أثار قرار دار نشر "نورتون" بوقف إصدار مذكرات الروائي الأمريكي الشهير فيليب روث حالة من الجدل داخل الأوساط الثقافية في الولايات المتحدة.
كتاب "فيليب روث: السيرة الذاتية" كان من المقرر إصداره في أبريل الماضي، قبل أن يتخذ الناشر قرارًا بإلغاء الكتاب بسبب اتهام مؤلف الكتاب "بليك بيلي" بإقامة علاقات جنسية مع طلابه وكذلك لاتهامه باغتصاب مدير النشر فالنتينا رايس.، في امتداد لتأثير حركة مي تو- أنا أيضًا العالمية.
في هذا الشهر ومع أعلن دار سكاي هورس نيتها نشر كتاب "بيلي" الذي يتنظر الكثير من محبي الروائي الأمريكي قراءاته، تجدد الجدل مرة أخرى، وانقسم الكتاب والمثقفين بين مؤيد ومعارض للقرار، القرار تطرق إلى حرية الرأي والتعبير.
وافق كثيرون على قرار دار نشر نورتون بمنع نشر الكتاب ولاسيما الأوساط النسوية، في حين أدان آخرون أفعال بيلي، مع تمسكهم بنشر الكتاب، إذ أنه قيمته وموضوعه "سيرة روت" تتجاوز مؤلف الكتاب.
الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، كان على رأس المؤيدين لنشر الكتاب، وعارض قرار الناشر الأول بسحب الكتاب، معتبرًا أن الأمر يعد نوعا من الرقابة الإخلاقية، كما أن لا يطال مؤلف الكتاب بل يتجاوزه لـلروائي الأمريكي فيليب روث.
رشدي المعروف بدعمه لحرية الرأي والتعبير بشكل غير محدود بعد تلقيه تهديدات بالقتل بعد فتوى من أيات الله الخميني بإهدار دمه:"يقول "إذا أيدنا حرية التعبير فقط للأشخاص الذين أحببنا كلامهم، فسيكون ذلك مفهومًا محدودًا جدًا لحرية التعبير". بالنسبة لرشدي، يعتبر إلغاء كتاب بليك بيلي تهديدًا آخر لحرية التعبير.
ليس هذا فحسب بل يشير رشدي إلى "السنوات السيئة" التي عاشها، حيث أمضاها في الاختباء تحت حماية الشرطة بعد فتوى الخميني ليس هذا فحسب بل حظر كتابه "آيات الشيطانية" في عدة بلدان. توقفت سلاسل المكتبات عن بيع الكتاب ؛ تعرض مترجم رشدي الياباني للطعن والقتل، وتعرض مترجمه الإيطالي للطعن وأصيب بإصابات خطيرة، كما تعرض ناشره النرويجي لإطلاق النار.