منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية مقاليد الحكم منذ 7 سنوات، شهدت الثقافة المصرية حراكًا كبيرًا على المستويين المحلي والدولي، وخاصة في محافظات مصر المختلفة والمناطق النائية، وذلك في إطار رؤية مصر للتنمية المستدامة حيث تلعب الثقافة دورا هامًا في مواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة.
وشهد عهد الرئيس السيسي، أحد أهم الإنجازات الثقافية، وهو إصدار قرار رئاسي في أكتوبر الماضي باستحداث جائزة جديدة تحت مسمى "جائزة الدولة للمبدع الصغير" تمنح سنويًا لمن يقدم منتجًا فكريًا أو ماديًا مبتكرًا ولم يتجاوز عمره 18 عاما في مجالات الثقافة والفنون، وذلك بعد موافقة مجلس النواب على هذا المشروع في إطار الحقوق الدستورية التى تكفل حرية الإبداع للنهوض بالفنون والآداب إلى جانب رعاية المبدعين وحماية إنتاجهم وتوفير وسائل التشجيع اللازمة لذلك، بالإضافة إلى خلق جيل من المبدعين الصغار يحمل لواء الريادة للحضارة المصرية ذات الثقافات المتعددة.وتم تدشين الجائزة في فبراير الماضي تحت رعاية انتصار السيسي، حرم رئيس الجمهورية، وتعد مصر أول دولة عربية وأفريقية تقوم بإطلاق جائزة مخصصة للطفل، وقد تقدم للجائزة عدد كبير من الأطفال ومن المقرر إعلان نتيجة المسابقة نهاية الشهر الجاري.
ورغم انتشار جائحة كورونا في عام 2020، والتى أثرت على العالم أجمع إلا أن الثقافة المصرية استطاعت تجاوز الأزمة وتحدت فيروس كورونا وبدأت وزارة الثقافة في الاتجاه نحو رقمنة محتواها وخدماتها، فبعد إعلان تعليق الأنشطة في الربع الأول من العام الماضي، أطلقت الوزارة المبادرة الإلكترونية "خليك في البيت الثقافة بين ايديك" حتى يتُمكن الجميع من مشاهدة ما تملكه الوزارة من روائع وكنوز فنية وثقافية أون لاين على شبكة الإنترنت من خلال قناة وزارة الثقافة على اليوتيوب أو المنصات الرقمية التابعة لقطاعاتها على وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، ولاقت المبادرة نجاحًا كبيرًا من داخل وخارج مصر.
وبعد تعليق النشاط الذي استمر لمدة قاربت 4 أشهر تم استئناف الفعاليات الإبداعية وفقًا للتدابير الوقائية التي أقرتها الدولة، فكانت الأولى في المحيط العربي والأفريقي والعالمي التي أعدت خطة بديلة لاستكمال رسالتها التنويرية ونشر الوعي بين جموع المصريين.
وعلى صعيد التعاون الدولي، فقد أعلن الرئيس السيسي عام 2021 - 2022 عامًا للثقافة المصرية التونسية، حيث تعد أول بلد عربي تختاره مصر في عامها الثقافي، فقد سبقتها من قبل الصين وروسيا وفرنسا، مما يؤكد ارتباط الثقافتين المصرية والتونسية بالعديد من الروافد المشتركة؛ والتي ستتضح عبر عقد أكثر من مؤتمر ثقافى وفعاليات ومعارض فنية واحتفاليات ثقافية متبادلة متعلقة بالكتاب والفن والثقافة، والتي يتم التنسيق لها حاليًا بين وزارتي الثقافة في البلدين.
وأولت الدولة متمثلة في وزارة الثقافة اهتمامًا بالغا بوصول الكتاب والمعرفة إلى كافة المواطنين وخاصة في المحافظات ودعما لصناعة النشر في ظل جائحة كورونا وتحقيقًا للعدالة الثقافية كمحور من محاور إستراتيجية التنمية المستدامة مصر 2030، حيث نظمت الوزارة من خلال قطاعاتها المختلفة العديد من معارض الكتاب بمختلف المحافظات والجامعات المصرية، وتستعد الهيئة العامة للكتاب حاليًا لتنظيم الدورة الـ52 من معرض القاهرة الدولي للكتاب المقرر عقده في الفترة من 30 يونيو وحتى 15 يوليو القادم، وبهذه الخطوة تسطر وزارة الثقافة تحديًا جديدًا للظروف التى فرضتها عليها جائحة كورونا مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية التي أقرها مجلس الوزراء للحفاظ على صحة المواطنين.
