الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم تنشر قصيدة بعنوان "استريحي" للشاعر أمل دنقل.
استريحي
ليس للدور بقيّة
انتهت كلّ فصول المسرحيّة
فامسحي زيف المساحيق
ولا ترتدي تلك المسوح المرميّة
واكشفي البسمة عمّا تحتها
من حنين.. واشتهاء.. وخطيّة
كنت يوما فتنة قدسّتها
كنت يوما
ظمأ القلب.. وريّه
وبكى قلبك حزنا
فغدا دمعة حمراء
بين الرئتين
وأنا؛ قلبي منديل هوى
جففت عيناك فيه دمعتين
ومحت فيه طلاء الشّفتين
ولوته
في ارتعاشات اليدين
كان ماضيك جدار فاصلا بيننا
كان ضلالا شبحيّه
فاستريحي
ليس للدور بقيّة
أينما نحن جلسنا
ارتسمت صورة الآخر في الركن القصيّ
كنت تخشين من اللّمسة
أن تمحي لمسته في راحتي
و أحاديثك في الهمس معي
إنّما كانت إليه
لا إليّ
فاستريحي
لم يبق سوى حيرة السير على المفترق
كيف أقصيك عن النار
و في صدرك الرغبة أن تحتلاقي ؟
كيف أدنيك من النهر
و في قلبك الخوف وذكرى الغارق ؟
أنا أحببتك حقّا
إنّما لست أدري
أنا.. أم أنت الضحيّة ؟
فاستريحي، ليس للدور بقيّة.