ناقشت كلية الآداب بجامعة عين شمس، الأسبوع الماضي، رسالة دكتوراه بعنوان "الاتجاهات الأخلاقية في الفكر اليهودي في العصر العباسي" (132ه – 656ه) للباحث عصام زهران، وذلك تحت إشراف كل من الدكتور فيصل بدير عون أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة عين شمس، والدكتور يسري إبراهيم مدرس فلسفة الأخلاق بجامعة عين شمس.
وحصل الباحث على تقدير مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بنشر الرسالة على نفقة الجامعة وتبادلها مع الجامعات الأخرى.
واستطاع الباحث أن يرصد 3 اتجاهات أخلاقية سادت الفكر اليهودي خلال العصر العباسي هي
أولًا: الأخلاق الدينية، وهي الأخلاق التي استندت إلى نص التوراة والتلمود، وهي أخلاق تحمل قيم الاستعلاء والعنصرية وازدواجية المعايير، ولذلك فقد تم تسميتها في الرسالة بـ"أخلاق التمييز والسيطرة".
ثانيًا: الأخلاق الفلسفية العقلية والتي استندت إلى الفلسفة اليونانية وقد تعرف عليها الفكر اليهودي ليس في نصها الأصلي مجردًا بل تعرف عليها مصحوبة بتفسيرات وشروح إسلامية، تعكس الواقع الثقافي الذي يواجه اليهود وهذه الأخلاق تبنت مفهوم السعادة العقلية كغاية وهدف؛ لذا تم تسميتها بـ"أخلاق السعادة العقلية".
ثالثًا: الأخلاق الصوفية (الذوقية) وهنا قد يتساءل البعض: لماذا؟ وكيف؟ قبل المفكرون اليهود هذا الرافد (الأخلاق الصوفية) الثقافي المحمل بقيم خاصة تتمايز عن الموروث الثقافي الديني المستمد من التوراة والتلمود؛ ومن ثم أصبح يحتل موقعا هامًا ومكانة متميزة في الثقافة اليهودية خلال العصر العباسي.
ومن الملاحظ أن الفكر اليهودي خلال هذه الفترة قد قبل بتيارات فكرية وأخلاقية تتبني قيمًا تتعارض مع الفكر اليهودي ذاته.
فيما تهدف الدراسة إلى محاولة كتابة تاريخ الاتجاهات الأخلاقية اليهودية في ظل الثقافة والحضارة العربية الإسلامية، ومن جهة أخرى السعي إلى نقد هذا الفكر الأخلاقي اليهودي واتجاهاته، في العصر العباسي، بوصفه فكرًا أخلاقيًا يحمل ويروج نوعًا من القيم السلبية واللاإنسانية في بعض مناحيه، والتي مازالت تؤثر في سلوكيات اليهود المعاصرين وتوجه علاقاتهم ورؤاهم، وتؤثر كذلك في السياسة العالمية بما يملكونه من تأثير ونفوذ واضح في عالمنا المعاصر.
كما تسعى الدراسة للكشف عن الرؤى التي يتبناها تجاه الآخر وكذلك الكشف عن مصادر هذا الفكر وتحديد الأطر النظرية التي يتبناها.
فيما تسعى الدراسة إلى تحليل نظم القيم في الثقافة اليهودية تحليلًا موضوعيًا نقديًا لعب فيه النص دورًا رئيسيًا وهامًا بوصفه المعبر عن هذه القيم والمظهر الخارجي لها والمرجعية الحاكمة لسلوك اليهود.
