الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

غزة تتحدث .. محمود يونس : كل شيء أصبح ذكريات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أصبحت غزه كلها ذكريات، الاحتلال لم يترك مكانا لنا فيه أثر أو ذكرى طيبة إلا وقصفه»، هكذا لخص «محمد يونس سمور» أحد سكان غزة الحال هناك، فالوضع بات صعبًا على الجميع، خصوصًا وأن كل شىء أصبح ترابًا.
ذهب «محمد» كعادته صباح كل يوم إلى مكتبه، ولكن هذه المرة لم تكن كسابقتها، فاليوم «محمد» ذهب ليلملم ما تبقى من ذكريات في مكتبه، يقول «محمد»: «رغم أنى شاهدت على البث المباشر تدمير برج الجوهرة والذي فيه مكتبى، ولكن فى صباح اليوم التالى من القصف ذهبت هناك لأول مرة لأرى إن كان هناك شىء وأبحث عن بعض الأوراق المهمة».
يصف «محمد» شعوره حين رأى مشهد الدمار على الواقع بالصدمة الكبرى لدرجة جعلته يقف ثابتًا مكانه لا يتحرك، يقول «محمد»: «بمجرد وصولى للمكان الصدمة كانت غير لدرجة انى ما قدرت أصور أو أوثق شيئا حتى ما أرجع اشوف المشهد تانى؛ وقفت على باب المكتب يلي مش موجود مكانه اصلا».
يؤكد «محمد» أن الواقع النفسى كان صعبًا عليه جدًا فهو الأن يقف أما حلمه الذى أصبح كومة من تراب، فالقصة كما وصفها ليست خسائر مادية تعوض بقدر الخسائر المعنوية فكل ما بنيته أصبح ركامًا، يقول «محمد»: «تعودت ع هالمكان يا أخى، والله قضيت فيه وقت أكثر من بيتي بأضعاف وفعليا هو بيتى».
وتابع: «حين وقفت أمام المبنى، سرحت وتذكرت الأوقات إلى نمت فيها الليل هناك افتكرت الدوشة يلى بكون عاملها وأنا طالع نازل من موظف لموظف ومن شغلة لشغلة، وتفاصيل أكتر علقت برأسى هالأفكار لدرجة إنى نسيت الشغل نفسه».
ورغم كل ذلك الأسى تذكر «محمد» تلك الحمامة التى كانت تعشش على شباك المطبخ يحكى عنها قائلًا: «كان فى حمامة معششة وبايضة ع شباك المطبخ، اطلعت قال اطمن عليها وانا عارف انها عند ربنا قاعدة هلا، واحلى اشى كان فى علكة فى درج المكتب لقيتها مكانها وأخدتها ما لقيت غير العلكة ذكرى للأسف وهى فعليا هتعبر عن هالحال المطحون».