في إطار سعي الدولة للتطوير وتحديث المباني الأثرية والتراثية بالقاهرة لإضاءة المباني الأثرية والتراثية لإظهار جماليات وطراز المعمار والتحف الضخمة النادرة عبر أنظمة تكنولوجية حديثة.
حيث تم تركيب وتحديث أنظمة إضاءة متخصصة بميدان التحرير "وسط القاهرة "، حيث تتواصل الإدارة العامة للقاهرة التاريخية بوزارة السياحة والاثار في تنفيذ خطتها لمشروع تركيب أحدث اضاءة لكل المناطق الأثرية المشهورة، وعلي رأسها أزقة منطقة الفاطمية، ويجري على قدم وساق لترميم مسجد الظاهر بيبرس التاريخي ونذكر على سبيل المثال للأماكن التي تم الانتهاء منها للإضاءة لعدد من المباني الأثرية الإسلامية لشارع المعز التاريخي، الذي يعد أكبر متحف مفتوح للفنون الإسلامية، حيث يضم عددًا كبيرًا من البنايات الأثرية الفريدة التي تحول بعضها إلى مراكز للإبداع الفني والثقافي، منها بيت السحيمي ومجموعة السلطان قلاوون التي تضم مسجدًا ومدرسة وقبة على الطراز الإسلامي المملوكي، وباب الفتوح أشهر بوابات القاهرة التاريخية، ومسجد الحاكم بأمر الله، وجامع السلطان المؤيد، وجامع الأقمر.
ويمكن لمس الفرق الكبير في إبراز مواطن الجمال بشارع المعز بمعالمه وبناياته بشكل كامل، كأنها بانوراما متحركة تضفي مفهوم الجمال لإضاءة المناطق التراثية حيث تتطلب مواصفات خاصة تختلف تفاصيلها حسب طبيعة المعالم الأثرية، ففي الشوارع التاريخية استخدمنا الفوانيس الكلاسيكية لتعطي درجة إضاءة صفراء مثلما حدث في شارع المعز وبعض الشوارع المجاورة له، وفي واجهات البنايات التراثية ركبنا كشافات غاطسة في الأرض أسفل الجدران بدرجات مختلفة من اللون الأبيض كي لا تُوضع الكشافات على الواجهات، فكل بناية يكون لها خصوصيتها خلال وضع رؤية أنظمة الإضاءة.
وعقب وضع الرؤية الفنية لإضاءة قبة الإمام الشافعي من الخارج، شكلت إضاءة صحنها الداخلي تحديًا كبيرًا للخبراء؛ لأنّ القبة خشبية ومطعّمة بالذهب ومبطنة بطبقة من الرصاص، كما أنّها تحتوي من الداخل على الكثير من النقوش والزخارف على الحوائط يجب إبراز جمالياتها، بجانب ارتفاعها الشاهق.
ويظهر بهو قبة الإمام الشافعي متسع، ومرتفع، ومليء بالتفاصيل الفنية؛ لذلك وضعنا أدوات الإضاءة في الأركان، كما ركبنا 4 كشافات كبيرة الحجم و8 من الحجم الأصغر مخفية في النجفة التي تتوسط سقف الصحن، وتعطي هذه الكشافات إضاءة قوية، لكنّها غير ظاهرة للعين، حيث يشعر الزائر بالضوء، لكن لا يمكنه رؤية مصدره، وقد قمنا بثماني تجارب كي نصل إلى وضع رؤية فنية كاملة لإضاءة القبة، وكل تفصيلة فيها شكلت تحديًا كبيرًا لإبراز جمالياتها.