وفى إطار إعلان الرئيس عام 2020 عامًا للثقافة والوعى، تم تنظيم أول مهرجان للموسيقى بالصعيد، فانطلقت من محافظة قنا فعاليات الدورة الأولى من مهرجان دندرة للموسيقى والغناء وذلك على مدى 6 أيام متصلة بمعبد دندرة وقصر ثقافة قنا وجامعة جنوب الوادى، وجذب المهرجان 40 ألف مشاهد، محققًا نجاحًا جماهيريًا فاق التوقعات وأكد إيجابية التوجه إلى جنوب مصر، كما عكس قدرة القوى الناعمة على إعادة تشكيل الوعى وتطوير المجتمع، وكذلك جسد أحد صور إستجابة الجيل الجديد للرسائل التي تدعو إلى انتقاء المواد الإبداعية المتنوعة والهادفة إلى السمو بالوجدان وتنمية وتطوير الوعي لتحقيق محاور التنمية المستدامة.
كما حرصت الدولة على رفع كفاءة البنية التحتية للعديد من المقرات الثقافية ودور السينما، وكذلك إعادة افتتاح بينالى القاهرة الدولى للفنون بعد توقف دام ٨ سنوات، وكذلك تم تنظيم الدورة التأسيسة الأولى من بينالى القاهرة الدولى لفنون الطفل بهدف توجيه الدعوة لأطفال العالم للتعبير عن أحلامهم وطموحاتهم.
كما تأسست "الشركة القابضة للاستثمار في المجالات الثقافية والسينمائية" بهدف تسويق المنتج الثقافي وتحويله إلى منتج هادف للربح، مع تقديم محتوى هادف يسعى إلى تعظيم الإستفادة من الموارد الثقافية.
وقامت وزارة الثقافة بتنفيذ العديد من المبادرات والمشاريع الفكرية والفنية وفقًا للتوجهات الإستراتيجية للدولة المصرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإلى الرؤية العامة لبرنامج الحكومة الذي يتضمن مسارًا خاصًا ببناء الإنسان وإعادة تشكيل الوعي وتطوير المجتمع إلى جانب ترسيخ الهوية الثقافية والحضارية وتعزيز قيم المواطنة.
ومن أبرز هذه المبادرات، مبادرة "صنايعية مصر" التي تم إطلاقها تفعيلا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، انطلاقًا من الدور الوطنى الهادف إلى صون الهوية والحفاظ على ملامحها المتفردة وبهدف إعادة الحرف التقليدية والتراثية المصرية إلى دائرة الضوء، وتعمل على إحياء وتأهيل جيل جديد من المبدعين في هذا المجال.
كما تم تدشين مبادرة الورش المسرحية «ابدأ حلمك»، والتي تقيمها فرقة مسرح الشباب بالبيت الفني للمسرح بالمجان، وذلك لتنفيذ خطة دعم واكتشاف المواهب الفنية التمثيلية الشابة الجديدة من خلال اختبارات القبول للمتقدمين، وذلك ضمن إستراتيجية وزارة الثقافة لضخ دماء جديدة شابة من الفنانين.
وأطلقت وزارة الثقافة مبادرة ذاكرة المدينة، وتهدف إلى توثيق الهوية المعمارية للمناطق التراثية في مصر وترصد الأحوال الاجتماعية لأبنائها في الماضى، ومشروع حكاية شارع الذي يهدف إلى توثيق حكاية أسماء الشوارع من خلال لوحات تذكارية توضع في بداية الشارع.
ومن أهم المبادرات التي تم تدشينها أيضًا "المؤلف المصري" والتي تهدف إلى إنتاج عروض مسرحية مصرية خالصة لم يسبق تقديمها لدعم واثراء المسرح المصرى بما يساهم في ترسيخ الهوية الوطنية، ومسابقة الصوت الذهبي التي تم تحويلها إلى مشروع قومي لاكتشاف المواهب الواعدة في مختلف مجالات الإبداع ويطوف محافظات مصر.