وبلغ إنتاج قطاع الثروة السمكية في مصر
في عام 2020، 2.3 مليون طن من الأسماك من المزارع والمصايد، الأمر الذي ساهم في تغيير
ترتيب مصر العالمي والإقليمي، حيث تأتي مصر في المرتبة الأولى على المستوى الأفريقي،
والسادسة عالميًا في الإنتاج من الاستزراع السمكي، وذلك وفقًا للهيئة العامة لتنمية
الثروة السمكية، فكانت مصر في المركز الثامن بين أكبر 15 دولة منتجة للأسماك من الاستزراع
السمكي، وفقا لإحصائيات منظمة الفاو عام 2014.
وأوضح الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء،
أن الزيادة في كمية الإنتاج السمكي ساهمت في خفض واردات مصر من الأسماك، حيث سجلت قيمة
الواردات المصرية من الأسماك 841،9 مليون دولار خلال الـ 11 شهر الأولى من عام
2020، مقابل 905،1 مليون دولار بنسبة انخفاض قدرها 7 % عن نفس الفترة من عام 2019.
المشروع القومي للاستزراع السمكي ببركة غليون
يؤدي المشروع القومي للاستزراع السمكي ببركة
غليون إلى زيادة الثروة السمكية بنسبة 75%، بما يلبي الاحتياج المحلي من الأسماك، فضلًا
عن تحقيق فائض للتصدير، كما أن هذا المشروع يساهم في توفير فرص عمل لأكثر من 15 ألف
مواطن، 5 آلاف عمالة مباشرة، وأكثر من 10 آلاف عمالة متغيرة، وقام الرئيس عبد الفتاح
السيسي بافتتاح المرحلة الأولى في نوفمبر 2017، والتى تشمل مزرعة سمكية على مساحة
4 آلاف فدان، تضم 1359 حوضًا للأسماك والجمبري، ومنطقة المفرخات وإنتاج الزريعة ومنطقة
بحثية، ومنطقة صناعية على مساحة 55 فدانًا تضم مصنع لتجهيز وتعبئة وتغليف الأسماك بطاقة
إنتاجية 100 طنًا في اليوم، ومصنع لإنتاج الأعلاف بطاقة إنتاجية 180 ألف طن سنويًا،
ومصنع لإنتاج الثلج بطاقة إنتاجية 60 طنًا في اليوم، ومصنع لعبوات الفوم بطاقة إنتاجية
1200 عبوة في اليوم.
كما افتتح الرئيس السيسي، عدد من المشروعات
التكاملية لتنمية الثروة السمكية ببحيرة البردويل بشمال سيناء، منها: مصنع للثلج بطاقة
60 طنا في اليوم، ومصنع لعبوات الفوم بمتوسط طاقة 1،2 طن في اليوم ومحطة تحلية مياه
البحر، كذلك افتتاح الأسبقية الأولى لمشروع الأقفاص السمكية بشرق بورسعيد، حيث تم الانتهاء
من وضع 50 قفصا للاستزراع السمكي في البحر المتوسط بإجمالي طاقة إنتاجية 1250 طن في
الدورة الواحدة.
تقام المرحلة الأولى من المشروع على مساحة
4000 فدان، تستهدف إنتاج أسماك من أصناف عالية القيمة مثل الجمبرى البوري، ويتم توجيه
الإنتاج إلى الداخل والخارج، حيث من المتوقع أن يصل إنتاج هذه المرحلة إلى 3000 طن
أسماك، و5000 طن جمبري سنويًا، أما المرحلة الثانية فقام الرئيس السيسي بتدشين المرحلة
الثانية للمشروع في بركة غليون والمخطط إقامتها على مساحة 9 آلاف فدان من أحواض الاستزراع
السمكى الجديدة، ومصنع لإنتاج مسحوق السمك، ومصنع إنتاج شكائر الأعلاف ومحطة معالجة
المياه.
المشروع القومي لإحياء البتلو
يعد المشروع القومي لإحياء البتلو، من المشروعات
القومية العملاقة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بهدف تقليل حجم الاستيراد
وتوفير الاستهلاك المحلي من اللحوم الحمراء، حيث وجه الرئيس السيسي بمضاعفة التمويل
للمشروع بمقدار 2 مليار جنيه إضافية، ليصل حجم التمويل إلى 4 مليارات جنيه، حيث يهدف
المشروع إلى الحفاظ على المواليد الذكور الناتجة من الأبقار والجاموس، حتى بلوغلها
سن الذبح القانونى "400 كيلو كحد أدنى"، وكذلك حماية المواليد الإناث حتى
دخولها في مرحلة البلوغ الجنسي، ودخولها مرحلة "التعشير" ثم الإنتاج، ورفع
الإنتاجية من اللحوم الحمراء للوحدة الإنتاجية الواحدة "عجل – بقري عجل جاموس"
من 100 كيلو إلى 400 كيلو، فضلًا عن فتح فرص تشغيلية لمشاريع ذات مردود اقتصادي جيد
لشباب الخريجين لتعميق الفكر الإنتاجي.
