زينب مرزوق، من واحة الخارجة، نموذج للخير والعطاء في مصر، فبعد أن حصلت على بكالوريوس التربية قسم اللغة الإنجليزية، لم تجد نفسها في التدريس، فهى تحب الطبخ، لما لا تسعى لفعل الخير باستغلال كل طاقتها فيما تحب.
تقول صاحبة فكرة «مطبخ الخير» بمدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، إنها بدأت الفكرة بفرخة وكيس أرز من منزلها، ووزعت ٤ وجبات على الفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام في شهر رمضان، منذ عام مضى تحت شعار «فطر صائم»، حيث لفتت انتباه وأنظار أهل منطقتها بهذا العمل الخيرى الذى نال إعجاب الجميع، وشارك الجيران وبعض أصدقائها بجمع مواد غذائية لمطبخ الخير وطهيها وتوزيعها على المحتاجين والأرامل والأيتام بصفة مستمرة بمساعدة الجميع في أعمال الخير ليتم توزيعها أسبوعيا بصفة دائمة.
تحكى «زيزى» عن مبادرة الإطعام: «وجدنا أن أفضل الطرق لمساعدة الأهالى هو توزيع طعام مجانى، وافتتحنا مطبخًا لأول مرة في دسوق، هدفه تخفيف العبء عن الأسر الفقيرة، التى لا تجد ما يُطعمها، وبدأنا في جمع التبرعات وإعداد الوجبات وتغليفها وتوزيعها في سرية تامة، ويعمل في المطبخ شباب متطوع، هدفه التجارة مع الله، وتوظيف وقته في عمل الخير».
وأوضحت، المطبخ غير مقتصر على خروج الطعام في رمضان فقط وإنما هو مستمر طوال العام، وبدأنا في إفطار صائم شهر رجب الماضى، بالإضافة إلى الاستعدادات الكاملة بمرافقة الفريق التطوعى لشهر رمضان ونجحنا في توزيع أكبر عدد من الوجبات اليومية للصائمين خلال رمضان الماضى، وأحلم بإنتاج ١٠٠٠ وجبة يوميًا، ونجحت في تنفيذ كراتين بسكويت وبيتيفور في عيد الفطر المبارك الماضى لغير القادرين على الشراء لتزيد الفرحة في أعينهم ويهنأوا ويفرحوا بالعيد.
وعن الوجبات الغذائية التى تعمل «زيزى» وأصدقاؤها وعائلتها على تجهيزها وتوزيعها على المحتاجين والمرضى، قالت: «نعمل كل الأكلات، مثل مكرونة بشاميل ولحمة وفراخ وكفتة وبانيه ومحشى وبيتزا وكريب، وحلويات وفاكهة، وبنوزع الأكل على الفقراء والأيتام والمرضى، والمسنين اللى عايشين لوحدهم».
وأضافت صاحبة مطبخ الخير، أنه تم توزيع ٣١٥٠ وجبة في شهر رمضان الماضى بعد أن جرى ذبح ٣ عجول من أهل الخير، وتوزيع ٣٠٠ شنطة بها مواد غذائية على الفقراء والمحتاجين، وفى عيد الأضحى ووقفة عرفات العام الماضى جرى توزيع ٦١٥ وجبة لحم بلدى وفراخ من هذا المطبخ الصغير، بعد استلامها شعلة وفرن وبعض الأوانى المنزلية لمطبخ الخير وتم تطوع فريق كبير لمساعدة زينب في أعمال الخير.
عن المعوقات التى واجهتها، تقول: «تعرضنا للعديد من المضايقات من خلال ادعاءات كاذبة بغرض هدم الفكرة ووقف المشروع، فنحن نرحب بجميع الأجهزة المعنية لزيارة المطبخ وفحص خامات التصنيع». مضيفة: «سعادتى لا توصف عندما أوزع الوجبات وأعلم أن هناك من ينتظرها، لذا أتمنى أن يدعونا أى فرد يحتاج فعلا للوجبات ويتواصل معنا ونحن على أتم استعداد لتوصيلها لمكانه، وكل ما أتمناه أن يستمر عمل المطبخ لإطعام الناس، وبدل ما نوزع مرة واحدة أسبوعيًا نوزع كل يوم».
وأشارت إلى أن الفكرة بعد ما كانت صغيرة أصبحت كبيرة وتسع كل كبار السن والأسر الفقيرة والأيتام والمرضى بالمدينة، بالإضافة إلى تنافس الناس في الخير خاصة في شهر رمضان، ووقفة عرفات، وفى شباب كثير بيساهم بمجهوده متطوعا لوجه الله، ويتم توزيع وجبات في المستشفيات والطرق وعلى العمال.