تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
استهدفت الهجمات الإلكترونية الروسية المصالح الأمريكية في الأشهر الأخيرة، والتى يقول الخبراء عنها إنها مرتبطة مباشرة بالقمة الأمريكية الروسية المقبلة، وفقا لقناة «فوكس نيوز» الأمريكية.
أدى هجوم برنامج «الفدية» هذا الأسبوع، وهو برنامج خبيث يقيد الوصول إلى نظام الحاسوب الذى يصيبه، ويطالب بدفع فدية لصانع البرنامج من أجل إمكانية الوصول للملفات، إلى إغلاق مصانع اللحوم في الولايات المتحدة التابعة لأكبر شركة لتعليب اللحوم في العالم «JBS» البرازيلية، وقال البيت الأبيض إن جماعة إجرامية مقرها روسيا يُعتقد أنها مسئولة عن ذلك الهجوم.
وقال دانيال هوفمان، عميل سابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والذى قضى في العاصمة الروسية موسكو 5 أعوام: «كل هذا يمثل إستراتيجية الرئيس الروسى فلاديمير بوتين».
وأوضح هوفمان، أن هذه الهجمات تحدث كاستعراض للقوة من قبل بوتين قبل القمة التى تجمعه مع نظيره الأمريكى جو بايدن في 16 يونيو الجاري، وفى إشارة إلى بوتين، قال هوفمان «عليه أن يهدم ديمقراطيتنا لأنها تشكل تهديدا للروس».
ويأتى الهجوم على «JBS» مورد اللحوم الرئيسى للولايات المتحدة- بعد أسابيع فقط من استهداف أكبر خط أنابيب للوقود في الولايات المتحدة، خط أنابيب كولونيال في الساحل الشرقي، من قبل جماعة إجرامية منشؤها روسيا، وفى أبريل، حشد بوتين عشرات الآلاف من القوات على الحدود الأوكرانية.
ورفضت إدارة بايدن إدانة بوتين، بعد هجوم خط الأنابيب وشددت على أن الولايات المتحدة لا تعتقد أن الحكومة الروسية متورطة في ذلك الهجوم.
وقال بايدن في 13 مايو: «لا نعتقد- أؤكد، لا نعتقد أن الحكومة الروسية متورطة في هذا الهجوم، لكن لدينا سبب قوى للاعتقاد بأن المجرمين الذين نفذوا الهجوم يقيمون في روسيا».
وقالت ريبيكا كوفلر، عميلة سابقة بوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية والتى خدمت في روسيا، للقناة، إن استخدام العصابات الإجرامية هو تكتيك شائع من قبل الكرملين.
وأوضحت كوفلر في إشارة إلى الروس، «إنهم يفعلون ذلك للحفاظ على الإنكار المعقول»، مشيرة إلى استخدام روسيا للمرتزقة في أوكرانيا، وقالت أن ما يريده بوتين هو إقامة ما نسميه «ميزان القوى».
ولطالما تنافست الولايات المتحدة وروسيا على نطاق عالمي، وحيث تتغلب الولايات المتحدة على القدرات الروسية، كما هو الحال في تفوق الجيش الأمريكى على نظيره الروسي، بينما اعتمد بوتين على عوامل أخرى لتعزيز الهيمنة الروسية- بما في ذلك الهجمات الإلكترونية.
وقالت كوفلر «يحاول بوتين إرسال إشارة للرئيس بايدن بأنه في وضع أقوى بكثير قبل القمة».
وأضافت بينما خطاب بايدن الذى يدين بوتين كان قويًا، فإن أفعاله كانت ضعيفة.
وفى أواخر الشهر الماضي، رفع الرئيس الأمريكى عقوبات وضعت في عهد سلفه دونالد ترامب والتى استهدفت خط أنابيب نورد ستريم 2 المثير للجدل والذى سينقل الغاز الطبيعى من روسيا إلى أوروبا- وهى خطوة يعتقد البعض أنها ترسل رسالة خاطئة إلى حلفاء أمريكا الأوروبيين.
بصرف النظر عن المناورات الجيوسياسية، يعتقد الخبراء أن إحدى أكبر العقبات التى تواجه الولايات المتحدة في القمة المقبلة هى عدم اهتمام بوتين بتحسين العلاقات.
وقال هوفمان: «ليس هذا ما يبدو أن فلاديمير بوتين يريده».
وأوضحت كوفلر إن تصميم بوتين على التغلب على الولايات المتحدة في ساحة القوى العظمى العالمية يعنى أن الروس لن يكونوا مهتمين أبدًا بالسعى وراء «صداقة» مع أمريكا.
وقالت إن «جهاز الأمن الأمريكى كان يتخيل خطأ أن بعض الأشياء يمكن تحقيقها مع روسيا، وكل رئيس حاول ما يسمى بإعادة ضبط العلاقات وفشل، لأن روسيا لا تعتبر نفسها صديقة للولايات المتحدة».
وأصدر الكرملين تحذيرًا في وقت سابق من هذا الأسبوع مفاده أنه سيتم إرسال إشارات «غير مريحة» إلى الولايات المتحدة قبل القمة التى ستعقد في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقال سيرجى ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسى: «يجب على الأمريكيين أن يفترضوا أن عددا من الإشارات من موسكو ستكون غير مريحة لهم، بما في ذلك في الأيام المقبلة»، وفقا لوكالة الأنباء البريطانية «رويترز».
جاءت التعليقات بعد أن قال بايدن إنه سيضغط على بوتين بشأن القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان.
وتوترت العلاقات بين بايدن وبوتين بعد مقابلة أجراها الرئيس الأمريكى في مارس مع قناة «إيه بى سي» الأمريكية عندما سُئل عما إذا كان يعتقد أن بوتين «قاتل»، فأجاب: «أنا أعتقد ذلك».
وقالت كوفلر إن تعليقات بايدن خلال المقابلة ربما جرأت الخصم الروسي، على الرغم من أن ما إذا كانت كلمات بايدن سيكون لها تأثير على القمة لا يزال غير واضح.
من ناحية أخرى، لا يعتقد هوفمان أن الحوار في المقابلة المحلية سيعوق العلاقات الأمريكية الروسية. وقال: «لا يهم كان الروس دائما نشيطين للغاية ضدنا،»
وأضاف «وصف بوتين بالقاتل هو مجرد مسرحية».