الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مصرع شاب على يد "معالج بالقرآن" في طنطا.. شيخ الأزهر: "أعمال الدجل محرمة دينيًا".. "قانوني": "عقوبة النصب والدجل تصل لـ 3 سنوات حبس مشدد".. و"نفسي":"رغم انتشار العلم ما زال البعض يصدقهم"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نصب وقتل واحتيال وابتزاز يتعرض له المواطنين تحت مسمى "أعمال الدجل والشعوذة"، الذي يدعي علاجهم وحل مشكلاتهم التي يعانون منها، سواء "جلب الحبيب- الإنجاب- فك أعمال السحر- مس الجن- الزواج- الطلاق" وغيرها من الشعارات التي يدعي الدجالون قدرتهم حل المشكلات ومساعدة "الضحايا"، وذلك نتيجة قلة الوعي والجهل، فضلًا عن إبداع الدجال فن الخداع ووهم ضحاياه.
ووقعت العديد من الجرائم نتيجة ممارسة البعض لأعمال الدجل والشعوذة، وإدعاء علاج الضحايا بالقرآن الكريم أو بتلاوة الإنجيل، والتي راح ضحيتها أبرياء نتيجة وقوعهم في فخ "النصب والاحتيال" من جانب وقلة وعيهم وجهلهم من جانب آخر، وآخر هذه النوعية من الجرائم مصرع شاب في قرية "صناديد" التابعة لدائرة مركز طنطا، بعد قيام أحد المعالجين بالقرآن بضربه بشكل مبرح حتى فارق الحياة، وذلك بزعم إخراج الجن من جسده، حيث استدعى أهل الضحية أحد المعالجين بالقرآن لمعالجته، ولكنه لم يستطع السيطرة على الضحية بعد إصابته بحالة هياج شديد، فقام المعالج بالقرآن بضربه مما تسبب في وفاته.
تم إخطار الأجهزة الأمنية والتي قررت دفن الجثة بعد عرضها على الطب الشرعي، وسرعة تحريات المباحث حول الواقعة وبالعرض على النيابة العامة أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.

تحريم الدجل والشعوذة في الدين
أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن كل من يدعي إخراج الجن من جسد الإنسان فهو "كاذب ومرتزق ومضلل"، موضحًا أن القرآن الكريم أخبر عن كائنات اسمها الجن ولها مواصفات، ومن هنا وجب الإيمان بوجودهم حسب القدر الذي بينه القرآن وأوضحته السنة النبوية الصحيحة، وفيما وراء هذين المصدرين تصبح معلوماتنا عن الجن عارية عن أي دليل من أنواع الأدلة الحسية أو العقلية.
وأوضح شيخ الأزهر، خلال برنامجه "الإمام الطيب"، أن الخطر الأكبر هو أن يكون مبدأ الفلوس أغلى من عقول الناس، وأيضًا عندما يكون ثمنها تخريب عقول الناس وتزييف وعي الناس وإضلالهم والكذب على الناس، فالأمم لا تنهض بهذا الأسلوب إطلاقا لكن تنهض بمواجهة الحقيقة والدوران حولها ومعرفة كيف تحل المشكلة.

عقوبة الدجل والشغوذة في القانون
من ناحيته، قال المستشار رجب عزوز، المحامي بالنقض والخبير في شئون الأسرة، إن عقوبة الدجالين أو المشعوذين تتم على ارتكابه جريمة نصب، حيث إنه يستخدم طرق احتيالية ويمارس أعمال الشعوذة، ويدعي إدعاءات كاذبة بقدرته على تسخير الجن وفك الأعمال وزواج الفتيات وحل مشكلات الزوجة في الإنجاب، وهي الأمور المخالفة تمامًا للحقيقة، لافتًا إلى أن العقوبة لمثل هذا الدجال الذي يرتكب هذه الأفعال المضللة قد تصل إلى 3 سنوات حبس مع الشغل، وهي عقوبة مشددة على أعمال النصب والاحتيال باسم إخراج الجن وتسخيره وعلاج المواطنين.
وأكمل عزوز، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن واقعة مقتل شاب في طنطا على يد معالج بالقرآن في تختلف في عقوبتها وتتحول إلى قضية أخرى تصل عقوبتها إلى جريمة القتل العمد في حالة ثبوت قتله للشاب متعمدًا الإيذاء، بجانب عقوبته على ممارسة أعمال النصب والاحتيال في الأساس، فكلًا منهما جريمة مستقلة لها عقوبتها، ولكن جريمة القتل العمد هي أشد بكثير من جريمة النصب، وتحولت هذه الواقعة جناية مرتبطة بجنحة نصب.

التحليل النفسي
فيما أكد الدكتور على عبد الراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، أن المشغوذ أو الدجال لا يمتلك علم ويستغل القرآن والآيات المقدسة لعلاج بعض المشكلات النفسية والاجتماعية عند بعض الناس، موجهًا اللوم على الأسر التي تذهب إلى الدجالين، فإن كل أسرة تنكر أو ترفض الاعتراف بتعرض أحد أفرادها إلى المرض النفسي، فهو بالنسبة لبعضهم بمثابة "وصمة عار" ويرفضون الاعتراف بهذا الأمر، ولكن وجود "عمل أوسحر أوشغوذة أفضل بكثير، وهذا يعني أن الشخص المتعرض للسحر هو الأفضل، ولذلك يلجأون إلى أعمال السحر والشعوذة، مشيرًا إلى أنه هناك عدد كبير من المواطنين لا يمتلكون الوعي أو الفهم، فإن الرقية قد لا تحتاج إلى لمس الأجسام، كما أن قراءة القرآن لا تحتاج إلى وسيط بين الإنسان وربه.
وأضاف عبد الراضي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الضحايا في الغالب يعانون من مشكلات نفسية نتيجة تعرضه إلى صدمة أو اهتزاز عقلي أو أزمة ما، ويدفع مبالغ طائلة إلى الدجالين وهو يقوم بالنصب عليهم، حيث إنهم يستغلون الأيات القرآنية أسوء استغلال، والضحية قد تعاني من اضطراب الشخصية الهيسترية، وأمراض بالإحياء، وعندما يتعرض للضرب يرفض الذهاب إليهم، ويستغل المشعوذ حالة الخوف وأن الجن مسخر له، موضحًا أن المواطنين الذين يصدقون في أعمال الدجل والشعوذة ما زالوا منتشرين رغم انتشار العلم، ويلجأون لهذه الأعمال وهذه كارثة كبيرة، فإن الدجالين ظلموا السحر معهم، فإن السحر علوم فنية وهندسية عالية جدًا، فلا يعرف الدجال فنون السحر، وما هما إلا مشعوذين، وقام بها الفنان أحمد ذكي في فيلم "البيضة والحجر"، والبعض يصدق في أعمال الدجل، فلا بد أن يكون صاحب المشكلة يمتلك الثقة في نفسه وإيمانه أكتر من سعيه وراء دفع أموال طائلة للدجال والسعى ورائهم لحل مشكلاتهم، مؤكدًا أن العلاج الروحي هو مسئولية علم النفس، ومتمنيًا من الأجهزة الأمنية أن تقوم البحث عنهم ومعاقبتهم.