الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

باحث: المكافآت الضخمة معروفة لدى المؤسسات الاستخبارية منذ بن لادن

هشام العلي، باحث
هشام العلي، باحث في شئون الحركات الإسلامية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال هشام العلي، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن شخصية أبو عبيدة يوسف العنابي معروفة جدا في شمال أفريقيا، وبمستوى شخصية أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" في العراق والشام، إبان العقد المنصرم، حين تم تعيينه كزعيم لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب خلفا للجزائري عبدالمالك دروكدال الذي قُتل بيد القوات المسلحة الفرنسية في يونيو الماضي شمالي مالي.
وأوضح أن العنابي المولود في الجزائر والحاصل على شهادة ليساني في الاقتصاد، هو من التنظيمات الإخوانية التي نشطت في دول المغرب العربي، لكنه التحق بالجماعات السلفية في أفغانستان عام 1990 لغرض التدريب على القتال، ثم عاد ليلتحق بجيش (الإنقاذ) جناح الإخوان المسلح عام 1993، أثناء تمرده على حكومة الجزائر آنذاك، ثم شارك في تأسيس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وهو فصليح مسلح ظهر عام 1998 أثناء الحرب الأهلية الجزائرية، وشارك أيضا بتأسيس تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين شمال مالي، ذلك التنظيم المتهم بشن عمليات نوعية ضد القوات الحكومية والجيش الفرنسي والمدنيين في مالي، في عام 2007م بايع تنظيم القاعدة بزعامة الظواهري، لكنه غير اسم التنظيم إلى (القاعدة في بلاد المغرب)، ومنذ ذلك الحين أشرف على عمليات نوعية ضخمة مثل محاولة اغتيال الرئيس الجزائري السابق بوتفليقة عام 2007، والتي أدت إلى مقتل 20 شخصا على الأرف عليها هي الهجوم على المنشآة الغازية (تيقنتورين) واحتجاز رهائن فيها.
وأضاف العلي، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن اليوم يشكل العنابي خطرا كبيرا على منطقة المغرب العربي نظرا للاضطرابات التي تجتاح ليبيا وتونس والجزائر إضافة إلى الدول الأفريقية المحاذية يضاف إليها قضية الصحراء الغربية وجبهة البوليساريو الانفصالية، تلك الاضطرابات من المعروف أن الجماعات المسلحة تحاول ملء الفراغات فيها لتنظيم هيكلياتها وتكثيف نشاطها، وهو ما يُشعر واشنطن وباريس والدول الأوروبية بخطر جدي، خصوصا مع أزمة المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
من الجدير بالذكر ان الامم المتحدة قد صنفت العنابي على قائمة الإرهاب العالمي إضافة إلى واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن إعلان واشنطن أنها قد رصدت مبلغا ضخما قدره سبعة ملايين دولار أمريكي كمكافأة لأي شخص يدلي بمعلومات تقود إلى إلقاء القبض أو قتل العنابي، استراتيجية المكافآت الضخمة معروفة لدى المؤسسات الاستخبارية والأمنية بأنها حتى لو لم تؤد إلى اصطياد الشخص المستهدف، فإنها تربك الاتصالات والتنقل وتزرع الشك بما يؤدي إلى خلل وارتباك كبير في القيادة والسيطرة لدى الجماعات المسلحة، ما يؤدي إلى تحييد نشاطاتها وعملياتها على المدى القصير، أما على المدى المتوسط فانها تؤدي إلى ظهور مشكلات تخص التعاون والتنظيم والهيكلية العامة، وهي من أهم الفوائد المرجوة من عرض مكافآت لاصطياد القيادات دائما.
وأكد "العلي"، أن الإعلان الأمريكي عن المكافأة سوف تليه إجراءات أمريكية فرنسية عربية تهدف إلى محاولة احتواء الأوضاع السياسية المنفلتة في بعض دول المغرب العربي، إضافة إلى التنسيق السياسي في مجال حل الأزمات والنزاعات في تلك المنطقة ومن بينها ليبيا وتونس والجزائر والمغرب والدول الأفريقية المحاذية لها، حيث من المتوقع أن تكون الفترة المقبلة حافلة باللقاءات والحوارات السياسية في هذا الشأن.