الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بعد ضبط واقعة جديدة.. إليكم التحليل النفسي للمتحرشين.. أستاذ علم النفس: نتاج تربية خاطئة من الأهل ويعانون من اضطرابات جنسية.. أحمد فخري: يجب علاجهم نفسيًا.. وتوعية الأطفال بالحفاظ على أجسادهم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يمر شهران على واقعة التحرش بطفلة في مداخل العقارات المتواجدة بالقرب من ميدان الحرية بالمعادى في القاهرة، التى كشفتها إحدى كاميرات المراقبة، والمعروفة إعلاميا بواقعة "متحرش المعادى"، وعاقبت فيها المحكمة مؤخرا المتهم الذى يعمل محاسبا، بالسجن المشدد 10 سنوات.

ليطل ذئب بشرى برأسه ويعاود ما فعله متحرش المعادى، بمحافظة الجيزة، وبالتحديد بحي بولاق الدكرور غربى المحافظة، حيث رصدت إحدى كاميرات المراقبة المتهم ويدعى "مصطفى. ط"، 47 عاما، ترزى، متزوج ولديه 3 أبناء، ومقيم بمساكن كفر طهرمس، بالدلوف خلف طفلة كانت في طريق عودتها لمنزلها، بعدما انتهت من شراء بعض المتطلبات والتحرش بها عنوة، بعدما رفضت الطفلة محاولته وقامت بالصراخ، ليقع المتهم في شر أعماله ويلقى القبض عليه وتأمر النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.

في سياق تلك الوقائع حاولت "البوابة نيوز" الإجابة عن السؤال؛ ما المثير في الأطفال يدفع الجناة لارتكاب مثل تلك الجرائم؟ من خلال آراء الدكتور أحمد فخرى أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، والذى بدأ حديثه قائلًا: "بأنه بالفعل لا تزال قضية التحرش الجنسى بالأطفال تطل علينا يوما بعد يوم".
مضيفا: "شخصية المتحرش ما زالت تحير الرأى العام، فتارة نجد المتحرش رجل يرتدى ثيابا أنيقة ومنمقة ذا هيئة وهيبة ويشغل عملا مرموقا وتارة أخرى نجد متحرشا يمتهن مهنة حرفية ويتعامل مع العديد من الزبائن، فالمتحرش من الصعب التعرف على هيئته أو ملامحه لأنه فرد يدعى الفضيلة والأخلاق والتمسك بالطقوس الدينية كنوع من التضليل ويرتدى قناعا يتخفى وراءه لخداع المحيطين وللثقة فيه وهذا يسهل له ارتكاب جريمته".


الأسباب النفسية لظاهرة التحرش بالأطفال
وتابع "فخرى"، المتحرش تعطل لديه سير وتطور عمليه النمو الجنسى النفسى بشكل سليم، ويرجع ذلك للخمس سنوات الأولى من حياة الطفل، حيث تشكل الحرية الجنسية لدى الطفل ونموه النفسى الجنسى بشكل طبيعى أو تعطل تلك المسيره فيقع فىظ دائرة العقد النفسية الجنسية وتظهر على السطح في فترة المراهقة، حيث يكتمل البناء الجنسى لدى الفرد، حيث نجد أن البيئة المحيطة بالطفل لها دور في تطور النمو الجنسى لدى الطفل اواعاقتها، فأحيانًا تتم ممارسة التحرش أو الاغتصاب على الطفل من أحد الاقارب أو الجيران أو المعارف.
وأحيانا التربية الخاطئة وممارسة العنف ضده، فينتج عن ذلك إنسان مقهور لا يستطيع التعبير عن نفسه بشكل سليم فيمارس هذا العدوان المكبوت على الأطفال بعد كبره كنوع من الانتقام والكبت.


لماذا التحرش بالأطفال خاصة؟
أكد خبير علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، أن هناك بعض المتحرشين يعانون من الضعف الجنسى وعدم القدرة على إقامة علاقة جنسية، طبيعية مع الشريكة أو تشوها في الجهاز التناسلى تجعله يعجز عن أداء وظيفته بشكل سليم، فيكون الضعف وعدم الثقة بالذات دافعًا يجعله يمارس القوة الجنسية عن من هو أضعف منه حتى يشعر بالقوة والفحولة، وهناك اضطرابات جنسية مرتبطة بالاضطرابات النفسية وهى حالة من الولع بالأطفال تجعله يثأر جنسيا فور رؤية الطفل.

