قال الأب اسطفانوس الكاهن باحد الكنائس الكاثوليكية في سوهاج متحدثا حول قصص الصور والايقونات، إن" إكرام صور القدّيسين في التقليد الكاثوليكي هو عبادة نسبية "عبادة الدوليا".
وأعلن مجمع نيقيا المسكوني الثاني المنعقد في السنة 787م ضد محاربي الايقونات في الكنيسة اليونانية مستشهدًا بالتقليد المسيحيّ أنّه من الجائز أن تعرض "الصور المكرّمة المقدّسة" صُور المسيح والسيدة مريم العذراء وجميع القديسين وان تؤدى لها عبادة الإكرام لا العبادة بالمعنى الحقيقي الخاص التي تحق لله وحده فالإكرام للصورة يذهب إلى صاحب الصورة القديس باسيليوس في الروح القدس 18: 45).
وقد جدد مجمع ترانت المسكوني (1545 -1563م) في قرار مرسوم في الدعاء إلى القدّيسين وذخائرهم وفي الإيقونات في الجلسة 25 المنعقدة في 3 من شهر ديسمبر لسنة 1563م برئاسة قداسة البابا بيّوس الرابع (1559- 1565م) هذه القرارات ضد البروتستان الذين كانوا ينكرون مع عبادة القديسين والذخائر عبادة الصور فبين مرة أخرى صفة هذه العبادة النسبية: وإلى ذلك يجب اقتناء وحفظ إيقونات المسيح، والعذراء مريم والدة المسيح، وسائر القدّيسين، ولا سيّما في الكنائس، وتقديم الإكرام الواجب لها؛ لا أنّنا نعتقد أنّ فيها بعض الألوهة، أو بعض القوّة التي تدعو إلى تكريمها، أو أنّنا نُريد أن نسألها شيئًا، أو أن نضع ثقتنا في الإيقونات كما كان يفعل قديمًا الوثنيّون الذين كان رجاؤهم في الأصنام «أَوثانُ الأُمم فِضَّةٌ وذَهَب صُنعُ أَيدي البَشَر لَها أَفواهٌ ولا تَتَكلَم لَها عُيون ولا تُبصِر.
لَها آذان ولا تُصْغي ولَيسَ في أَفْواهِها نَسَمَة (مز135: 15- 17)، ولكن التكريم الذي نحوطها به يعود إلى المُثُل الأصيلين الذين تُمثّلهم هذه الإيقونات وهكذا فمن خلال يعود الإيقونات التي نقبّلها، والتي أمامها نكشف عن رؤوسنا ونركع المسيح ونكرم القدّيسين الذين تمثّلهم هذا ما حدّدته قراراتُ المجامع، ولا سيّما مجمع نيقيّة الثاني، ضد محاربي الإيقونات
أمّا نهي العهد القديم عن صنع الصور وإقامة العبادة لها لا تَصنَعْ لَكَ مَنْحوتًا ولا صورةَ شَيءٍ مِمَّا في السَّماءِ مِن فَوقُ، ولا مِمَّا في الأَرضِ من أَسفَلُ، ولا مِمَّا في المِياهِ مِن تَحتِ الأَرض (الخروج20: 4) وبه يستشهد اخصام الصور فكانت الغاية منه وقاية الإسرائيليين من السقوط في عبادة جيرانهم الوثنيين للأصنام فهذا النهي لا يسري على المسيحية إلّا من حيث هو نهي عن عبادة الصور عبادة وثنية ونرى في العهد القديم نفسه خروجًا عن هذه القاعدة في سفر الخروج واصنَعْ لَها إِطارًا بِعَرْضِ شِبرٍ مِن حَولِها، وصُغْ لإِطارِها إِكْليلًا مِن ذَهَبٍ على مُحيطِها(الخروج25: 18)؛ وأيضًا في سفر العدد اِصنَعْ لَكَ حَيَّةً لاذِعَةً واجعَلْها على سارِية، فكُلّ لَديغٍ يَنظر إِلَيها يَحْيا(وسفر العدد21: 8)، وبسبب نهي العهد القديم هذا عن صنع الصور لم تنشأ العبادة المسيحية الصور إلّا على أثر انهزام الوثنيّة وكان مجمع ألبيرة (إسبانيا) (حوالي306م) لا يزال ينهي عن الرسوم والتصاوير في الكنائس وفي البدء كان للصورة غاية تعليمية ثم انتشر التكريم لها (بالتقبيل والسجدات والشموع والبخور) ولا سيما في الكنيسة اليونانيّة من القرن الخامس إلى السابع وقام في القرن الثامن والتاسع محاربو الإيقونات بحربهم وقد رأوا في هذه العبادة ردة إلى الوثنية ودافع عن تقليد الكنيسة في هذا الشأن يوحنّا الدمشقي (749م) والبطاركة جرمانوس (773م) ونيقفور (+829م) والأنبا تاودروس الستودي (+826م) فبينوا ما لهذه العبادة من الصفة النسبية وللصورة من قيمة تعليمية وأيضًا في قرار مرسوم في الدعاء إلى القدّيسين وذخائرهم وفي الإيقونات في الجلسة 25 المنعقدة في 3 من شهر ديسمبر لسنة 1563م برئاسة قداسة البابا بيّوس الرابع (1559- 1565م): ليُعلّم الأساقفةُ بعنايةٍ أنّه، بتاريخ أسرارٍ فدائنا ممثّلةً في رسوم أو في ما أشبه ذلك يزداد الشعب علمًا وثباتًا في حقائق الإيمان التي يجب عليه أن يتذكّرها ويُجلِّها دائمًا. وإنّه ليُجني ثمرٌ عظيم من جميع الإيقونات المقدّسة، لا لأن الشعب يثَقفُ منها الحسنات والمواهب التي يقدّمها له المسيح فقط، ولكن لكون معجزات الله التي تجري على يدّ القدّيسين والقدوة الخلاصيّة التي يقدّمها هؤلاء أيضًا تصبح ماثلةً أمام عيون المؤمنين: هكذا يرفعون الشكر إلى الله، ويحملون حياتهم وأخلاقهم على الاقتداء بالقدّيسين، ويندفعون في عبادة الله ومحبّته، والنموّ في التقوى.
وإذا علّم أحدٌ أو خلافَ هذه القرارات: فليكن محرومًا