كما يهدف المشروع أيضًا، إلى المساهمة في توفير اللحوم الحمراء، بسعر في متناول الأغلبية، من خلال ضمان الاستمرارية الناجحة للمشروع بتخفيض مستلزمات الإنتاج "الرعاية البيطرية- الحصة الشهرية من الردة المدعمة - توفير علف ذي جودة عالية"، وكذلك تطبيق منظومة التعداد "ترقيم وتسجيل" والتأمين".
مشروع المليون رأس ماشية
يقام هذا المشروع في منطقة غرب النوبارية
بمحافظة البحيرة، على مساحة 350 فدانا، تتبع مركز البحوث الزراعية بطريق مصر إسكندرية،
حيث خصصت الدولة محطتين للإنتاج الحيواني بالنوبارية للمشروع إلى جانب محطة أخرى تابعة
لصندوق التأمين على الماشية بهيئة الخدمات البيطرية، والذي يضم مصنع أعلاف ومجزر تابعين
للصندوق إلى المشروع لبدء الإنتاج، بهدف التوسع في مشروع تسمين البتلو عبر إتاحة المزيد
من القروض لمربي الثروة الحيوانية التي وصلت لأكثر من مليار جنيه، والسعي للوصول للاكتفاء
الذاتي.
بدأت أولى مراحل المشروع، بتربية 200 ألف
رأس من الأبقار، منها 180 ألف رأس عجول تسمين، و20 ألف رأس أبقار حلابة، ويجري استكمال
إجراءات تنفيذ مشروع المليون رأس ماشية بـ"مواقع بالنوبارية" بالتعاون مع
جهاز الخدمة الوطنية، بالإضافة لمحطات تربية بـ"٤ مناطق"، هي البستان وصلاح
العبد وصندوق التأمين واليشع، في ظل وجود لجان بيطرية تعمل على تحديد الدول التي سيتم
الاستيراد منها.
وتم تقديم تمويل للمستفيدين من مشروع
"البتلو" بمقدار مليار و60 مليون جنيه للبتلو المحلى وكذلك العجول المستوردة
والمحسنة وراثيًا وسريعة النمو، وذلك ووفقا لاحصائيات قطاع الثروة الحيوانية بوزارة
الزراعة.
وفي تقرير صادر عن قطاع الثروة الحيوانية
التابع لوزارة الزراعة، فإن معدل استهلاك مصر من اللحوم الحمراء بلغ 900 ألف طن خلال
العام الحالى موزعة ما بين 430 ألف طن مستورد و470 ألف طن منتجة محليا.
"الدولة تسعى للتصدير وتلبية الاحتياج المحلي من اللحوم والأسماك"
وبدوره، يقول الدكتور فهيم عزيز شلتوت، أستاذ الرقابة الصحية على اللحوم، عضو مجلس قسم مراقبة الأغذية كلية الطب البيطري جامعة بنها، إن الاكتفاء الذاتي هدف قومي للدولة في كافة الاحتياجات الخاصة بالمواطن ومنها اللحوم والماشية والأسماك، فإن احتياجات المواطنين من اللحوم يتم من خلال تربية الحيوانات والاهتمام بالأدوية والأعلاف والاهتمام بالإنتاج أو العمل على العامل الوراثي، وإنتاج أنواع أو فصائل من الأبقار والجاموس والأغنام والجمال أن تكون محلية وعالية الإنتاج في اللحوم، موضحًا أن الاستيراد يكلف الدولة مصاريف باهظة، وخاصة مع ارتفاع سعر الدولار.
ويواصل شلتوت، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن مصر من الدول الزراعية التي تمتلك موارد يمكن استغلالها، وكذلك الإمكانيات البشرية الهائلة للعمل في هذه المشروعات، وهو جو مناسب للاستزراع السمكي وتربية المواشي، ولابد من استغلال هذه المشروعات في عمالة الأيدي المصرية للأجيال القادمة، وتحمي من الأمراض الوافدة التي تنقل عن طريق الحيوانات المستوردة من الخارج، وخاصة من أفريقيا والهند ودول العالم الثالث التي تفتقد للتحصين للماشية، مثل مرض الحمى القلاعية، ففي مصر يتم تحصين المواشي منه عكس ما قد يحدث في دول أخرى.
الاستفادة من تربية الماشية
كما يضيف الدكتور شعبان درويش، مدير عام الطب البيطرى السابق بالجيزة، أن مشروع تنمية الثروة الحيوانية بدايةً من المشروع القومي لإحياء البتلو، والذي تم القضاء عليه منذ سنوات طويلة، إلا أن الدولة في الوقت الراهن تربي الماشية لمدة 6 أشهر، حيث يتم الاستفادة من تربية المواشي، والحفاظ على الإناث لإعطاء سلسلات إنتاج من العجول، فكان يتم ذبح الذكور منها والإناث خارج السلخانة، لافتًا إلى أن هذا الأمر كان يقضي على 50% من الثروة الحيوانية.
ويستكمل درويش، في تصريح خاص لـ"البوابة
نيوز"، أنه في الوقت الراهن تم تشجيع المربي على تربية البتلو والوصول إلى سن
6 أشهر، والتغذية السليمة للماشية من 120 كيلو إلى 360 كيلو، وهي تسمين العجول الأمر
الذي يتطلب أمور عديدة مثل التحصين السليم والنظافة والحفاظ على الصحة العامة والتغذية
السليمة ونسبة البروتين والصويا العالية.