الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا شنودة: اليهود احتلوا فلسطين بوعد بلفور وليس وعد الله

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
آلة الإعلام الصهيونى تروج لثلاث أكاذيب.. والعهد الجديد يكذبهم
لن ندخل القدس إلا وأيدينا في أيدى إخواننا المسلمين

روجت إسرائيل وآلة الإعلام الصهيونى أن فلسطين هى أرض الموعد وأنها حق وراثى منذ القدم وتجاهلت إسرائيل ما وثقه التاريخ وكشف كذبتهم الكبرى حيث وثقت كتب التاريخ القدس أنها عربية ويذكر العديد من المؤرخين أن الكنعانيين من القبائل العربية التى استوطنت فلسطين منذ عام 2500 ق. م وهذا سبب تسمية فلسطين بأنها «أرض كنعان» وذكر العهد القديم التوارة المسمى وبعد تأسيسها احتلها دواود، ودمرها الرومان ثم أعادوا بناءها وازدهرت في العهد الإسلامى، يؤكد المؤرخون أن تاريخ القدس لا ينفصل عن تاريخ فلسطين وعروبتها وأن ما حدث لها نتاج الأطماع الاستعمارية والسياسية وكانت القدس جزءًا لا يتجزأ من سوريا والوطن العربى وشاركت في صنع أحداثه وتراثه وحضارته لأن التحالف بين الاستعمار والصهيونية في غزو البلاد المقدسة لم يكن مسألة دينية وإنما مصلحة استعمارية لاستغلال ثورات المنطقة والهيمنة عليها ومحاربة هويتها واغتصاب وطن بالرغم من أن المسلمين قد حافظوا على حقوق الطوائف المختلفة وتراث المدينة الحضارى وكانت فلسطين عبر التاريخ إلى أن جاءت اتفاقية سايكس بيكو وبعدها الوعد الملعون وعد بلفور.

وعد بلفور وعد كاذب
قاوم البابا شنودة الثالث هذه الأكذوبة واستشهد بالعهد الجديد وفى عام 2002 عقد البابا مؤتمرا شعبيا في الكاتدرائية المرقسية لإعلان دعمه للرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات بعد تحديد إقامته في رام الله، وقام البابا بإجراء مكالمة تليفونية مع عرفات للتأكيد على مساندته له في القضية الفلسطينية.
وأعلن البابا شنودة الثالث موقفه كاملا من مقاومة الكيان الإسرائيلى وقال بوضوح: إن إسرائيل ليست شعب الله المختار وأكد أن فكرة شعب الله المختار كانت لفترة معينة أو لغرض معين وانتهت، وأن إسرائيل الحالية ليست شعب الله المختار، وأن اليهود جاءوا إلى فلسطين بوعد من بلفور، وليس بوعد من الله.
واستمرت مسيرة البابا شنودة في الدفاع عن القضية الفلسطينية وقاوم بشدة أكاذيب المحتل ومنع زيارة الأقباط للقدس رغم كل المعارضة من اتجاهات متعددة قائلا: «لن ندخل القدس إلا وأيدينا في أيدى إخواننا المسلمين».
كان موقف البابا واضحًا من الاحتلال الإسرائيلى، كما أنه كان محل الاحترام من ياسر عرفات الرئيس الفلسطينى الراحل الذى كان يزوره في العباسية كلما جاء إلى القاهرة.
وحينما حاصرت إسرائيل ياسر عرفات في رام الله أقام البابا شنودة فاعلية المؤتمر الوطنى الشعبى من أجل تأييد الشعب الفلسطينى وكان ذلك مساء يوم الخميس 11 أبريل 2002 في الكاتدرائية بالعباسية ومعه عدد من أبناء الكنيسة معلنين دعمهم للقضية الفلسطينية وقضية القدس.

عودة مزعومة
كشف البابا شنودة الثالث أيضا في ندوة معرض الكتاب منتصف التسعينيات عن أكذوبة عودة اليهود وقال بوضوح: إن قلنا إنه لا يوجد آيات عن عودتهم سيرصدون عشرات الآيات عن عودتهم، ولكن الحقيقة أنهم عادوا بالفعل أيام سبى بابل واشور، وهناك ترنموا وبكوا قائلين على أنهار بابل هناك جلسنا ولكن عودتهم المزعومة الآن غير حقيقية.

تطبيع مرفوض
استمرت الكنيسة في موقفها الوطنى ورفضها التطبيع مع الاحتلال الصهيونى وقاد البابا شنودة الثالث حملة المقاطعة وكان موقفا وطنيا دفع البعض إلى منحه لقب بابا العرب، وذكرت منصة تاريخ الأقباط واقعة تؤكد مكانة ودور الكنيسة قادة وشعب في رفض أكاذيب الاحتلال، حيث في مايو عام ١٩٩٧م كان البابا شنودة على موعد لحضور اجتماع رؤساء مجالس كنائس الشرق الأوسط بسوريا ثم يتبعه لقاء مع الرئيس السورى حافظ الأسد.
وكان البابا قبل سفره تلقى دعوة لزيارة اللاجئين الفلسطينيين بمخيم اليرموك ورغم ترتيب جدول الزيارات لكن لم يتردد ورحب البابا وفى مساء الخامس من مايو وصل البابا شنودة إلى المخيم وحالت الجموع المحتشدة دخول سيارته وسيارات الوفد المرافق فنزل مترجلا وسار بموكبه محاطًا بأبناء المخيم وهم يرددون: «بابا شنودة أهلا بيك.. شعب فلسطين بيحييك».
وهناك ألقى عصام القاضى الأمين العام لمنظمة طلائع حرب التحرير الشعبية الفلسطينية كلمة ترحيب بقداسة البابا قال فيها: يسرنى أن أقول لك يا قداسة البابا إنك موجود في قلب كل فلسطينى بل في قلب كل العرب والمسلمين إنك بابا الشرفاء في العالم الذين يناضلون لأجل الحق والعدل.. إنك بابا القدس بابا العرب واستعرض البابا وقتها في كلمته أوجاع القضية الفلسطينية وختمها بكلمته المشهورة لن ندخل القدس إلا مع أخواننا المسلمين عندها لم تهدأ القاعة من التصفيق ثم ختم جولته بالمخيم التى كانت حديث فلسطين والبلاد العربية.
وعندما رحل البابا شنودة وتقديرا لكشفه أكاذيب الاحتلال نعته الجامعة العربية وكان بيانها: «لقد كان قداسته رمزا دينيا كبيرا وقامة مصرية ووطنية عظيمة حملت هموم المصريين والعرب جميعا وعاش بإيمانه العميق مدافعا عن الوحدة الوطنية، وعن القضايا العربية، وعن روح التسامح والمحبة والحوار بين أتباع الديانات السماوية».