الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

غزة تتحدث.. وريف قاسم عاش الحرب مرتين.. تزوج قبل حرب غزة 2014 بأيام.. خرج مع زوجته الصحفية لحمايتها خلال عملها.. وجلس مع ابنته يحميها من العدوان الإسرائيلي في 2021

وريف قاسم مع زوجته
وريف قاسم مع زوجته
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يختلف كثيرا عن ذاك الذى عاشه فى حلب، فالوضع إن لم يكن أسوأ فهو متساو.
يقول وريف قاسم إن الوضع فى غزة بات سيئا جدا، وأصبحت الخطوة الواحدة فيه تحمل الكثير من الرعب، فالقصف كان كالمطر.


ويضيف: «التنقل كان مجازفة كبيرة»، ولقاسم قصة حملت معاناة بلدين فمن حلب إلى فلسطين انتقل قاسم للعيش فى غزة ليتزوج من حبيبة عمره ولم يكن يدرك ما الذي كان ينتظره أول الزواج، حيث إنه وفى عام ٢٠١٤ كان متزوجا حديثا حيث وقعت الحرب على غزة أن ذاك ولأن زوجته صحفية خرج هو وزوجته يحميها لتمارس عملها على أكمل وجه.
يحكى «قاسم»: «فى حرب ٢٠١٤ كنت عريسًا، ٥١ يومًا لم أفارق زوجتى الصحفية ولا للحظة خلال تأدية رسالتها الصحفية، ذهبنا مناطق كثيرة وتجولنا بالسيارة وعلى الأقدام فى أوقات متأخرة من الليل والخوف يلازمنا وكنا دائمًا على أهبة الاستعداد فى تغطية أغلب الأحداث فى قطاع غزة».
ويكمل «قاسم» عن شهادته الحية أن ذاك: «شاهدنا الوجع في مجمع الشفاء الطبى والأحياء والمناطق التي تعرضت للقصف. شاهدنا الناس في المدارس وعشنا معهم الوجع، فى تلك الفترة كنت أحادثها عن ذكرياتى فى حلب والقصف والأصوات المرعبة حتى تكون قوية، أحدثها عن اللجوء والمدارس والريف الحلبى الجميل».
وعن حرب اليوم ٢٠٢١ يقول «قاسم»: «فى هذا التصعيد المرعب اجلس مع طفلتى التى اسميتها على اسم القدس (إيلياء) فى البيت نلعب ونرسم ونشاهد الرسوم على هذه الشاشة ونسمع الأصوات ونرقص، نعم عند كل صوت أرقص مع طفلتى بحرقة قلب وهى ترقص معى فرحًا بالعيد».
ويضيف: «أحاول جاهدًا أن أزرع فى ذاكرتها الطفولية الكثير من الفرح، أما زوجتى خرجت من المنزل كي تؤدي رسالتها الإعلامية وأنا لست بجانبها هذه المرة».
تلك الحرب تذكر «قاسم» بما عاشه فى حلب من معاناة لم تكن أقل خطورة من تلك التى فى غزة فيقول: «هذه الأصوات والانفجارات وهدير الطائرات لازمتنى من قبل في حلب وعند سماع أصوات الطائرات والقذائف والإشتباكات كنا نلجأ أنا وابن عمى للحمام المجهز مسبقًا (فرشة- بطانية- مخدة- ماء- خبز إن وجد)».
ويتابع: «كنا نجلس أكثر من ثلاث ساعات داخل الحمام لنختبئ كونه المكان الوحيد الآمن فى المنزل وكونه موجودا وسط المنزل ومدعٌم بسدة خارجة ولا يطل على الشارع، لا أعلم حينها ذاك الشعور الذى كان يلازمنا، هل كان شعور الخوف أم التوتر أم القلق، لكن كان شعورًا غريبًا.. شعورًا لايشبه أى شىء».
ويؤكد أن فى غزة لم يختلف المشهد، فأصوات الطائرات والانفجارات والاهتزازات لم تختلف كثيرًا.