في استعراض عسكري مهيب بعث الطمأنينة في نفوس الليبيين، احتفل المشير خليفة حفتر القائد العالم للجيش الوطني الليبي، بذكرى انطلاق "ثورة الكرامة 2014"، مؤكدا على ترسيخ الأمن والاستقرار ونبذ العنف والإرهاب من أراضي بلاده.
وجاءت تصريحات "حفتر" اليوم السبت محملة برسائل وعيد لأعداء السلام، وأخرى تطمئن الشعب الليبي بأن قواته المسلحة صارت درع الوطن وحصن الأمان والاستقرار.
لا سلام مع الإرهاب والاحتلال والمرتزقة
وفي كلمته خلال العرض العسكري، قال حفتر: إن قواته على استعداد لخوض المعارك من جديد لفرض السلام بالقوة إذا ما تمت عرقلته، مؤكدا على دور القوات المسلحة في محاربة الإرهاب وإطلاق العملية السياسية في ليبيا.
وأضاف: "قواتنا تضمن حدود وسلام أراضينا والدفاع عن أمننا، والجيش الليبي قدم قوافل الشهداء في محاربة الإرهاب، ولن نتردد عن خوض المعارك من جديد لفرض السلام بالقوة إذا ما تمت عرقلته".
وشدد القائد العام للجيش الليبي على استمرار محاربة الإرهاب وإحلال السلام في الأراضي الليبية، بقوله: "لقد بدأ مشوار السلام الذي فرضه جنودنا، لا سلام مع الإرهاب والاحتلال والمرتزقة".
وأردف قائلا: قواتنا قامت بقطع دابر الإرهاب في بنغازي ودرنة والهلال النفطي، وأقاصي الجنوب لتقضي على فلول الإرهاب والجماعات الإجرامية، ودعمنا الحل السياسي والسلمي لسنوات حقنا للدماء وحرصا على النسيج الاجتماعي.
وتابع، أن العالم أدرك إصرار قواتنا على تحرير طرابلس، وقرب تحريرنا لها، فهرع إلى الحل السياسي السلمي الذي دعونا إليه سنوات.
وأشار إلى أن العالم اتجه لحل سلمي في ليبيا بعد أن أوشك الجيش على تحرير العاصمة طرابلس.
وأوضح أن الجيش الوطني قواته كانت قريبة من تحرير العاصمة طرابلس، لكن العالم "هرع لوقف الزحف"، وأشار إلى أن "كل المؤتمرات الدولية التي انعقدت لاعتماد المسار السلمي وعلى رأسه مؤتمر برلين من أجل السلام، لم تكن إلا نتيجة القرار الصائب بتوجيه قواتنا نحو العاصمة طرابلس".
وتابع: "هذه المؤتمرات ما كان لها أن تنعقد وما كان لحكومة الوفاق أن تترك أماكنها وترحل، إلا بعدما تحركت قواتنا وحاصرت العاصمة".
وأكد حفتر مجددا أنه "لا سلام مع الاحتلال ولا المرتزقة ولا سلام إلا بيد الدولة".
ودعا حفتر، إلى حل المجموعات المسلحة في طرابلس والتوجه نحو الانتخابات دون مماطلة ونتمنى أن تكون انتخابات شعبية مباشرة، بحسب موقع "بوابة الوسط" الليبية.
رسالة طمأنينة للشعب الليبي
وقدم المشير خليفة حفتر، التحية والتقدير لكل من شارك القوات المسلحة الليبية في الاحتفال بالذكرى السابعة لثورة الكرامة، مشيرا إلى أن هدف المؤسسة العسكرية الأسمى هو طمأنة وحماية الشعب الليبي.
وتابع: هذا هو جيشكم الذي يفرض السلام ويحميه بيد تبني ويد تقاتل العدو في آن واحد، مضيفاً: “أن هذا الاستعراض يبعث السعادة والنشوة في نفوس الليبيين الأحرار لأنه يلقي الرعب والهلع في أعداء الوطن.
تهديد ووعيد
ووجه المشير حفتر رسالة لأعداء السلام وصانعي الإرهاب، قائلا: "رسالتنا بأن أصابعنا على الزناد ولن نتردد في خوض المعارك إذا خرقت التسوية"، مؤكداً أن الجيش الوطني الليبي أنشأ نفسه من العدم بأعلى درجات التأهيل.
وقال: "لن تتردد في خوض المعارك من جديد لفرض السلام بالقوة، إذا ما تمت عرقلته بالتسوية السلمية المتفق عليها.. وقد أعذر من أنذر".
كما أكد القائد العام بأن القوات المسلحة تعمل على توفير الأجواء لإجراء انتخابات شعبية مباشرة، داعمةً للمسار السلمي، مضيفاً “نقول لأعداء السلام إن عدتم عدنا، وسنتصدى لكل الأعمال التي تسعى لعرقلة عمل اللجنة العسكرية”.
وشدد أن القوات المسلحة حطمت راية الإرهاب في درنة ورفعت راية الأمن والسلام، مشدداً على أن الجيش الوطني هو المؤسسة التي تستكمل بها باقي مؤسسات الدولة.
وأشار القائد العام، إلى أن القيادة العامة ظلت سنوات عديدة تدعم الحل السياسي السلمي، وذلك حقنا للدماء وحفاظاً على الممتلكات، مطالباً بحل الجماعات المسلحة في طرابلس وإجراء الانتخابات دون مماطلة.
وأكد القائد العام أن القيادة العامة استجابت للمطالب الدولية بوقف المعارك العسكرية لتحقيق الحل السلمي، مستكملا: “أنتم أيها الضباط والجنود من يصنع السلام ومن يحمي السلام”.
وقاد المشير خليفة حفتر الجيش الوطني الليبي منذُ عام 2014، لا يزالُ حفتر حازمًا على أن أحد أهداف عملية الكرامة هو تفكيك الفرع الليبي للإخوان المسلمين بالإضافةِ إلى تفكيكِ جماعات أخرى.
وكافح الجيش بقيادة المشير حفتر منذ انطلاق عملية الكرامة لطرد المليشيات الإرهابية المتمثلة في جماعة أنصار الشريعة الإرهابية وعناصر تنظيم داعش وجماعة الإخوان.
ومنذ إعلان تحرير بنغازي من الميليشيات والجماعات الإرهابية استطاعت المدينة الوصول بحسب إحصائيات رسمية للنسبة الأكبر في تحقيق الأمن للمواطنين.
وعلى الرغم من أن المدينة مازالت في حاجة لعملية إعمار بشكل كبير عطلتها نقص السيولة والميزانية، إلا أن المجالس البلدية بالتعاون مع القوات المسلحة الليبية بدأت في الإعلان عن مشاريع والتخطيط لإعادة الإعمار.
واحتفلت ليبيا لأول مرة بذكرى النصر في معركة الكرامة سنة 2017 في مدينة بنغازي أيضا، وتزامن معها الاحتفال بتخريج الدفعة الـ 50 لطلبة الكلية العسكرية.
ويشار إلى أن "الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر يبسط سيطرته على الجنوب الشرقي والجنوب الغربي وعلى كامل الشرق الليبي بالإضافة إلى المنطقة الوسطى الجفرة وسرت منطقة الهلال النفطي التي تحتوي على أكبر الحقول والموانئ النفطية في ليبيا".