قرية "الرئيسية" إحدى قرى مركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، وتبعد عن المركز ٢٠ كيلو مترا جنوبا، يحدها من الشمال قرية "الشاورية" ومن الجنوب قرية "الحلفاية قبلى"، ومن الغرب "كوم شافع" وقرية "الحلفايه بحرى" أما من الشرق فيحدها نهر النيل ويليه "جزيرة الحمودى" التابعة لمركز الوقف.
يبلغ عدد النجوع بها ١٠ نجوع، أشهرها نجع هوارة، ونجع الشيخ حمد، ونجع الجرفى، ونجع الشيخ إبراهيم، ونجع الحاج عبدالرحيم، ونجع العمدة، ونجع السالم، وعزبة مهران، وعزبة جرمون.
يبلغ عدد سكانها نحو ٣٠ ألف نسمة، ومساحة الأراضي المزروعة عليها ٢٢٠٠ فدان، وأشهر الزراعات بقرية الرئيسية زراعة قصب السكر.
تعود تسمية قرية الرئيسية بهذا الاسم لشخص يدعي عمر الرئيس، أما عن أول من قطن الرئيسية فيقال إن عائلة "النسايمة" وهى عائلة مسيحية الأصل و"آل الشوالى" وهم مسلمون هم أول من سكنوا القرية. وكانت الرئيسية تابعة إداريا إلى مركز دشنا قبل نقل تبعيتها إلى مركز نجع حمادى، وكانت هي ثاني قرية على مستوى الجمهورية لها دائرة انتخابية مستقلة، ويمثلها عضوان بمجلس الشعب حتى عام ٢٠١٠.
أما عن التعليم بقرية الرئيسية فتعد القرية من أبرز قرى مركز نجع حمادي في التعليم حيث أنشئت فيها أول مدرسة عام ١٩٦٤ على يد على أفندي عمدة القرية في هذا الوقت، وكانت تخدم ٧ قرى أخري وعقب ذلك تم إنشاء المدرسة الإعدادية، وتعد الرئيسية الأعلي في نسب المتعلمين على مستوى قرى نجع حمادي وتخرج فيها عدد كبير من رجال العلم والثقافة، واشتهر فيها رجال التعليم الذين حملوا لواء العلم منهم جمال الدين مهران، والحاج سليم عبدالله همام، والشيخ أحمد الشيمي والشيخ تهامي والشيخ بحر حمدان، عبدالرحيم خلف، ومحمد خليفة الناظر وغيرهم من الأجيال اللاحقة الذين كان لهم الدور الكبير في أن تكون قرية الرئيسية، وما زالت هي الأعلى في نسبة التعليم بشكل عام والتعليم
الجامعي بشكل خاص، فالكثيرون الذين يصعب حصرهم قد شغلوا المناصب والمهن المهمة خرجوا من هذه القرية وتتلمذوا على أيدي هؤلاء، ولذلك يطلق عليها أهلها وأهالي القرى المجاورة لقب "باريس الصعيد".
مشاهير قرية الرئيسية، يأتى على رأسهم شيخ الإعلاميين فهمى عمر، رئيس الإذاعة المصرية عام ١٩٨٢ ولمدة ست سنوات متتالية، والذى يعرفه كثيرون من خلال تقديمه عدة برامج رياضية، وكان الجمهور ينتظر تعليقه على مباريات الدورى الممتاز، فضلًا على برامجه الخالدة ومنها "مجلة الهواء"، وبرنامج "ساعة لقبلك" الذى كان له الفضل في اكتشاف الكثير من نجوم الفن والكوميديا آنذاك، كما مثل فهمى عمر أبناء الرئيسية في البرلمان من عام ١٩٨٧ حتى ٢٠٠٢. وهو من أحفاد الأمير همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام بن أبو صبيح سيبة، ويمتد سلسال القبيلة إلى الحسين بن على، حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم، والذى مثل شخصيته الفنان يحيى الفخرانى في المسلسل الشهير "شيخ العرب همام".
ومن المشاهير أيضًا، الدكتور ماهر مهران وزير الصحة والسكان الأسبق ومقرر مجلس السكان ورئيس لجنة الصحة والسكان بمجلس الشوري سابقا، والعميد حسن عبدالفتاح قائد كتيبة المشاة أول من عبرت قناة السويس عام ١٩٧٣.
وإذا دخلت القرية، تجد من أهم معالمها ضريح الشيخ إبراهيم ابن الأدهم أحد علماء أهل السنة، ومن أعلام التصوف في السنة الثانية من الهجرة وأطلق عليه مقام السلطان إبراهيم، ويقال إنه ابن أمير خرسان في بلاد فارس.
ورغم تاريخها مع العلم والتعليم، فإن القرية لا تزال تعانى من بعض المشكلات، فهي بحاجة إلى خدمات كثيرة كباقي قرى محافظة قنا حيث قال محمد صبري العوامري أحد أبنائها إن القرية تعاني من نقص خدمات البنية التحتية، مضيفا أن الأهالي بحاجة إلى تفعيل الوحدة الصحية وإمدادها بكوادر طبية، وأشار العوامري إلى أن القرية بحاجة إلى وجود صرف صحي كامل بها، بالإضافة إلى سيارة إسعاف لنقل المرضي والمصابين ورصف الطرق المتهالكة لحماية أرواح الأهالي على الطرق وداخل القرية، مؤكدا على أن القرية تستحق دعمًا كبيرًا من الدولة والمسئولين لما تحمله من تاريخ كبير ومستقبل يستحق الرعاية والاهتمام.