شهدت عدة منشآت إيرانية انفجارات مشبوهة، خلال الأيام الماضية، كان آخرها الانفجار الذي وقع صباح أمس الأربعاء في مصنع لإنتاج البتروكيماويات بمدينة عسلوية بمحافظة بوشهر، وقبل ذلك الانفجار بيومين فقط أعلنت السلطات الإيرانية تعرض مصنع بمجمع سكني إيراني في أصفهان لتفجير ما أدى إلى إصابة عدد من العمال، وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الانفجار وقع في خط أنابيب الأكسجين.
وفي الوقت الذي لم تفصح فيه إيران عن سبب الحريق الذي اندلع منذ يومين في أحد المصانع الكائنة بمجمع سكني في أصفهان، أشارت تقديرات إلى أن ذلك المصنع مختص بتصنيع الطائرات المسيرة والتي استخدمتها حركة حماس الفلسطينية في حربها الأخيرة ضد إسرائيل، إلا أن إيران امتنعت عن ذكر المزيد من التفاصيل حول ذلك الانفجار الذي خلف 9 إصابات، فيما أعلنت إيران أن الانفجار وقع في "مصنع للكيماويات والألعاب النارية" في إقليم أصفهان بوسط البلاد.
وجاء الانفجار في مصنع الطائرات المسيرة بعد أيام من ادعاء إسرائيل أن إيران كانت تقدم طائرات بدون طيار لحركة حماس في قطاع غزة، وهي التي استخدمتها حماس في توجيه ضربات لعمق إسرائيل، ما أحدث الكثير من الأضرار في المباني والأرواح دون أن تذكر إسرائيل التفاصيل الكاملة حول ما خلفته تلك المسيرات من أضرار.
وتأكيدا لتورط إيران في إمداد حماس بتلك الطائرات المسيرة ظهر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى جانب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، وهو يحمل بقايا ما وصفها بأنها طائرة مسيرة إيرانية، وهو ما يؤكد الشكوك حول نية إسرائيل في استهداف عدد من المنشآت العسكرية الإيرانية، والتي كان آخرها استهداف مصنع الطائرات المسيرة في عمق إيران.
وسبق أن تورطت إسرائيل في الكثير من العمليات السيبرانية والتخريبية التي استهدفت بها منشآت حيوية وإستراتيجية في عمق إيران، والتي كان أبرزها هجوم استهدف مصنعًا لتخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز النووية، حيث أعلنت إيران وقتها أن ذلك الانفجار ألحق أضرارًا بأجهزة الطرد المركزي وتعهّدت بالانتقام في الوقت والمكان المناسبين.
وتعيد تلك الانفجارات في إيران الأذهان إلى الانفجارات الغامضة المتكررة التي شهدتها طهران في فترات متتالية خلال الأشهر الماضية، بعد إعلان إيران تقليص التزاماتها من الاتفاق النووي، اعتراضا على انسحاب أمريكا أحادي الجانب من الاتفاق النووي، حيث تم استهداف مجمع «خميني» للبتروكيماويات، علاوة على استهداف منطقة بارشين العسكرية شديدة التحصين، فضلا عن استهداف مواقع إستراتيجية أخرى، في محاولة لإيقاف إيران عن تجاوز الخطوط الحمراء في تخصيب اليورانيوم وإنتاج الماء الثقيل وزيادة عدد الطرود المركزية في مفاعلاتها النووية.
من جانبه يرى محمد عبادي، الباحث في الشئون الإيرانية ومدير مركز جدار للدراسات الإيرانية، أن إسرائيل قد تعلن في أي وقت أنها وراء استهداف المنشآت الإيرانية بعد حربها مع حركة حماس، حيث عملت إسرائيل على دراسة حطام الصواريخ والدرون التي تسقط في إسرائيل وتعترضها القبة الحديدية لمعرفة مصدرها، حيث تأكدت تل أبيب من أن بلد الصناعة هي إيران ما دعاها للانتقام من إيران جراء دعمها العسكري واللوجستي لحماس وهو ما اعترف به إسماعيل هنية.
وأضاف عبادي لـ«البوابة» أن إسرائيل ترى نفسها معنية بشكل أساسي بعرقلة تمدد إيران في الإقليم وتحجيم نفوذها النووي، خاصة بعد نجاح الموساد الإسرائيلي في الحصول على وثائق ومعلومات تقدر بنصف طن، تشير إلى انتهاك إيران للاتفاق النووي الموقع عام ٢٠١٥ منذ لحظة توقيعه.