أكد الناقد والمفكر الدكتور يسري عبدالله أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة حلوان، أن مصر بعد ٣٠ يونيو أكثر قوة، وأكثر رهانا على المستقبل، مشيرًا إلى أن تعاطيها مع السياسة الخارجية يتم عبر أطر محسوبة بدقة، بعضها امتداد للدور التاريخي، وبعضها تكريس لمحورية الدور الإقليمي، واستعادة لمركزية الثقل المصري في المنطقة والعالم المحيط.
وقال أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة حلوان، في تصريحات خاصة لـ" البوابة نيوز: إن نجاح الجهود المصرية العظيمة في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والوصول إلى التهدئة، يمكن رؤيته في هذا السياق، خاصة أنه يحمل مجموعة من الدلالات المهمة، بدءا من تعضيد أهلنا في فلسطين على نحو واقعي وإنساني، واستمرار الدور التاريخي للدولة المصرية في الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني، والتكريس لمركزية الدور المصري في المنطقة العربية وفي إقليم الشرق الأوسط ككل، هذا الدور الذي اعتقد بعض الواهمين أنهم قادرون على مجاوزته، أو أن يصبحوا بديلا له.
وأضاف عبدالله: تبدو حركة الدولة المصرية دقيقة للغاية في تفاعلها مع المشكلات الخارجية، تحافظ على المصالح الوطنية العليا، واعية بنظرية الأمن القومي ومدركة دورها المركزي في محيطها، ومن ثم يبدو الموقف المصري منطلقا من ثوابته الوطنية والقومية التي منحته قوة التأثير المستمر، خاصة أن الحضور المصري في القضية الفلسطينية كان حضورا تاريخيا ممتدا وداعما لأشقائنا في فلسطين، وهو حضور فعلي وليس قائما على الرطان وترديد الشعارات.
وتابع عبدالله: في هذا المسار أيضا كانت مبادرة إعمار غزة التي سبقت الجميع في توقيتها، وحملت معان عميقة، إن مصر أمة كبيرة بحق، وهي لا تفعل كما يفعل البعض حين يُسوق نفسه من خلال أجواء الصراع، لكنها تنهض بدورها التاريخي، بلا تزيد، وبلا رعونة، وبلا استعلاء.