روشتة للحد من حالات التحرش بالأطفال
ويرى الدكتور أحمد فخرى بأنه لا بد من علاج هولاء المتحرشين وليس تطبيق القانون عليهم فقط، حيث إن فرض العقوبات لا يحل المشكلة لدى المتحرش بل لا بد من علاج طبى نفسى وجلسات فردية لتعديل المعتقدات والسلوكيات لدى المريض، وكذا عمل ندوات وبرامج إرشادية للأطفال في المدراس من أجل التوعية للأطفال بالحفاظ على أجسادهم من الغرباء والتعامل بثقة وحسن تصرف لصد أى محاولات للتعدى على حيزهم الشخصى، وأيضًا التوعية المستنيرة للأبناء بشكل مبسط دون ترهيب وفتح قنوات من التواصل السليم بين الأبناء والآباء حتى يشعر الطفل أن لديه سندا قويا يستطيع حمايته وتوعيته قبل حدوث تلك الأزمات، بالإضافة إلى متابعه الحالات التى تم التحرش بها حتى نزيل الآثار النفسيه الخطيرة التى تلحق بالطفل نتيجه التعرض للتحرش الجنسى.

قانوني: جناية وعقوبته مشددة وإذا اقترن بالخطف يصل إلى الإعدام
في سياق متصل علقت الدكتورة فاطمة زغلول، المحكم الدولى وعضو اتحاد المحامين العرب، على جريمة التحرش بالأطفال والذي يعد جناية وليست جنحه وفقا للقانون، بأن التحرش هو إتيان فعل مادى سواء لفظى أو جسدى من الجانى على المجنى عليه بما يخدش الحياء أو يؤذى المجنى عليه، وقد يحدث من ذكر على أنثى أو العكس أو ذكر على ذكر أو أنثى على أنثى، وعقوبته تتدرج من الحبس 6 أشهر مع الغرامة وتصل لسنتين وتتشدد إلى خمسة سنوات مع مضاعفات للغرامة، ويعاقب مرتكبيها استنادا إلى المادتين 306 "أ، وب" من قانون العقوبات، وقد تصل عقوبة مرتكب جريمة التحرش "سواء كان لفظيا، أو بالفعل، أو سلوكيا، أو عن طريق الهاتف أو الإنترنت" إلى السجن لمدة تتراوح بين 6 أشهر إلى 5 سنوات بالإضافة إلى غرامة قد تصل إلى 50 ألف جنيه مصرى.
وأضافت "زغلول" بأن المادة 268 من قانون العقوبات المصرى نص على أنه "كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد أو شرع في ذلك يعاقب بالأشغال الشاقة من ثلاث سنين إلى سبع، وإذا كان عمر من وقعت عليه الجريمة المذكورة لم يبلع ست عشرة سنة كاملة أو كان مرتكبها ممن نص عنهم في الفقرة الثانية من المادة 267 يجوز إبلاغ مدة العقوبة إلى أقصى الحد المقرر السجن المشدد، وإذا اجتمع هذان الشرطان معا يحكم بالسجن المؤبد.
وأكملت عضو اتحاد المحامين العرب بأن نص المادة 692 من القانون ذاته جاء موضحا تفاصيل الجريمة المذكورة "أن هتك عرض صبى أو صبية لم يبلغ سن كل منهما ثمانى عشرة سنة كاملة بغير قوة أو تهديد يعاقب بالحبس وإذا كان سنه لم يبلغ سبع سنين كاملة أو كان من وقعت منه الجريمة ممن نص عليهم في الفقرة الثانية من المادة 267 تكون العقوبة السجن المشدد.

خبير أمني: ليست ظاهرة ومرتكبها يعانى من مشكلات نفسية متراكمة
من جانبه علق اللواء فاروق المقرحى، مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني على الجريمة التى تنتهك براءة الأطفال، مؤكدًا بأن تلك الجريمة لا تمثل ظاهرة بل حالات وأخطاء فردية نتيجة موروثات نفسية ومرتكبها مريض نفسى يتطلب العلاج النفسى والتصحيح السلوكى لتأثرهم بأشياء قديمة في حياتهم ومحاولة انتقام وتعبير عن كبت ليس إلا.
وأضاف المقرحى، أن الإجراءات التى يجب اتخاذها في مثل تلك الحالات من أهلية الطفل أو الطفلة، سرعة الإبلاغ لضبط الجانى قبل هروبه كما حدث في واقعتى متحرش المعادى وكذا واقعة بولاق الدكرور، وأضاف أنه على الأهالى تربية أطفالهم على المصارحة وعدم الخوف لسهولة التحدث معهم وإخبارهم ما يجرى معهم خلال ساعات اليوم، وأكد مساعد وزير الداخلية الأسبق أن مثل تلك الحالات لن ولم تكن تمثل ظاهرة وسط انتشار السوشيال ميديا التى باتت عنصرا أساسيا في توثيق مثل تلك الجرائم وغيرها، والعدالة الناجزة والحازمة التى تواجه مثل تلك الجرائم كما حدث مع متحرش المعادى الذى يعد حكما تاريخيا لمواجهة الجريمة التر تنتهك براءة الأطفال.