قال المؤرخ السيناوي عبد العزيز الغالي، إن أغلب الشوارع والميادين في مدينة العريش، لها حكايات عدة مرتبطة بالتاريخ الحديث والقديم، لأن المدينة كانت محطة الفتح الإسلامي.
فشارع جندل (أسوان حاليا) الذي يقع وسط المدينة سمي بهذا الاسم لأنه اختلفت فيه الروايات، فمن قائل إن رجلا مسلما أتى من المغرب العربى للحج وعند العودة أفلس فأقام بالعريش في هذا الشارع وصار يربى حمام من نوع (جندل) فكنى به، وآخرون حكوا أن هذا اسمه الحقيقى وكان من تجار وكالة البلح بالقاهرة، وكان موردا للوازم الخيول والحمير والجمال التى يستخدمها الجيش الإنجليزي ذلك العهد.
وللشارع شهرة أخرى استمدها من كثرة امتلاءه بمياه الشتاء وبكميات وفيرة جدا إلى حد أن بعضهم حين كان يعوزه بعض المياه لغرض أو آخر كان يجد ضالته في الشارع.
كذلك رموز المدينة التي قطنت به، في أول الشارع يقع منزل الشيخ سمرى مرعى، من كبار أعيان مدينة العريش من قبيلة الفواخرية، وشهد المنزل تاريخا حافلا، حيث استضاف راعى المنزل وباسم الأهالى كثيرا من رموز مصر من رجال الحكم والسياسة والدين، منهم اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية وكذلك النحاس باشا زعيم الوفد والشيخ الحافظ التيجانى مؤسس وشيخ الطريقة التيجانية، وكان نفس المنزل شاهدا على أكبر عملية انتخابية تدار منه لصالح أهل سيناء، بين عيد مرعى سمرى ممثلا لحزب الوفد ضد الظاهر حسن أحمد، مرشح الملك، خلال الحقبة الملكية، وكانت هذه أول انتخابات مستقلة تجري بدائرة الإسماعيلية عام ١٩٤٩، وفاز فيها عيد مرعى سمرى.
كما كان غرفة عمليات مرة أخرى في منافسة قوية وشرسة دارت رحاها بين مرشحى الأهالى المهندس الزراعى، توفيق إسماعيل الشريف، وزميله الحاج على خلف، والد المجاهد حسن بن على من أبطال منظمة (سينا العربية) ضد منافسه أمين رستم، أمين الاتحاد الاشتراكى آن ذاك، وزميله الحاج حسن حجاب الجمل، الذى استمد شهرته فيما بعد من شعاره الانتخابى، رمز الجمل، وفاز فيها مرشح الأهالى وكانت قبيل حرب ١٩٦٧.
ويقع في الشارع أيضا منزل عرابى العبد عرابى، ابن العريش من قبيلة الفواخرية، الشهير بالزعيم، تيمنا بالزعيم الوطني أحمد عرابى.
وكان شارع جندل يضم مدرسة سعد زغلول الابتدائية ومنزل نبية البيك، رئيس بلدية العريش وشاعرها وأديبها، ثم منزل خالد أفندي شراب، وكان من الأعيان ومن ضمن خمسة يحملون لقب الأفندية في سيناء. كما يضم الشارع مدرسة اللبد (الصناعات القديمة) الصناعات الإعدادية بنين، صارت ثانوية فيما بعد.