السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الشاعرة أماندا جورمان.. صفعة في وجه عنصرية ترامب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صفعة قوية وجهت للرئيس العنصرى السابق دونالد ترامب، بصعود الشاعرة أماندا جورمان «٢٣ عاما» لمنصة تنصيب جو بايدن وإلقاء قصيدتها الشهيرة «التل الذى نتسلقه».
أسرت «جورمان» العالم أجمع، بكلماتها المفعمة بالأمل، بدت رغم صغر سنها متزنة تخاطب الأمريكيين لبدء صفحة جديدة أكثر تفاؤلًا وإغلاق صفحة الماضى.اختيار «جورمان» التى أعلنت أمام العالم أجمع انحدارها من أصل العبيد، كان رسالة قوية، لم يكن فقط دعمًا لحركة العدالة العرقية التى ارتفعت أصواتها عالية بعد موت الأمريكى «جورج فلويد» إنما كان تأكيدًا على النهضة الفنية التى تقوم على سواعد أصحاب البشرة السوداء.
في الحفل وعلى بعد أقدام قليلة من «جورمان»، كانت تجلس السيدة الأولى السابقة «ميشيل أوباما»، ولم تكن تلك المناسبة الأولى التى تلتقى فيها «ميشيل» بـ"جورمان»، فقد رأتها من قبل مرتين. الأولى في عام ٢٠١٦ عندما توجت «جورمان» بجائزة الوطنية لأفضل شاعر شاب، وفى عام ٢٠٠٨، خلال حفل «بلاك جيرلز روك» التى تهدف لتسليط الضوء على المبدعات من أصحاب البشرة السوداء.
العنصرية مستمرة
رغم وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض كأول رئيس من أصل أفريقي، إلا أن العنصرية ضد السود لاتزال مسيطرة في المجتمع الأمريكى. حقيقة لا ينكرها أحد وعلى رأسهم «أوباما» نفسه، لكن لحظة موت الأمريكى جورج فلويد على يد الشرطة تعتبر نقطة مفصلية في النضال ضد العنصرية العرقية، لكونها أحد أسباب الإطاحة بنظام بترامب، فضًلا على كونها السبب في ارتفاع الأصوات الغاضبة حول العالم مرددة «حياة السود مهمة» الشعار الذى تحول إلى مبادرة ضمن مبادرات العدالة العرقية، بالتزامن انطلقت حملات لإلقاء الضوء على قوة أصحاب البشرة السوداء وإنجازاتهم في المجتمع الأمريكى في كافة المجالات، إنجازات تصفها ميشيل أوباما بأنها طفرة في عالم الإبداع يمكن أن نسميها عصر نهضة جديد بدأ في الولايات المتحدة منذ زمن إلا أن ذروته كانت منذ ٦ سنوات ولا تزال مستمرة.
نهضة سوداء
ترى"جورمان» أن الفترة المهمة التى يعيشها أصحاب البشرة السوداء حاليًا، انعكست على أعمالهم الفنية، أبرز مظاهرها وصول رئيس أسود للبيت الأبيض، وتصدر حركات حياة السود باعتبارها أحد أكبر الحركات الاجتماعية في الولايات المتحدة حاليًا، ناهيك عن ما هو أكثر إثارة وتأثيرًا انتشار تجارب السود في مجالات الموضة، والفنون المرئية، والرقص، والموسيقى، وكافة أشكال التعبير عن الحياة البشرية». ساعد المجتمع على انطلاق هذه النهضة هو وجود جيل جديد يندد بالعنصرية وعدم المساواة حيثما يراهما ولا يخشى التعبير عن رفضه بصوت عال، يدعمهم فنانون مدركون لدورهم المجتمعى، فتقول «جورمان» إنتاج أغنية، أو إنشاد قصيدة، أو صناعة فيلم، نكشف من خلاله الظلم في العالم أمر جلل.
كيف يحرك الشعر الجماهير؟
«دفنونا ولكنهم لا يعلمون أننا بذور»..عبارات قصيرة وموجزة حملها الغاضبون في كل مكان خلال تظاهرات «حياة السود مهمة» وهو ما جعل «جورمان» ترى أن الفن عامة وعلى رأسه الشعر نبض حركات التغيير الاجتماعية. فالغريزة والطبيعة تختار الشعر عندما نريد توصيل معانى كبيرة بعبارات موجزة، فليس من المصادفة أن يكتب أسفل تمثال الحرية بيت شعرى، كما ترى أن خطاب مارتن لوثر كينج الشهير «لدى حلم» كان مليئا بالصور والتعبيرات الشعرية التى لا تزال حاضرة حتى اليوم. الشعر كما تراه «جورمان» العدسة التى ترسم بها المستقبل الذى تتطلع إليه انطلاقا من الماضى الذى عاشه المجتمع.
تبرز أهمية الشعر أيضًا في تطوير اللغة - وهو ما تضعه جورمان على عاتقها - كبداية للتحرر، تحرير اللغة من الطريقة التى انتهكت بها وجردت من إنسانيتها، وتحويلها لتكون مصدرًا للأمل، والإحساس.الشاعرة التى أشعلت نيران الوحدة تقول: «الاتحاد بدون الشعور بالمساواة والعدالة والإنصاف بالنسبة لى، ليس لها أهمية، الوحدة التى تقودنا بنا نحو المستقبل تعنى أن نتقبل الاختلافات بينا، ونقدر هذا التنوع، وحدة لها هدف، أن تتشابك أذرعنا وأن نعلم الهدف الذى نتلف حوله. أطلقوا عليها رمز الأمل، أمر قد يجد البعض أنه يمثل ضغطًا لشخص في مثل عمرها وهو ما تقر به فتقول: «تقول هذه الضغوط مضاعفة إذ أننى مطالبة بأن أظهر في أفضل شكل بدون أن يتوافر لى الكثير من الموارد علاوة على أن النساء السوداء دائما عرضة للانتقاد».