الأحلام كالخيول، منها المطيع ومنها العاصي ومنها العاقل ومنها المجنون، إن لم تحكم القبض على لجامها رفعتك إلى السماء وهوت بك في الأرض، فتهشمت وربما انتهت حكايتك معها ولا تقوم.. تلك الكلمات هي الأكثر تعبيرا عن حكاية شادي سرور، ملك الفانزات ويوتيوبر الأزمات، صاحب العنوان الأكثر انتشارا على محركات البحث بعد صدور حكم بتجديد حبسه 45 يوما على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، في اتهامه بنشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وارتكاب جرائم مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها.
لكن من هو"اليوتيوبر" شادي سرور شادي سرور واحد من اللذين غرتهم صهوة جواد أحلامه فترك لها العنان، سرقت عقله أفلام «هوليود» وصناعة السينما في أمريكا، فقفز بعقله إلى أبعد مما تتحمل قدماه ومن باب التجربة والمحاكاة أخذ يُصور أفلاما قصيرة بهاتفه، وفي يوليو 2011 بدأ تعلم كل شيء عن صناعة الأفلام من خلال الإنترنت، وبعد سنة واحدة تعلم كيفية صناعة التأثيرات البصرية، وتحرير الفيديو، والإخراج، والتمثيل وتوجهات العمل السينمائي المختلفة.. إلى هنا كان الأمر مطاردة حلم مشروع والقفز على كل التحديات، في أغسطس 2012 أجرى عدة محاولات لصناعة أفلامه الخاصة مع بعض أصدقائه في الشوارع، ولكنه فشل، وتابع في المحاولة، لكنه فشل في كل مرة، إلا أنه لم ييأس وقرر الاتجاه إلى المسرح، وأمضى به أكثر من سنة كاملة في التدريبات المسرحية المختلفة لكنه فشل وقرر ترك المجال المسرحي.
بعد موجات الفشل المتتالية منحته الحياة فرصة جديدة للعودة إلى حلمه من خلال مقاطع فيديو كوميدية قصيرة مدتها من 7 إلى 15 ثانية ويتم تصويرها بكاميرا الموبايل ولا تحتاج إلى إمكانيات ضخمة، فأمسك بهذه الفرصة، فبدأ بصناعة فيديوهات له استطاع من خلالها تحقيق أرقام كبيرة رغم صغر سنه، وعمل على مقاطعه بنفسه حيث كان يقوم بتمثيل كل الأدوار والتصوير والكتابة وصناعة الفكرة والإخراج والمونتاح والتسويق، وأصبح أول شاب مصري عربي في التاسعة عشرة من عمره يحقق نسبة مشاهدة تصل إلى 50 مليون مشاهد، وامتاز بكونه يصور المجتمع في صورة كوميدية في أفلام قصيرة، وبدأ بفيلم «تايتنك» النسخة العربية مع الفنانة بشرى 2016 وكان من إخراج محمد خضر، حتى أصبحت قناته على اليوتيوب تضم 3.6 مليون مشترك.
شهرة شادي سرور رغم صغر سنه جعلته محط أنظار الجماعة الإرهابية ومع كثرة متابعيه وتكرار أفكاره زلفت قدماه بحثا عن مزيد من النجومية فوقع صيدا في شباك تلك الجماعة التي استخدمته لنشر أخبار كاذبة عن الأوضاع في مصر، وواجه عدة تهم من بينها تلقي تمويلات من جماعة إرهابية بهدف بث شائعات وتنفيذ أغراض إرهابية.
لم تتوقف رحلة سقوط اليوتيوبر الشهر عند هذا الحد لكن حدثت الصدمة الكبرى وهي إعلانه الإلحاد عبر منشور على صفحته الموثقة على «فيس بوك»: «سيبت الإسلام بسبب العنصرية والجحود في قلوب الناس، خسرت كل الناس اللي في يوم حبيتهم وأصبحت وحيدًا"».