من سويسرا إلى أعمق نقطة في صحراء الفيوم شيع منذ قليل، العشرات من محبي السيدة "إيفيلين بورية" السويسرية مؤسسة مدرسة صناعة الخزف والفخار بقرية تونس، ورائدة قلعة الصناعة والسياحة بمحافظة الفيوم تحديدا، إلى مقابر الإخوة الأقباط بالقرية الثانية بمنشأة قارون التابعة لمركز يوسف الصديق، والتي توفيت إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، عن عمر يناهز الـ86 عاما.
وتقدم المشيعون حاملا على كتفيه نعشها نجلها أنجليو نجل الراحل الشاعر الغنائي سيد حجاب، وسط حالة من الحزن على رحيلها، وذلك بحضور عدد من السفراء والأصدقاء ومحبي السويسرية من تلاميذها التي قامت بتعلميهن على مدى 60 عاما قضتها داخل منزل قامت ببنائه على مساحة كبيرة من الأرض، تحيطه الخضرة والأشجار من كل مكان، وأسست مدرسة الفخار بقرية تونس.
منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، انتقلت فتاة السويسرية تُدعى "إيفلين بوريه"، للعيش مع والدها في مصر، حيث كان يعمل هناك، حتى تعرفت الشابة السويسرية التي درست الفنون التطبيقية في جامعة جنيف، على الشاعر الغنائي المصري سيد حجاب، فأحبته وتزوجته.
رغم أنها تبلغ من العمر 86 عامًا، قضت منها 60 عامًا في مصر، إلا أن الفنانة السويسرية الأصل إيفلين بوريه، ذات الملامح الأوروبية، تعيش في بيتها الريفى بقرية تونس، حياة الفلاحة المصرية البسيطة، تسير حافية القدمين، وتأكل الطعام الريفي، سعيدة بما قدمته، ولا تزال، تشبع هواياتها في صناعة الفخار والخزف، وتشرف بنفسها على تعليم الراغبين، من أبناء وبنات القرية، صناعة الفخار والخزف اليدوي.
وبدأت في تعليم أبناء القرية فنون الخزف وتشكليه ودعم أبناء القرية في إنشاء الورش والمتاجر الخاصة بهم وإشراكهم في المعارض الدولية وحتى عندما انفصلت عن زوجها المصري الشاعر الغنائي سيد حجاب، قررت الاستمرار في الإقامة بمصر، بل أوصت بأن تدفن في حديقة منزلها بعد وفاتها.