تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
رأت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية أن قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبار المرتقب عقدها في مدينة كورنوال البريطانية هذا الأسبوع، ربما تكون الفرصة الأخيرة أمام الغرب لتولي قيادة العالم في الملفات الشائكة المطروحة حاليا على الساحة الدولية.
وقالت الصحيفة - في مقال رأي نشرته على موقعها الإلكتروني في عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/ - إن القمم الدولية تأتي وتذهب، وسط موجة من التصورات المرحلية والبيانات غير المقروءة، غير أن قمة السبع القادمة في كورنوال هذا الأسبوع، قد تمثل حدثًا نادرًا بالنسبة للبلدان المنفردة المعنية والتحالف الغربي والعالم الأوسع.
وأضافت أنه بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي يستضيف الاجتماع فإن القمة تمنحه فرصة لإثبات قدرته على إدارة اجتماع دولي كبير، وإثبات أن "بريطانيا العالمية" هي أكثر من مجرد شعار، أما بالنسبة لجو بايدن الذي يقوم بأول رحلة له إلى الخارج كرئيس للولايات المتحدة، فإن القمة تمثل أيضا فرصة ذهبية له لإثبات عودة أمريكا. لاسيما وأنه عازما على حشد الديمقراطيات في العالم للرد على تزايد نفوذ روسيا والصين.
ومن المنتظر أن يعقد بايدن اجتماعًا ثنائيًا مع جونسون، يليه ثلاثة اجتماعات قمة مع الحلفاء الديمقراطيين- أولاً مع مجموعة السبع ثم الناتو، وأخيرا قمة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة - قبل الانتقال إلى الاجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في جنيف، بهدف توجيه رسالة موحدة من أمريكا وحلفائها الديمقراطيين في تلك المواجهة المحتدمة مع الرئيس الروسي.
واعتبرت الصحيفة أن قمة السبع سترسل أيضا رسالة غير مباشرة إلى الصين لدحض حملة الدعاية، التي يتم ضخها من بكين بشأن أن الغرب في حالة تدهور لا رجعة فيها، لذا يمكن لقمة مجموعة السبع الناجحة أن تعيد تنشيط فكرة أن الغرب يستطيع توفير قيادة عالمية بالتحالف مع الديمقراطيات الشقيقة في آسيا وحول العالم.
وأشارت إلى أن هوية مجموعة السبع، كنادي للديمقراطيات، ازدادت أهمية متجددة في عصر التوتر المتصاعد بين الصين والغرب ، ورغم أن الدول السبع الأساسية - الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكندا - اجتمعوا لأول مرة في السبعينيات من القرن الماضي، إلا أنه في نهاية الحرب الباردة، تمت دعوة روسيا للانضمام إلى المجموعة، وتحويل النادي إلى مجموعة الثماني لكن تم طرد الاتحاد الروسي مرة أخرى بعد ضمه لشبه جزيرة القرم في عام 2014.
وفي الوقت نفسه، أكدت الصحيفة البريطانية أن التحدي الأكبر لأهمية مجموعة السبع يتمثل حاليا ، في حقيقة تناقص حصة الاقتصاد العالمي التي تمثلها تلك الدول السبع الأساسية، وكما تشير ريناتا دوان من مؤسسة تشاتام هاوس، وهي مؤسسة فكرية بريطانية، أن مجموعة السبع شكلت في السبعينيات من القرن الماضي حوالي 80 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلا أن هذه النسبة انخفضت الآن إلى حوالي 40 في المائة.
وتابعت الصحيفة: إن نجاح المجموعة العشرين في تنظيم عمل دولي كبير لتجنب الكساد العالمي ، يؤكد أن زمن مجموعة السبع قد ولى حتى أنه كانت هناك تكهنات بأن المجموعة قد لا تجتمع مرة أخرى، لاسيما بعد أن سخر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من المجموعة باعتبارها عفا عليها الزمن، غير أن تصميم إدارة بايدن على مقاومة موسكو وبكين قدم في الحقيقة لمجموعة السبع سببًا متجددًا للاستمرار.
مع ذلك، أكدت (فاينانشيال تايمز) أن هناك العديد من القضايا الأساسية المدرجة على جدول أعمال قمة مجموعة السبع- مثل الوباء والمناخ والتجارة- تتطلب في نهاية المطاف التعاون مع الصين، نظرا لأنها قضايا عالمية لا يمكن حلها دون مشاركة أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان وثاني أكبر اقتصاد.
وقالت: يبدو أن نهج مجموعة السبع تجاه هذه المعضلة يتمثل في محاولة توفير قيادة عملية وأخلاقية تخلق زخمًا لاتفاق عالمي، ومن الأمثلة التي تصدرت العناوين في الفترة الأخيرة كانت اتفاق وزراء مالية السبع بشأن الحد الأدنى العالمي لمعدل الضريبة المفروضة على الشركات الدولية، والذي يجب توقيعه في اجتماع G7 هذا الأسبوع ثم نقله إلى قمة G20 في وقت لاحق من هذا العام.
أما بالنسبة لـ كوفيد-19، أكدت الصحيفة البريطانية، في ختام تقريرها، بأن الخطوة الواضحة المنتظر اتخاذها خلال القمة هي زيادة التمويل بشكل حاد لمبادرة كوفاكس التابعة لمنظمة الصحة العالمية، كما يُنتظر أن تتعرض الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لضغوط للبدء في التبرع بمزيد من اللقاحات للعالم النامي، قبل أن يحققوا التطعيم شبه الكامل داخل أراضيهما، ورغم أن ذلك قد يكون صعباً من الناحية السياسية المحلية، إلا أنه يهدد بأن تصبح الصين محرك حملة التطعيم العالمية إذا تجنبت مجموعة السبع مواجهة هذا التحدي.