تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
يصدر قريبًا عن الكتب خان أحدث أعمال الكاتب عادل عصمت، رواية "جنازة السيدة البيضاء" والتي يقدم فيها تجربة فنية جديدة ومتعمقة في عالمه الأثير في ريف الدلتا المصرية.
تبدأ رواية "جنازة السيدة البيضاء" بلحظات احتضار "نعمة"، الأم والزوجة والخطوط الخمسة هي أصوات الزوج، والعاشق، والابنة، ونعمة الأبيض، والرواي. خمسة وجوه أو آلات لحنية اختار الكاتب أن يكشف لنا من خلالها قصة السيدة البيضاء منذ كانت فتاة جميلة حالمة في قريتها وكيف صارت في طليعة المتعلمات من فتيات القرية، ومصيرها مع زوج مستبد. رحلة السيدة البيضاء من الطفولة إلى الكهولة ثم الموت، بعد أن انطفأت فيها شعلة النور والحياة. تتشابك مع تاريخ قرية "نخطاي" الذي يسرده الراوي منذ الحملة الفرنسية على مصر وحتى ثورة 25 يناير.
من الرواية:نقرأ:" في قديم الزمان، كانت "نخطاي" مجموعة من الدور وقصر آل راضي وأرض النخيل، تحيطها البراري على امتداد البصر. في ذلك الزمن ظن الناس أن بلدتهم آخر بلدة في البر، وأن من يمشي خلال البراري حتى نهايتها سوف يصل إلى بوابات العالم الآخر. في تلك الأيام البعيدة، وفي ظهيرة من ظهيرات الصيف، كانت صبية تغسل المواعين عند شاطئ الترعة. تحت شجرة صفصاف شعر البنت. الماء في الترع عالٍ في ذلك الوقت من الصيف. تفوح في الجو رائحة الطمي. ونخطاي تستعد بسدودها لكي تواجه الفيضان. الماء يمور حولها عارمًا، بلونه الطيني اللامع. رفعت الصبية عينيها فرأت شابًا من عائلة راضي يقع من فوق الحصان. كل ما فعلته أنها ضحكت وكتمت ضحكتها في صدر جلبابها عندما قام الولد من الأرض ونظر إليها بغضب ثم نادي السايس أن يسحب الحصان إلى الإسطبل.
يقولون في نخطاي إن هذا الموقف هو أساس عائلة الأبيض، بكل ميراثها من العلم والاعتزاز بالنفس المبالغ فيه الذي يسميه العقيد عثمان الفقي "عجرفة فارغة" أو "نفخة كذابة"، لكن الأهم أنه أساس وضع مقبرتهم في القلب من ذلك الميراث، تُروى قصتها على أنها حكاية العائلة.