الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أيها الغد.. قصيدة للشاعرة سعاد مهاب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أيها الغد
لماذا تتعجل المجيء !؟
لم أقضِ مواعيدي المدونة بنوتة اليوم
ما وضّبت حقائب السفر للمستقبل!
و ما اجتزت اختبارات الحياة
وحصلت علي علامات تملأ عينك
وتُسعد قلبك
ما جلوْت جسد الحاضر
وما أنتهيت من طلاء أظافره
وما كحلّت عيونه !
وما دفنت الأمس بمقبرة النسيان بعد!
أريد أن أقابلك وانا عروس اليوم.
رجاءً تمهل
دائما ما تأتيني وتغادر في عُجالة
ما نزعت غمامة الحلم الهامس عن عيني
وما خلعت لثام الشغف عن عقلي
وما فككت رباط رجلي بساقية السعي
جلّ أيامي افقد الفصل بين طلوع النهار
وحلول الليل!
أيتها الأيام الغامضة ..رفقا بي!
سيري بجواري
كاد حذاء المحاولة يتمزق
كيف أستكمل السير حافية العزيمة
فوق زجاج الخيبة!؟
كم من أيام ضيّعتني
مَلَصَتْ يدها من يدي
قبل الظفر بنشوة الوصول معاً٠
أيها الأمس..
كيف أمضي
وانت خلف ظهري
تسحب من تحت قدمي بساط اليوم
كلما خطوت خطوة؟
أراك تسابق ملك كتفي الايسر!
هو يسارع بتدوين أخطائى
كلما أخرجت له لساني
ليغتالني بها أمام الإله،
و أنت تشدّ من حول خصري طوق العمر
لتكرُّ معه حبل المستقبل المربوط
بقدم الغد
‏لأطوف حول نفسي بدائرة العبث.
‏أعيش اليوم الذي
‏يزن من الثُقل عامًا
‏كنملة اعتادت تستقوى لحَمل اللقيمات
أنا ‏سيدة الألف عام وعام
حدباء الأمل!
انحني عنقي من التحديق
في ساعة اليد
خشية من أن يقتلني سيف الوقت
قبل غمد قصائدي في صدره .
يا القدر..
جالسني اليوم
تحت شجرة الحظ
أو علي شاطيء وصول الأحلام
أو مرر لي الفرصة في سحابة ...
إما ان تأخذني من يدي لأقابل حلمي
وجها لوجه !
تمهل أيها الغد..
حتي تقابلني في ساحة مستقبل
أكون أنتصرت فيها
‏ علي وهم واقع اليوم
‏حتي أحصد لك غنائم الحرب
وتصير بيدي كل الأماني التي أشتهيتها وأنا
في الماضي النحيل
التي احتدمت بصحراء العدم
تقابلني وأنا أمّ
بعد كل سنوات الحبل في الحُلم.
‏فأنا من أجلك..
أخلع حجاب الياس وألقيه بحِجر الأمس ،
وأنفض غبار العجز عن عقلي،
وبعد كل أمس منهَك أتنفس الصعداء ،
وأضغط علي زِر إعادة تهيئة النفس ،
لاستقبال الغيب
بوجه باسم كبسمة جندي انتصر في الحرب ٠
ها أنا الآن..
‏انظر من نافذة اليوم في عتمة الليل
‏ علي ذلك القدر الباهت بنهار الغد
‏ لا أملك
‏سوي ورقة وقلم بيدي!
‏و الأماني مازالت معلّقة.