قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس ادهانوم إن المنظمة تواجه تحديا خطيرا للحفاظ على استجابتها في مواجهة وباء كورونا عند مستوها الحالي.
وأضاف تادروس، في ختام أعمال جمعية الصحة العالمية في جنيف، اليوم الإثنين، أن منظمة الصحة لا يمكن أن تكون أقوى بدون تمويل مستدام، وذلك كجزء من عملية التحول الجارية، مطالبا "بسد" النقص الكبير في خطة الاستعداد والاستجابة الاستراتيجية للمنظمة في مواجهة الوباء، وذلك بالتمويل المرن لسرعة الوصول إلى لقاحات وعلاجات وأدوات تشخيص وضمان وصولها بشكل منصف للجميع.
وأشار إلى أنه لا يزال هناك الكثير من العمل لإنهاء الوباء، حيث إن الوضع الحالي مشجع، خاصة في ظل الانخفاض العالمي في عدد حالات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا.
وشدد على أنه سيكون من الخطأ الفادح أن تعتقد أي بلد أن الخطر قد انتهى، لافتا إلى أن الاستخدام المخصص والمتسق لتدابير الصحة العامة إلى جانب التطعيم العادل هو السبيل للخروج.
وحث جميع الدول الأعضاء على الالتزام بدعم الأهداف المحددة لتحقيق تطعيم ما لا يقل عن 10% من سكان جميع البلدان بحلول نهاية سبتمبر و30 % على الأقل بحلول نهاية العام.
وتابع: إن العالم سيظل يواجه نفس نقاط الضعف، التي سمحت بانتشار صغير أن يتحول إلى جائحة عالمية، معتبرا أن التحديات التي تواجهها البلدان عميقة، وبما يستدعي تصميم الحلول المناسبة لها.
كما شدد على أن التوصية التي يمكن أن تفعل أكثر من غيرها؛ لتعزيز كل من منظمة الصحة العالمية والأمن الصحي العالمي هي التوصية بمعاهدة بشأن التأهب للوباء والاستجابة لها، خاصة وأن ذلك يمكن أن يعزز أيضا العلاقة بين الدول الأعضاء والتعاون، إضافة إلى إيجاد إطار شامل لربط الآليات السياسية والمالية والتقنية اللازمة لتعزيز الأمن الصحي العالمي.
وأكد تادروس أنه لا يمكن للدول الأعضاء أن تحافظ على سلامة مواطنيها، إلا إذا كانت مسؤولة أمام بعضها البعض على المستوى العالمي.. وقال إن السمة المميزة لوباء كورونا هي الافتقار إلى تبادل البيانات والمعلومات ومسببات الأمراض والتقنيات والموارد.
وأشار إلى أن المعاهدة ستحسن المشاركة والثقة والمساءلة وتوفر الأساس المتين الذى يمكن بناء اليات أخرى للأمن الصحي العالمي عليه سواء كان ذلك؛ للبحث والابتكار أو الإنذار المبكر أو تخزين وانتاج امدادات الأوبئة وأيضا الوصول العادل إلى اللقاحات والاختبارات والعلاجات وكذلك ايجاد التزام سياسى ومالى مستدام.
وطالب تادروس بأن تكون المعاهدة الدولية للتهب والاستجابة شاملة ومدروسة بعناية وأن تكون عاجلة أيضا، منوها إلى أن الدعم القوي الذي أعربت عنه عشرات الدول الأعضاء لفكرة اتفاق عالمى بشأن التأهب للوباء بموجب المادة 19 من دستور منظمة الصحة العالمية والذي رعته أكثر من 60 دولة مشجع.
وأشار إلى أنه سيكون من المهم مناقشة هذه الفكرة بمزيد من التفصيل مع الدول الأعضاء في جلسة خاصة لجمعية الصحة العالمية خلال نوفمبر المقبل، واستطرد: إن وباء كورونا علم الجميع الكثير من الدروس، ومن بين أهمها أنه عندما تكون الصحة في خطر فان كل شيء في خطر.