تعد قناة السويس المصرية معبرا مائيا له أهمية كبرى فى حركة التجارة بالعالم، ومن أهم المجارى المائية الموجودة في العالم لإتمام العمليات الصناعية وفكرتها كانت موجودة منذ قرون عديدة، أى منذ الحملة الفرنسية، ولكن فشل المهندسون في تخطيطها، حتي تم حفرها وبنائها لمدة عشر سنوات (1859 _ 1869 ) علي يد ما يقرب من مليون عامل مصري، وتم افتتاحها في عهد الخديو إسماعيل، وجاءت كحل مثالى لتسهيل الطرق التجارية بين العالم كله فالقناة تربط بين المشرق والمغرب، فتربط بين كلا من البحر الأحمر والبحر الابيض المتوسط عبر ممرين متوازيين، وبهذا الوصل الذى حدث بين البحرين تم الربط بين قارتى آسيا وأوروبا وأكدت الكثير من التجارب أن بهذا الربط وفرت الرحلات التجارية عبر طريق رأس الرجاء الصالح، حيث كانت الرحلة تستغرق أسبوعين كاملين، وتعتبر قناة السويس مصدر من مصادر الدخل القومى المصرى حيث تدخل لمصر العملة الصعبة من خلال تسهيل مرور السفن عبر القناة.
فى ضوء نمو التجارة العالمية، قررت السلطة الرسمية لقناة السويس إنشاء مشروع لدعم وتعزيز النشاط الاقتصادى المصري، وتم إصدار قرار ببدء العمل به في عام 2014 وتم افتتاح قناة السويس الجديدة في عهد الرئيس السيسي في 6 أغسطس عام 2015، ومن أبرز السمات العامة لقناة السويس الجديدة أنها ذات طول يبلغ 35 كم إذ تبدأ من الكيلو متر 60 إلى 95 كم، وقد تم توسيع القناة من خلال الحفر الجاف بنحو 37 كم ليصل طولها الإجمالي الي 72 كم حيث أصبحت تمر في البحيرة المرة الكبري بالإضافة إلى منطقة البلاح، ونتيجة لعملية التوسعة تلك فقد وفرت القناة للسفن والباخرات إمكانية الإبحار في كلا الاتجاهين في نفس الوقت، وذلك للتقليل من وقت الانتظار لمعظم السفن ولمضاعفة قدرة قناة السويس على تسهيل حركة النقل التجاري بين الدول.
لقد حفرت قناة السويس الجديدة بتمويل كامل من الشعب المصرى من خلال طرح سندات ذات فائدة فى سوق الأسهم المالية وقد تم جمع 8.4 مليار دولار أمريكى فى غضون 8 أيام فقط تكمن أهمية المشروع الجديد لقناة السويس العائد الإيجابى الذى تفرضه على الاقتصاد المصرى، فقد ساهم في تعزيز الثقة وزيادة قيمة الاقتصاد الوطنى وذلك من خلال توفير الفرص الاستثمارية للشركات المحلية والأجنبية، مما أدى لزيادة معدل دخل القناة من العملات الأجنبية وتوفير فرص عمل جديدة للمواطنين بالإضافة إلى دور المشروع في تسهيل حركة السفن التجارية وتوفير أكبر قدر ممكن من الأمان لحمايتها.
وتستعد هيئة قناة السويس لتنفيذ مقترح أعمال توسعة جديدة للمجري الملاحي بعد حادث السفينة البنمية الجانحة بنهاية شهر مارس الماضى، ويشمل مقترح أعمال التوسعة الجديدة لقناة السويس تعميق المجرى من الكيلو 132 وحتى 162 ترقيم قناة في القطاع الجنوبي للمجرى الملاحى قرب السويس وهو ما سيؤثرعلي تقليل تأثير الرياح على حركة السفن أثناء دخولها للقطاع، كما أن للمشروع دور كبير في تنمية موارد الدولة الاقتصادية بالبلاد ورفع الاقتصاد الوطنى.
يشمل المشروع ازدواج القناة بطول 10 كم من الكيلو 122 وحتي الكيلو 132 قرب البحيرات المرة ليصبح لدى القناة قناتين بطول 10 كيلو لتحسين حركة الملاحة وزيادة عدد السفن المارة في القناة إلى 6 سفن بواقع 3 في كل اتجاه.
إن مشروع التوسعة الجديدة للقناة يمكن تنفيذه خلال 24 شهرا فقط عبر معدات هيئة قناة السويس، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن مشروع التوسعة الجديدة لقناة السويس كان من ضمن الإجراءات اللازمة لتطوير المجرى الملاحي مطالبا رئيس هيئة قناة السويس بإنجازه في أسرع وقت (إنجاز المشروع في وقت أقل سيكون له عائد كبيرعلى الاقتصاد).
إن القناة حققت أرباحا وصلت الي مليار و 960 مليون دولار في الفترة من 1 يناير 2021 الي 30 أبريل 2021 بزيادة قدرها 2.8% عن نفس الفترة في العام الماضي، وتمر عبر قناة السويس حوالي 10% من التجارة العالمية و100 بالمئة من تجارة الحاويات النمطية بين آسيا وأوروبا.
إن هذا المشروع يعد من المشروعات التي تجعل مصر تسير بخطوات ثابتة نحو التقدم والازدهار، والشعب المصرى كله كان وراء هذا النجاح ليشهد العالم أجمع ملحمة مصرية سطرت في قناة السويس سجلها التاريخ المصري قديما وحديثا.
