الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

علماء ألمان يكشفون لغز الجلطات المصاحبة للقاحات كورونا.. نواقل الفيروس كلمة السر وراء الأزمة.. وأطباء: نادرة الحدوث

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد أسابيع من الجدل حول الجلطات المصاحبة لتلقي لقاح أسترازينيكا وجونسون آند جونسون، توصل فريق علمي ألماني إلى العلاقة بين جلطات الدم المرتبطة باللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد.
وأكد الباحثون في جامعة جوته في فرانكفورت الألمانية، أن اللغز الذي حير علماء الفيروسات حول العالم يكمن في أن مشكلة جلطات الدم مرتبطة بنواقل الفيروس الغدي التي تستخدمها اللقاحات لإيصال التعليمات الجينية من بروتينات السنبلة الخاصة بالفيروس إلى نواة الخلية.


وأكد الباحثون أنه يمكن أن يتسبب ناقل الفيروس الغدي أحيانا في انقسام أجزاء معينة من الحمض النووي لبروتينات السنبلة وتكوين طفرات لا تستطيع الالتصاق بغشاء الخلية، ولكنها تدخل الجسم وتؤدي إلى حدوث تلك الجلطات الدموية النادرة.
وتعد لقاحات أسترازينيكا وجونسون آند جونسون اللقاحات الوحيدة التي تستخدم نواقل الفيروسات الغدية التي تحدث عنها العلماء الألمان، إلا أنها تعني شيئًا مطمئنا للملايين حول العالم ممن تلقوا اللقاحين.
وأكد رولف مارشاليك، الأستاذ في جامعة جوته في فرانكفورت والمشرف على الدراسات لصحيفة "فايننشال تايمز"، إن هذه النتائج تعني أن هناك حلا لمنع جلطات الدم المرتبطة باللقاحات، وبإمكان مصنعي اللقاح تعديل التسلسل الجيني بطريقة لا تنقسم فيها بروتينات السنبلة، وهو ما فعلته
الشركة المصنعة للقاح جونسون آند جونسون حيث تواصلت مع العلماء الألمان لطلب إرشادات حول كيفية تعديل الجرعات.
خبراء علم الفيروسات أكدوا أن حالات الجلطات المصاحبة لأسترازينيكا نادرة الحدوث، وقدموا مجموعة من النصائح للتعامل التطعيمات المختلفة.


وفي هذا الشأن، يقول الدكتور رامي ثروت، أستاذ الأمراض الباطنة وزميل الكليه الملكية البريطانية في لندن، إنه بالإشارة إلى الدراسات العلمية المنشورة حول عملية الجلطات الدموية المصاحبة لتطعيم أسترازينيكا، فإن الأرقام الفعلية تشير إلى أن الدول الأوروبية لديها نسب عالية من الجلطات حتى بدون تلقي التطعيم، مشيرا إلى أن أكثر من 100 ألف حالة جلطات تحدث في الاتحاد الأوروبي كل شهر، كما أن هناك 3 آلاف حالة في المملكة المتحدة وحدها يصابون بجلطات الدم في الظروف الحالية حتى بدون تطعيم.
وأضاف ثروت، إنه بالنظر للحالات التي أصيبت بجلطات بعد تلقي اللقاح فإننا نجد أن اغلب الناس المصابة هم النساء تحت 60 سنة، كما كشفت الأبحاث الأولية أن اللقاح له أعراض جانبية أكثر خطورة على الأشخاص تحت 30 سنة.
ونصح "ثروت" بضرورة مراقبة المضاعفات التي تحدث بعد التطعيم نظرا لأهميتها، فإذا مر شهر أول على الأقل 28 عامًا دون مضاعفات خطيرة فالشخص في أمان ولا خوف عليه، أما إذا ظهرت أية أعراض مثل (صداع شديد مستمر مع زغللة في العين أو تشنجات أو ضعف في الحركة،أو نزيف تحت الجلد، أو ضيق في التنفس، أو آلام في الصدر، أو التورم في أحد الساقين"، يجب الإسراع في التوجه لأقرب مركز طبي أو مستشفى أو مراجعة الطبيب المعالج لأن هذه الأعراض تشير إلى وجود خطورة على صحة الإنسان، وبالتالي يجب التحرك سريعا لتفادي تفاقم هذه الأعراض.
وأكد أنه لا خلاف على أن الأفضل هو تلقي التطعيم، مشيرا إلى أن الجلطات المصاحبة للقاح أسترازينيكا "نادرة الحدوث"، كما نصح الاشخاص الذين عانوا من جلطات في الماضي هم الأكثر عرضة للآثار الجانبية، كما أن من يتناولون أدوية السيولة، وكذلك الشباب من 18 حتى 29 سنة من الأفضل تجنب التطعيم بأسترازينيكا.


أما الدكتور فايد عطية، أستاذ علم الفيروسات، فأكد أيضا أن حالات الجلطات المصاحبة للقاح أسترازينيكا نادرة للغاية، لافتا إلى أنه كان من أوائل من تلقوا لقاح أسترازينيكا عند توفيره في مصر.
وقال "عطية" إن الأعراض المصاحبة للتطعيم "بسيطة وعادية، تتراوح بين إجهاد خفيف وارتفاع طفيف في درجات الحرارة"، والأعراض التي ظهرت في بعض الدول الأوروبية "نادرة الحدوث"، مشددا على أن اللقاحات المتوفرة في مصر سواء أسترازينيكا أو سينوفارم من أكثر اللقاحات أمانا، حيث إن المدارس الخاصة بطريقة تصنيع هذه اللقاحات "عريقة ومعروفة"، وسبق تجربتها خلال 50 – 60 سنة ماضية، والعديد من التطعيمات الموسمية التي تعطى سنويا تصنع بنفس الطريقة.
وتابع "فايد" أنه طالما هناك عامل الأمان والكفاءة فلا خوف من اللقاحات، وحالات الجلطات قليلة ونادرة، فمن بين 18 مليون جرعة تلقتها الدول الأوروبية هناك 42 حالة تقريبا أصيبت بجلطات في أعقاب التطعيم بالتالي فهذه نسبة بسيطة، بالإضافة إلى أن معدل تكوين الجلطات في أوروبا موجود بنسب عالية حتى بدون وجود لقاح، وكذلك فإنه هناك أسباب مرضية أخرى غير متعلقة باللقاح كانت السبب وراء ظهور الجلطات في بريطانيا وبعض الدول الأوروبية.