تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
أعلن بطريرك القدس للاتين بيرباتيستا بيتسابالا أن التبرعات التي يتم جمعها خلال قداديس هذا الأحد ستُقدم هبة إلى الجماعات المسيحية في قطاع غزة كعربون للتضامن مع هؤلاء، وستُستخدم الأموال لتلبية الاحتياجات الملحة التي ظهرت مؤخرا للعيان نتيجة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وقد أعلن خادم رعية اللاتين في غزة في مقابلة مع وكالة آسيا نيوز أن أيا من المسيحيين لم يُصب بأذى، بيد أن الأضرار المادية كبيرة وثمة حاجة إلى الدعم الروحي والاقتصادي أيضا.
بطريرك القدس للاتين بيتسابالا شجع جميع المؤمنين في الأبرشيات والكنائس الواقعة ضمن نطاق البطريركية على تقديم ما أمكن من تبرعات خلال قداديس صباح الأحد، الثلاثين من الجاري، بالتزامن مع الاحتفال بعيد الثالوث الأقدس، وذلك من أجل تقديم المساعدة إلى الجماعات المسيحية المحتاجة في قطاع غزة. وقد أطلق غبطته هذا النداء خلال الأيام القليلة الماضية، بهدف التضامن مع المسيحيين في القطاع الذين عانوا الأمرين بسبب الغارات والقصف المتبادل بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي. وأوضحت مصادر البطريركية أن الأموال التي سيتم جمعها ستُخصص لتلبية الاحتياجات الطارئة في أعقاب الصراع، لافتة إلى إنها تعوّل على سخاء جميع المؤمنين.
وقال بهذا الصدد البطريرك بيتسابالا: غداة التوترات والصراع الذي عشناه مؤخرًا، دعونا نوجه قلبنا ونظرنا إلى الأخوة والأخوات في المسيح، لاسيما أولئك المقيمين في قطاع غزة، والمناطق التي تعرضت للأضرار نتيجة أحد عشر يوما من تبادل النيران. واعتبر غبطته أن معاناة سكان القطاع تفاقمت بسبب المواجهات القاتلة والاعتداءات في وقت يرزح فيه الجميع تحت وطأة جائحة كوفيد 19، ومن هذا المنطلق دعا المؤمنين إلى تقاسم ما يملكون من موارد من أجل التخفيف من آلام ومعاناة أخوتهم المسيحيين في غزة.
مبادرة بطريركية القدس للاتين لاقت ترحيبًا كبيرًا من قبل الجماعة المسيحية في القطاع، إذ أجرت وكالة الأنباء الكنسية آسيا نيوز مقابلة مع الأب غابريال رومانيلّي من جمعية الكلمة المتجسد، والذي يخدم رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة. وقال إن المسيحيين هم بخير الآن وذلك بفضل حماية الرب لهم، لافتا إلى أن أيا من أفراد الجماعة المسيحية لم يصب بأذى خلال المواجهات المسلحة، على الرغم من كثافة القصف الذي كانت ترتجّ أمامه المنازل.
تابع الأب رومانيلّي حديثه مشيرا إلى أهمية الدعم الروحي والاقتصادي الذي يمكن أن يُقدّم إلى الجماعة المسيحية في الأرض المقدسة. وقال إن الدعم الروحي يتم من خلال الصلوات والتضحيات، كي يتمكن المسيحيون في القطاع من تقديم شهادتهم برجاء وطمأنينة وفرح، مضيفًا أن المسيحيين يطمحون إلى سلام دائم، لكن هذا السلام ممكن فقط إذا ما استند إلى العدالة. ولفت إلى أنه على الرغم من الحرب والقصف حافظ المسيحيون على التواصل مع بعضهم البعض، وعلى علاقات الشركة.
أوضح الكاهن الأرجنتيني بعدها أن العديد من المؤمنين المسيحيين عادوا اليوم إلى الكنيسة من أجل تلاوة الصلوات والمشاركة في الاحتفالات الدينية والسجود للقربان، مشيرا إلى أن الكنيسة المحلية تسعى إلى مساعدة هؤلاء على المستوى المادي. وقال: إننا نساعد كل مَن هم من حولنا، ومعظم هؤلاء ليسوا مسيحيين بل مسلمين، ومع ذلك نريد أن نكون قريبين منهم، لأن المنطقة تعيش مرحلة "ما بعد الحرب". لقد استمر الصراع لأحد عشر يوما فقط، لكنه تمكن من القضاء على حياة العديد من الأشخاص، ويكفي التفكير بأكثر من ستين طفلا قُتلوا خلال القصف.
في ختام حديثه لموقع آسيا نيوز الإلكتروني تحدث خادم رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة عن الصدمة التي أصيب بها العديد من الآباء والأمهات والأطفال الذين طُبعت في ذهنهم الصور التي شاهدوها، والمآسي وليدة القذائف والصواريخ، ناهيك عن الشظايا التي حطّمت زجاج نوافذهم. وهذا ولدّ لديهم خوفا كبيرًا. وقال: إن الهدنة مستمرة لغاية الساعة، لكن الناس خائفون، لأنهم يعتقدون أن أعمال العنف يمكن أن تُستأنف في أي لحظة.