دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، نظيره الجيبوتي عمر جيلة إلى زيارة مصر قريبًا، مشيرا إلى العلاقات الأخوية المتينة والإستراتيجية الممتدة بين البلدين.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وصل صباح اليوم الخميس، إلى جيبوتي، وكان على رأس مستقبليه الرئيس إسماعيل عمر جيلة، وعدد كبير من كبار المسئولين الجيبوتيين، وأقيمت مراسم استقبال رسمية، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس عقد جلسة مباحثات ثنائية مع رئيس جيبوتي في القصر الجمهوري، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين ومؤتمر صحفي مشترك، حيث رحب الرئيس "جيلة" بزيارة أخيه الرئيس إلى بلده الثاني جيبوتي، والتي تعد الزيارة الأولى لرئيس مصري، معربًا عن تقدير بلاده لعلاقات التعاون الوثيقة والتاريخية مع مصر، مثمنًا الجهود المصرية المخلصة والساعية نحو مساندة مسارات الإصلاح الاقتصادي والتنمية بجيبوتي، ومحورية الدور المصري في دعم الاستقرار بالقارة الأفريقية.
وإلى نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك:
إنه من دواعي سروري البالغ أن أتواجد اليوم في جيبوتي، كما إنه من دواعي اعتزازي أن أكون أول رئيس لجمهورية مصر العربية يقوم بزيارة رسمية إلى بلدكم الشقيق، هذه الدولة المحورية التي تلعب دورًا هامًا في محيطها الإقليمي.
وأود أن أشكركم أخي فخامة الرئيس "عمر جيلة" على حفاوة الاستقبال التي لقيناها منذ وصولنا، وعلى كرم الضيافة المعهود عن بلدكم وشعبكم الكريم، وهو ما يعكس كذلك ما يجمع بلدينا من علاقات أخوية متينة وإستراتيجية ممتدة على كافة الأصعدة، مستندةً إلى إرادة سياسية قوية ومتبادلة للارتقاء بها إلى آفاق أرحب.
أخي فخامة الرئيس، أود كذلك أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب لكم عن خالص التهاني على تجديد الشعب الجيبوتي لثقته في قيادتكم الحكيمة للبلاد، وذلك بإعادة انتخابكم لفترة رئاسية جديدة في الانتخابات الأخيرة، متمنيًا لكم التوفيق لمواصلة مسيرة البناء والاستقرار.
لقد أجريت مع أخي الرئيس مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة، تناولت بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتي على مختلف المستويات السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية، واتفقنا على أهمية الانطلاق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين، فضلًا عن تكثيف التعاون في مجال بناء القدرات من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وفي هذا الإطار، اتفقنا على أهمية العمل المشترك نحو توفير الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات المصرية في جيبوتي، وإتاحة المجال أمام الشركات المصرية للمساهمة في مشروعات البنية التحتية، إضافةً إلى تيسير نفاذ المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الجيبوتية والمضي قدمًا بافتتاح فرع لبنك مصر في جيبوتي، كما توافقنا على أهمية الإسراع بالإجراءات الخاصة بإنشاء المنطقة اللوجستية المصرية في جيبوتي خلال الفترة المقبلة لتيسير تصدير مختلف البضائع المصرية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في القطاعات ذات الأولوية، خاصةً في مجال النقل وربط الموانئ، ومجال الصحة، حيث يجري التنسيق بين الجانبين لإنشاء مستشفى مصري في جيبوتي، فضلًا عن التعاون في مجال الاستزراع السمكي.
كما توافقنا كذلك على تكثيف جهودنا في مجال مكافحة الفكر المتطرف وتأهيل الدعاة من خلال تكثيف نشاط الأزهر الشريف في هذا الشأن، بما يساهم في تعزيز الاستقرار في محيطنا العربي والأفريقي.
ولقد جاء اجتماعنا اليوم تتويجًا لجهودنا المشتركة على مدى الفترة الماضية لدفع التعاون الثنائي بين البلدين، ولوضع إطار استراتيجي متكامل وتصور مشترك لمختلف أوجه ومجالات التعاون وسبل دفعها في الفترة المقبلة، بما يؤكد إراداتنا السياسية المشتركة في هذا الشأن، وبما يمهد لمرحلة جديدة من الشراكة التي تربط بين البلدين.
وتأتي مباحثاتنا الثنائية اليوم في ظل ظروف استثنائية تمر بها منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، على خلفية عدد من النزاعات والصراعات التي تشهدها، وتحديات تثبيت الأمن والاستقرار في بعض دولها، ومن ثم فقد تناولنا مجمل الأوضاع الإقليمية خلال المباحثات، في ضوء ما تمثله من تحدٍ هام للمنطقة، واتفقنا على أهمية تعزيز التعاون لدعم الأمن والاستقرار الإقليميين، والعمل المشترك لتجنب امتداد نطاق بعض النزاعات إلى دول الجوار، بما قد يهدد حالة السلم والأمن بقارتنا الأفريقية العزيزة.
كما توافقنا على أهمية تكثيف التعاون بين البلدين فيما يتصل بأمن البحر الأحمر كشريان استراتيجي هام يحظى بأهمية بالغة لدى الجانبين.
واستعرضت كذلك المستجدات الخاصة بقضية سد النهضة، وهو الملف الذي يمس المصالح الحيوية للمنطقة برمتها، وأكدت على حتمية التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة في أقرب فرصة ممكنة، وبما يحقق مصالح الجميع ويعزز من أواصر التعاون والتكامل بين بلدان وشعوب المنطقة. كما أكدت على رفض مصر لأي مسعى لفرض الأمر الواقع من خلال إجراءات أحادية لا تراعي مصالح وحقوق دولتي المصب.
أود في الختام أن أغتنم هذه المناسبة العزيزة لأعبر مجددًا عن سعادتي بتواجدي هنا اليوم وسط الأشقاء في جيبوتي، وأن أجدد شكري على الحفاوة التي لقيتها من جانب فخامتكم، وأن أعبر عن ثقتي الكاملة في أن المرحلة القادمة ستشهد توطيدًا للشراكة بين بلدينا، استنادًا إلى الرؤية المشتركة والإرادة السياسية الصلبة من جانب البلدين، معربًا عن تطلعي إلى استقبالكم في المستقبل القريب في بلدكم الثاني مصر لمواصلة التشاور والتنسيق.