تعد القديسة هيلانة هي الابنة الوحيدة لـ "كول" الملك الإنكليزي الذي إليه يُعزى بناء أسوار مدينة كولشستر وتجميلها. وهي الزوجة الأولى لقسطانس كلور، وابنها هو قسطنطين الملك، سلكت في الكمال المسيحي بجد كبير، لا سيما في التقوى وعمل الإحسان. كانت تتناسى قدرها كإمبراطورة فتبادر إلى مؤازرة الكنائس وتسلك بين الناس بلباس عادي متواضع. صارت أمًا للمحتاجين والمضنوكين. سارت هذه القديسة سيرة حسنة وأوقفت كثيرًا من الأموال على الكنائس وبنت كنائس كثيرة وأديرة.
حياتها
وُلِدَت بمدينة الرها من أبوين مسيحيين نحو سنة 247م. ربياها تربية مسيحية. وكانت حسنة الصورة جميلة النفس. وحدث أن لقسطانس كلور، ملك البيزنطية، قد نزل بمدينة الرها وهناك تزوجها. ورُزقت منه بقسطنطين، فربته بالحكمة والآداب، وبعد وفاة والده صار إمبراطورًا على الشرق وجعل مقره القسطنطينية.
هيأت الملكة هيلانة قلب ابنها قسطنطين ليقبل الإيمان بالسيد المسيح. وفي الوقت المعين ظهرت له علامة الصليب في السماء وقد نُقش تحته "بهذا تغلب". بالفعل انتصر، وآمن بالمصلوب، وصار أول إمبراطور روماني مسيحي.
اكتشاف الصليب المحيي
بعد أن تجاوزت هيلانة السبعين من عمرها رأت في رؤيا من يقول لها:
" امضي إلى أورشليم وابحثي عن صليب المخلِّص ". وإذ أعلمت ابنها، أرسلها ومعها حاشية من الجند إلى أورشليم حيث التقت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم، واستعلمت منه عن المكان المدفون فيه الصليب. وبعد سؤال أحد المسنين من اليهود، أعلمها عن هضبة فوقها هيكل وثنى لفينوس أقامه الإمبراطور الروماني هدريان سنة 135م إمعانًا منه في إخفاء الصليب. أمرت الملكة هيلانة بهدم الهيكل ورفع الأتربة، فوجدت ثلاثة صلبان وتأكدوا من صليب المسيح لما وضعوه على ميت فقام. كما أنهم وجدوا على الصليب الكتابة التي كتبها بيلاطس البنطي.
ثم أعطت الملكة أموالًا للأنبا مكاريوس ليبنى كنيسة القيامة فوق القبر المقدس، وكنيسة أخرى فوق مغارة بيت لحم، وكنيسة ثالثة فوق موضع الصعود على جبل الزيتون. وعند عودتها أخذت مسمارًا من الصليب لابنها حيث وضعه على الخوذة الملكية. كما أرسلت قطعة من خشبة الصليب إلى القصر الإمبراطوري في القسطنطينية، أما بقية الصليب فقد وضع في تابوت من الفضة داخل كنيسة القيامة تحت حراسة الأسقف مكاريوس.
الجدير بالذكر أنه يعتقد أنها رقدت في عام 328، وكانت تبلغ من العمر نحو الثمانون عامًا.