الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الطريق إلى ثورة ٣٠ يونيو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك أن مصر عانت كما عانت بقية دول المنطقة من ويلات الربيع العربي المزعوم، وإن كانت مصر بفضل الله تعالى من أقل دول المنطقة تأثرا بهذه النيران التي كادت أن تأكل الأخضر واليابس .
لم تكد النيران أن تخمد في مصر عقب أحداث ٢٥ يناير إلا بعدما جاءت نتيجة الانتخابات الرئاسية بإعلان«محمد مرسي العياط» رئيسا للبلاد تفويتا للفرصة على أذناب الجماعة الإرهابية من تحويل البلاد إلى بحيرات من الدماء وأشلاء متناثرة!
تحولت الميادين إلى احتفالات مزعومة كالحة لا طعم لها ولا لون وذات رائحة كريهة، قام على شأنها مكتب الإرشاد ومخالبه في الداخل والخارج بعدما تراجعت أسلحتهم المترصدة لإعلان نجاح الفريق أحمد شفيق وحل محلها الألعاب النارية وبعض أصوات الطلقات الحية احتفالا بانتصارهم المزيف حتى أعلنها أحد أعضاء مكتب إرشاد الجماعة بأنهم ماكثون في الحكم مائة عام أو أكثر!
جلس «محمد مرسي» على سدة الحكم ولم تكن البدايات مبشرة بأي شعاع من النور أو حتى بصيص من الأمل نحو تحرره من تبعيته لمكتب الإرشاد هناك بل أثبتت الأيام والمواقف أنه يستمد أوامره من مكتب الجماعة لا سواه ...!
سنة عجفاء مكث فيها رئيس الجماعة حيث أنه لم يكن على قدر من المسئولية أن يقود دولة كبيرة بحجم مصر أو أن هذه الجماعة لم تقرأ المشهد جيدا أو أنها رغم ادعائها للفهم والفهلوة لم تقرأ جيدا عقلية وفكر الشعب المصري هذا الشعب العظيم الذي إن راوغته يوما "ما" فإنه قد يخيل لك أنه لا يفهمك فيتصنع الغباء تارة و يقرر الصمت تارة أخرى إلا أنه بين عشية وضحاها يقول كلمته مهما كلفه ذلك من تضحيات وما ذلك إلا لكونه لا يقبل الضيم بأي حال من الأحوال .
توالت نصائح حكماء الوطن وكتائب مثقفيه لرئيس الجماعة أن يكون منحازا للوطن لا غيره وأنه رئيس لكل المصريين وأن الجماعة ستذهب به إلى التهلكة لا محالة ...
إلا أنه رفض كل ذلك فلم ينصت لصوت العقل أو حتى الضمير !
كان الجيش هناك ذا عينين:
واحدة في الخارج تؤمن الحدود وتتابع عن كثب ما تشهده خارطة العالم من تقلبات بل وتغيرات جذرية .
وأخرى في الداخل ترقب ما يشهده الوطن داخليا من غليان بل وما يحاك داخليا بمساعدات خارجية من مؤامرات نحو التقسيم وإشعال فتيل الحرب الأهلية كإحدى مخططات التآمر على مصر إسقاطا لها إلى الأبد ولكن هيهات هيهات!
ويمكن القول أن حكم مرسي قد رسخ علي مدار سنة كاملة حالة من الاستقطاب الحاد بأن قسم المجتمع بين مؤيد للمشروع الإسلامي الذي يمثله الرئيس وجماعته دون أن يقدموا دليلاً واحداً علي هذا المشروع، وبين مناهض له يوصف في أغلب الأحيان بــ "العلماني". وبدلاً من أن يتفرغ الشعب للعمل والانتاج، اتجه الي التناحر والعراك بين التأييد والرفض وهذا كان الطريق نحو أخونة مفاصل الدولة عن بكرة أبيها .
وإذا كان من أهم أسباب اندلاع أحداث ٢٥ يناير عدم التوريث في الحكم إلا أن الجماعة سعت جاهدة نحو تحقيق الخلافة المتأسلمة وفقا لهواها وشرعنتها الدماء مقابل البقاء وأن ولائها لمكتب ارشادها العالمي لا غيره .
ناهيك عن افتعال الأزمات داخليا وخارجيا والتدخل في شئون القضاء والإفراج عن التكفيريين والجهاديين بلا مسوغ من العرف والقانون يضاف إلى ذلك مدى التناقض في أقوال الرئيس المعزول فلطالما قال أشياء وفعل نقيضها كإعلانه حماية الأقباط واستهداف دور عبادتهم إلى غير ذلك من استهداف ثوار الوطن الرافضين لسياسته وتصفيتهم جسديا لترويع من يحاول الخروج عليهم بعد ذلك .
خطف للجنود وتصريحات بعد ذلك بضرورة المحافظة على سلامة الخاطفين والمخطوفين في مسلسل درامي أقرب ما يكون إلى البلاهة والعته حتى في إنتاجه ....
فشلت الدولة وقتها في التفرغ لبناء علاقاتها الخارجية وتمددها نحو جسور التواصل الدولى فهمشت على كافة الأصعدة والاتجاهات الاستراتيجية بأن عادت إلى المربع صفر .
فلم تفلح خارطة الطريق نحو تصحيح المسار بل عاندت الجماعة وكأنها من رحم أخرى غير رحم هذا الوطن فكان الاعتماد على مليشيات الإرهاب التي تسربت إلى البلاد عقب أحداث يناير بل وكثرتها خلال حكم الجماعة المتأسلمة حيث تمركزت في سيناء انتظارا لإشارة استقلالها كإمارة إسلامية تكون عاصمة للخلافة المتأسلمة .
من هنا كانت جمعية الشعب العمومية تعد عدتها لتقول كلمتها بنفيرها يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ضد هذا الحكم الإرهابي المتغطرس بتفويض جيش مصر العظيم لاتخاذ ما يراه نحو إنقاذ البلاد من السير نحو المجهول وتخليص الوطن من رق هذا السرطان إلى الأبد فقرر خير الأجناد أن تكون المواجهة بينهم وبين هؤلاء المتآمرين فقابلوا رصاص الغدر بصدورهم وخلفهم وفي ظهورهم سواعد وأقلام شعبهم الأصيل .
ستبقى القوات المسلحة يدا بيد مع الشعب على مر الأجيال ودورها المجيد فى التصدى للإرهاب وموجات العنف التى حاولت الجماعة الإرهابية إغراق البلاد فيها، فى محاولة يائسة للانتقام من الشعب وثورته والجيش وشجاعته، وكيف أن القوات المسلحة جادت بأبنائها فى سبيل الحفاظ على وحدة البلاد وحماية أمنها القومي.