لم يكن الطريق إلى ثورة 30 يونيو، سهلا، في ظل الصراع الرهيب الذي خاضته الدولة المصرية بكل أجهزتها، في مواجهة الفكر العنيف المهيمن على جماعة الإخوان الإرهابية.
وعلى مدار عام كامل، عاشت المجتمع المصري مختطفا بين يدي تيار الإسلام السياسي، الذي يتسم بالعدوانية، وممارسة أعمال عنيفة، لبسط سيطرته على المجتمعات، بالإضافة رفع السلاح في وجه معارضيه.
ويرى الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مشوار مصر، منذ تنحي الرئيس الراحل حسني مبارك، وحتى إسقاط حكم جماعة الإخوان، كان من المخطط له أن يشهد بحارا من الدم، عملت جماعة الإخوان على إراقته، لوضع طوائف الشعب المختلفة في مواجهات متنوعة.
وأوضح أن جماعة الإخوان، وأتباعها من باقي تيارات الإسلام السياسي، التي تنتهج العنف، والمدعومة من قوى خارجية لا تريد خير لمصر، حاولت تأسيس وضع، يسمح بالتناحر بين طوائف الشعب وبعضها البعض من جهة، وهذه الطوائف ومؤسسات الدولة من جهة أخرى.
وقال: "عملت الجماعة على تنفيذ مخطط ممنهج لإذكاء نار الخلاف بين طوائف الشعب وبعضها البعض، حتى تقود البلاد إلى حالة من الاحتراب الأهلي الكامل، وفي سبيل عدم تمكين مؤسسات الدولة من وقف هذه الحالة، سعت إلى ترسيخ عداوة بين هذه الطوائف كافة، والدولة، بحيث لا يكون لها قدرة على التدخل لوقف حمامات الدم".
وأشار بدر الدين، إلى أن فطنة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لهذه المؤامرة، منذ أن كان وزيرا للدفاع، هي التي أسهمت في إنقاذ البلاد، مضيفا: "وصلنا إلى ذروة الحدث في 30 يونيو، عندما خرج الملايين إلى الشوارع، يدفعهم الخوف على وطنهم، والشعور بأن الخطر أصبح محدقا بالهوية المصرية التي عاشت تاريخها كله في سلام، ودون تهديد يمسها بشكل مباشر".
وأتمّ بدر الدين بالقول: "السيسي أنقذ بشجاعته مصر، من بحار دماء أراد الإخوان إراقتها لتغيير الواقع المصري إلى غير رجعة، لكن الله سلم، وحفظ مصر برجالها الأشداء الذي قدموا أرواحهم فداء لأمن واستقرار الوطن.