تصدرت حركة النهضة قائمة الأسوأ تحت صورة رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإخوانية وحلفائه متدنية في سلم استطلاعات الرأي المحلية داخل البلاد.
وكشفت شركة "سيغما كونساي" (الخاصة)، اليوم الخميس، أن 77% من التونسيين يعتبرون الغنوشي المسئول الأول عن تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
الصورة المتدنية لم تكتف بالغنوشي فقط وإنما طالت حلفاءه وقيادات إخوانية على غرار على العريض (رئيس حكومة تونس سنة 2013) الذي تحصل على 65% من نسبة انعدام الثقة الكلي يليه رئيس ائتلاف الكرامة سيف مخلوف بـ64% ونبيل القروي رئيس حزب قلب تونس بـ58%.
من جانبه قال عمار بن عزيز، صحفي تونسي، إن نتيجة الاستفاء تبدو طبيعية بالنظر للفشل الذي عرفته منظومة 18 أكتوبر في إشارة إلى المبادرة التي جمعت أطياف المعارضة التونسية للرئيس الراحل زين العابدين بن على بما فيها الإسلاميون عام 2005 وهي التي تولت إدارة الشأن السياسي في تونس بعد مغادرته إلى المملكة العربية السعودية في خضم انتفاضة الشارع في يناير 2011. فقد أثبتت السنوات العشر التي حكمت فيها تونس من قبل هؤلاء فشلهم في تجسيد الشعارات إلى رفعها الشارع التونسي ومطالب التونسيين في بعديها الاجتماعي والاقتصادي.
ويشير استطلاع الرأي إلى تراجع مهول في شعبية حركة النهضة التي أصبحت تمثل في نظر الرأي العام حليفة للفساد الذي تزايد في مختلف أوجه الحياة في العقد الأخير.
تجدر الإشارة إلى أن نفس مؤسسة الاستطلاع كانت قد وضعت حركة النهضة عام 2011 في حدود 40 بالمائة ثم في حدود 36 بالمائة في انتخابات عام 2014 ثم في حدود 30 بالمائة في انتخابات 2019 والآن بعدم تجاوزها 18 نقطة أي نصف المتوقع حصوله من قبل الحزب الدستوري الحرّ فإنّ ذلك يعني تآكلا كبيرا في خزانها الانتخابي.
وأضاف عزيز في تصريحات لـ"البوابة"، أن الأخطر بالنسبة إلى حركة النهضة أن الاستطلاع يأتي ثلاث سنوات قبل الانتخابات المقبلة ولا توجد مؤشرات على تحسن الوضعين الاقتصادي والاجتماعي ما يمكن معه أن نرى تحسنا في مؤشر النهضة بل العكس تبدو البلاد مقدمة على صعوبات أخرى ما سيزيد من تآكل النسبة وهو ما سيعني عمليا تراجعها إلى حركة معارضة من دون مخالب في الانتخابات المقبلة إذا سارت الأمور سيرها الطبيعي.
وأشار إلى أن الأكثر إثارة في استطلاع الرأي هو تقدم عبير موسي زعيمة الحزب الدستوري الحرّ في استطلاعات انتخابات الرئاسة أيضا حيث إنها للمرة الأولى تصعد للمركز الثاني بفارق مريح ما يجعلها لو أقيمت الانتخابات اليوم تخوض انتخابات الحسم في الدور الثاني مع الرئيس الحالي قيس سعيد. وهذا يعني أن الرئيس المقبل -وفقا لاستطلاعات اليوم- سيكون منافسا قويا وعنيدا ومعارضا شرسا لبرامج حركة النهضة سواء فاز سعيد أو موسي لأنّ نبيل القروي حليف النهضة المسجون بشبهات فساد الآن تراجع إلى المركز الثالث للمرة الأولى منذ 2017 في استطلاعات الرأي.