها وحتى جدران منازلها البسيطة، وقع الهزيمة كان صعبا، لم يكن يصدق الشعب مرارة الهزيمة، انتظروا أن يخرج لهم الزعيم ليكذب الهزيمة، ويزيل عنهم الألم، الكل يفتح الراديو ينتظر الأمل، ليطل عبد الناصر، تنفس المصريون الصعداء عساه يحمل أخبار غير التى سمعوها، لكن صوته كان مليء بالحزن، يقول: «لقد تعودنا معًا في أوقات النصر وفى أوقات المحنة.. في الساعات الحلوة وفى الساعات المرة؛ أن نجلس معًا، وأن نتحدث بقلوب مفتوحة، وأن نتصارح بالحقائق».
صمت رهيب من الجميع.. إنها لحظة الحقيقة لقد أكد القائد الهزيمة، قائلًا: «ولا نستطيع أن نخفى على أنفسنا أننا واجهنا نكسة خطيرة خلال الأيام الأخيرة، لكننى واثقا أننا جميعًا نستطيع - وفى مدة قصيرة - أن نجتاز موقفنا الصعب». آخر أمل للمصريين أنهاه عبد الناصر، حينما قرر تنحيه عن رئاسة الجمهورية باعتباره يتحمل المسئولية الكاملة عن الهزيمة. كانت مشاعر عبد الناصر قوية وحاسمة وهو يعلن مسئوليته واستعداده لتحمل المسئولية ولم يبلغ أحدا من أسرته بقرار التنحى حيث إنهم تفاجأوا بالخطاب، وعاد في هذا اليوم ودخل غرفته ولم يخرج منها حتى اليوم التالى، إلا أن الحشود بدأت في التوافد على المنزل المتواضع للرئيس للمطالبة بعدوله عن هذا القرار حيث نظمت مظاهرات شعبية لم تر مثلها مصر حتى وفاته. اشتعلت مشاعر المواطنين بغض النظر عن أى تفاصيل أخرى وظهرت بقوة في كلمات أم كلثوم وهى تغنى وتشعل الحماس: «قم واسمعها من أعماقى.. فأنا الشعب.. ابق فأنت السد الواقى لمنى الشعب.. ابق فأنت الأمل الباقى لغد الشعب.. أنت الخير وأنت النور.. أنت الصبر على المقدور.. أنت الناصر والمنصور.. ابق فأنت حبيب الشعب». ويخرج عبدالحليم حافظ بعد ساعات من التنحى هو الآخر بأغنية «عدّى النهار والمغربية جاية.. تتخفى ورا ظهر الشجر، وعشان نتوه في السكة.. شالت من ليالينا القمر»، وقيل إنه كان يريد الغناء مع المتظاهرين في ميدان التحرير.
خرجت الملايين في كل مكان ولم يقتصر الرفض الشعبى لتنحيه على مصر وحدها، بل عم السودان ولبنان والعراق وليبيا وتونس والجزائر وسوريا والأردن، حتى الجاليات العربية في المهجر تظاهرت رفضا لقرار استقالة عبد الناصر.
أربعة وخمسون عاما على خطاب التنحى، ولا تزال الذكرى محفورة في عقول الكثير، فهو حالة لا تتكرر وما زالت مصدر إلهام للكثير داخل وخارج الوطن، والحدث جلل ولا ينسى بل وتحول إلى طاقة تدفع مصر يوما بعد يوم للبناء نحو القوة الشاملة حتى لا يتكرر سيناريو النكسة يوما ما.