تصدرت واقعة تحرش طبيب برازيلي "بلوجر" بفتاة مصرية اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية وسط حالة من الغضب العارم التي اجتاحت الأوساط المصرية والبرازيلية الرافضة لذلك السلوك المشين.
بداية القصة
الواقعة بدأت بعدما تداول المئات من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو للمتهم نشره بنفسه، وهو يتحدث باللغة البرتغالية «اللغة الرسمية في البرازيل»، موجها كلامه لفتاة مصرية كانت تعرض عليه شراء قطع من ورق البردي داخل محل بيع أنتيكات "بازار"، حيث ظهر المتحرش البرازيلي في الفيديو، وهو يتلفظ بألفاظ جنسية صريحة مع الفتاة، مستغلا عدم معرفتها باللغة البرتغالية، ونشره على حسابه بأحد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتابعه قرابة مليون شخص، الأمر الذي تسبب في حالة غضب واسعة، على صفحة المتحرش البرازيلي، واضطر لحذف الفيديو، قبل أن يتوجه مجددا إلى الفتاة، ويصور معها فيديو آخر، مستغلا أيضا عدم معرفتها باللغة التي يتحدث بها.
المتحرش في قبضة الأمن
عقب تدوال الواقعة نجحت وزارة الداخلية، في القبض على المتحرش البرازيلي، حيث أكدت في بيان لها، أنها تمكنت من القبض على المتهم بعد تحرشه لفظيا بإحدى الفتيات، وذلك بعد قيامه بنشر مقطع فيديو يتضمن واقعة التحرش، على مواقع التواصل الاجتماعي، وحددت وزارة الداخلية، المجني عليها والمتهم على حد سواء، وتمكنت من ضبطه، وتحرير محضر بالواقعة، وإحالته للنيابة العامة التي تباشر التحقيقات.
النيابة العامة تحقق مع المتحرش البرازيلي
وفي ذات السياق أعلنت النيابة العامة عن قيامها بحجز برازيلي الجنسية في واقعة توجيهه إيحاءات جنسية لفتاة مصرية.
وقالت النيابة العامة في بيان لها « أن وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام» تداولَ مقطعا مصوَّرا بمواقع التواصل الاجتماعي تضمن تعدي برازيلي الجنسية لفظيًّا بإيحاءاتٍ جنسية بلغة أجنبية على فتاة مصرية بأحد المحالِّ خلالَ عرضها أوراق بردي عليه، وقد تمكن رواد تلك المواقع من ترجمة تلك التعديات وتبيَّن من المقطع السخريةُ من الفتاة التي بَدَت متبسِّمَةً غيرَ واعيةٍ بالتعدي اللفظيِّ عليها، كما رصدت الإدارة استياءَ الكافَّة من الواقعة ومطالبتهم بملاحقة البرازيلي، ومحاولة الأخير تحسين صورته مدعيًا مزاحه مع الفتاة، وبعرض الأمر على « المستشار النائب العام» أمر بالتحقيق العاجل في الواقعة.
وكشفت التحقيقات عن تحديد هُويّة البرازيلي ومكان تواجده، وهوية الفتاة، ومكان حدوث الواقعة، وأنَّ المذكور غادر مدينة الأقصر صباح يوم الثلاثين من شهر مايو الجاري متجهًا إلى القاهرة -وحددت رقم الرحلة التي غادر على متنها- في محاولةٍ منه للفرار إزاءَ ما تُدووِل بمواقع التواصل الاجتماعي من مطالبات بملاحقته، وتوصلت التحقيقات إلى أن الواقعة حدثت يوم الرابع والعشرين من شهر مايو الجاري بأحد محالِّ البرديات بمحافظة الجيزة، وحددت شهودًا عليها من بين وفدٍ سياحيٍّ كان البرازيلي في رفقته، وأنَّ الأخير اضطلع بتصوير الواقعة لكونه معتادًا على نشر العديد من المقاطع بأحد مواقع التواصل ومتابعة الكثيرين لحسابه، وعلى هذا أدرجت «النيابة العامة» اسم المتهم البرازيلي على قوائم الممنوعين من السفر.
وسألت «النيابة العامة» المجني عليها فشهدت باستقبالها المتهم يوم الحادث بالمحل الذي تعمل به وتصويره إيَّاها خلالَ شرحها محتوى وطريقة تصنيع أوراق البردي له وللفوج الذي كان برفقته، إلا أنها فُوجئت بنشر المتهم لذلك المقطع وتبيَّنتْ بعد إذاعته احتواءَ مضمون العبارات به على ما يخدش حياءها، ثم أتاها المتهم في اليوم التالي معتذرًا وصوَّر أسفه إليها ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها تمسكت بطلب تحريك الدعوى الجنائية قِبَله لما أصابها من أضرار بنشر ذلك المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وسألت «النيابة العامة» مترجمًا متخصصًا فأكد تضمُّنَ عبارات المتهم الأجنبية بالمقطع إيحاءاتٍ جنسية خادشة للحياء.
وعلى هذا استُوقِفَ المتهم في طريقه إلى (مطار القاهرة الدولي) وعُرض على «النيابة العامة» فاستجوبته فيما نُسب إليه من تعرضه للمجني عليها بإيحاءات وتلميحات جنسية بالقول، وتعديه بذلك على المبادئ والقيم الأسرية للمجتمع المصري، وانتهاكه حرمة حياة المجني عليها الخاصة، واستخدامه حسابًا إلكترونيًّا خاصًّا في ارتكاب تلك الجرائم، فادعى أنَّ توجيهَه العبارات المتضمنة إيحاءات جنسية في المقطع للمجني عليها ونشره المقطع على حسابه بأحد مواقع التواصل الاجتماعي كان على سبيل الدعابة، وأنه اعتذر للمجني عليها بعدما وُجِّهَت إليه انتقادات من متابعي حسابه.
هذا، وقد أمرت «النيابة العامة» بحجز المتهم لحين استئناف التحقيقات صباح الغد، ومن ثَمَّ اتخاذ قرار بشأنه.