ذكرت إذاعة الصين الدولية (سي آر آي) أن 65 عاما من المجد هي عمر العلاقات الدبلوماسية الصينية المصرية، التي انطلقت رسميا في الثلاثين من مايو سنة 1956، وأن العلاقات بين البلدين لعبت دورا محوريا في تنمية العلاقات الصينية مع الدول العربية والأفريقية، وفتحت الباب للصين لدخول هاتين المنطقتين كشركاء في صنع المستقبل.
وأضافت الإذاعة الصينية - في تقرير أذاعته اليوم /الأحد/ - أنه باستعراض العلاقات المصرية الصينية خلال تلك الفترة الممتدة، فإن ما نراه هو صداقة مخلصة، وتعاون وثيق، حيث يتبادل الطرفان الاحترام والدعم ليحافظا على هذه العلاقة الطيبة التي ازدادت قوة ومتانة في ظل قيادتين تؤمنان بالمصير المشترك للبلدين الكبيرين.
وتابعت "ارتقى الزعيمان عبد الفتاح السيسي والصيني شي جين بينج بالعلاقات بين جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في كافة المجالات وعلى مختلف المستويات، مع انخراط وشراكة كاملة في مبادرة الحزام والطريق الصينية التي أطلقها الرئيس الصيني عام 2013".
وأشارت إذاعة الصين الدولية إلى أن الشراكة المتينة بين البلدين الشقيقين ظهرت في الكفاح ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) حيث دعم الجانبان بعضهما البعض، وصولا إلى إنتاج لقاح كورونا في مصر، بالاشتراك مع شركة سينوفاك الصينية، والذي سيكون متاحا في أواخر يونيو القادم، والذي لن يفيد مصر فقط لكن أيضا الدول الأخرى في أفريقيا والمنطقة العربية، ما يعكس بشكل تام مسؤولية البلدين في مواجهة الوباء.
كما أن الشركات الصينية والمصرية يمضيان قدما في تنفيذ مشاريع مستقبلية مهمة في مصر، مثل مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة ووسائل النقل والمدن الذكية وعلوم الفضاء وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وغيرها.
واعتبرت الإذاعة أنه "من خلال المتابعة الدقيقة نجد أن الصين تقترب يوما بعد يوم من قلوب المصريين، الذين زاد فهمهم للثقافة الصينية ومعرفتهم بها بشكل يتواكب مع العلاقات المتميزة على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي، وعلى أكثر من صعيد، وبما يربط بين الحضارتين العريقتين الصينية والمصرية".
وفي سياق متصل، أكد السفير الصيني في مصر "لياو لي تشيانغ" - في تصريحات لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) - أن الصين ومصر دعمتا بعضهما البعض على مدار الـ 65 عاما الماضية، وكتبتا فصلا من الصداقة في العصر الجديد في ظل اجتياح جائحة كورونا العالم.
وقال تشيانغ "حاربت الدولتان مرض (كوفيد-19) جنبا إلى جنب، وقدمتا تفسيرا حيويا للمجتمع الصحي الصيني-المصري، وأرستا أساسا متينا لبناء مجتمع صيني-مصري ذي مستقبل مشترك، وأن مصر عبرت دائمًا عن موقفها الداعم للصين بشتى السبل ومن خلال الإجراءات العملية".
وأضاف تشيانغ أن المرض لم يعرقل التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين ومصر، حيث بلغت التبادلات التجارية بين الجانبين 57ر14 مليار دولار في عام 2020 ، مسجلا رقما قياسيا جديدا على الرغم من تأثير المرض، كما بلغ حجم التجارة الثنائية في الربع الأول من هذا العام، 18ر4 مليار دولار، بزيادة سنوية قدرها 1ر32%، إضافة إلى أن الصين أصبحت الدولة الأكثر نشاطا في الاستثمار في مصر في السنوات الأخيرة، حيث بلغ حجم الاستثمار المباشر الجديد للصين في مصر العام الماضي 190 مليون دولار، وتجاوز رصيدها الاستثماري في مصر 2ر1 مليار دولار.
وتابع أنه في الربع الأول من العام الجاري، بلغت الاستثمارات الصينية الجديدة المباشرة في مصر 83 مليون دولار، بزيادة كبيرة بلغت 134٪.
ولفت تشيانغ إلى أن المرض لم يعرقل أيضا التبادلات الشعبية بين البلدين، وأن الصين ومصر تتعاملان بإخلاص وتساعدان بعضهما البعض في رحلة التنمية الوطنية، وأن كلا من الصين ومصر هما دولتان ناميتان رئيسيتان وممثلتان للأسواق الناشئة، ومع التكامل العميق لمبادرة الحزام والطريق مع "رؤية مصر 2030"، حقق التعاون العملي بين الصين ومصر نتائج مثمرة.
وشدد السفير الصيني على أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 65 عاما، صمدت العلاقات الثنائية أمام اختبار الوضع الدولي المتغير، وتزداد الثقة السياسية المتبادلة عمقا يوما بعد يوم، وأن العلاقات بين الصين ومصر، والتي تشمل كافة الأبعاد وتغطي كافة المجالات، تعد مثالا جيدا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والأفريقية.
وأعرب تشيانغ عن استعداد بلاده للعمل مع مصر في جميع المجالات؛ لضخ المزيد من الاستقرار والطاقة الإيجابية في العالم.