يوم 8 يونيو عام 1992 سادت حالة من الحزن المفجع بين أبناء الشعب المصري إثر اغتيال الكاتب والمفكر الليبرالي فرج فودة الذي استشهد أمام مكتبه في مصر الجديدة على يد رصاصات الغدر التي انطلقت من الأسلحة التي حملها مجرمان منتميان فكريا إلى الإخوان المسلمين وتنظيميا إلى الجماعة الإسلامية هما "سعيد إبراهيم" و"عبد الشافي رمضان".
ودبرت واقعة اغتيال الشهيد فرج فودة بعد شهور قليلة على مناظرتين شهيرتين شارك فيهما تأييدا لمشروع الدولة المدنية كانت الأولى يوم 7 يناير سنة 1992 في العاصمة القاهرة داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكانت الثانية يوم 27 من نفس الشهر والسنة في محافظة الإسكندرية داخل نقابة المهندسين، أمام عدد من المنتمين فكريا أو تنظيما إلى جماعة الإخوان المسلمين مثل "مأمون الهضيبي" الذي أصبح مرشدا للإخوان فيما بعد، و"محمد عمارة" الذي وقف ضد ثورة "30 يونيو" فيما بعد، ومحمد الغزالي الذي عرف عنه حبه لمؤسس الإخوان حسن البنا.
ودافع الليبرالي فرج فودة عن مشروع الدولة المدنية خلال المناظرة الأولى قائلا: "أنا أقبل أن تهان الاشتراكية، وأقبل أن تهان الشيوعية، لكني لا أقبل أن يهان الإسلام، الإسلام عزيز، نزهوا الإسلام".
وتابع: "يختلف الفرقاء في أقصى الشرق وأقصى الغرب، وأحدهم يصعد برجل إلى أعلى عليين، ويوثق هذا بالقرآن والسنة ومجموعة من كبار العلماء والفقهاء في دولهم، لا يا سادة حرام حرام نزهوا الإسلام".