كشفت مصادر ليبية، عن مباحثات تجريها واشنطن حاليا، مع عدد من ممثلي السلطة الانتقالية في البلاد، بغرض إنشاء قواعد للنفوذ الأمريكي في ليبيا، حتى تكون الإدارة الأمريكية حاضرة في مستقبل العملية السياسية هناك.
ويأتي ضمن هذه اللقاءات، بحسب المصادر اجتماع رئيس المجلس الرئاسي الانتقالي محمد المنفي، بوفد أمريكي برئاسة مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى، جوي هود، وسفير الولايات المتحدة في طرابلس ريتشارد نورلاند، الذي تقرر تعيين مبعوثا خاصا للبيت الأبيض في ليبيا، بالإضافة إلى عدد من مسئولي وزارة الخارجية الأمريكية. اللقاء استهدف بحث مساعي المصالحة الوطنية، وتعزيز وقف إطلاق النار، على ضوء تأكيدات من المسئول الأمريكي بأن هدف واشنطن هو إعادة فتح سفارتها في طرابلس وقنصليتها في بنغازي.
وفي لقاء منفصل استقبلت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، نجلاء المنقوش، مساعد وزير الخارجية الأمريكي.
وتداول عدة نشطاء ليبيين وعرب صورة للمنقوش وهي في استقبال المسئول الأمريكي، وهي تضع الكوفية الفلسطينية المزينة بخريطة فلسطين التاريخية، مع صورة للمسجد الأقصى، على كتفيها، في رسالة تضامنية مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني أبشع الجرائم من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الرسالة الرمزية من المنقوش سبقتها كلمة لها أمام مجلس الأمن، بعد الاستماع لإحاطة المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، بشأن الأوضاع في ليبيا وفلسطين، عبرت خلالها الوزيرة الليبية عن موقف واضح في مساندة الفلسطينيين ضد الاعتداءات الصهيونية.
التحركات والزيارات الأمريكية المكثفة، فسرها مراقبون برغبة واشنطن الملحة في أن يكون لها دور مستقبلي في ليبيا، يكفل لها تحقيق مصالحها، وهو ما يؤكده الدكتور أكرم الزغبي أستاذ القانون الدولي، مشيرا إلى أن أمريكا ستجد صعوبة في العودة إلى ليبيا، في ظل شعور الليبيين، بأن إدارة الرئيس الأسبق أوباما، التي تنتمي للحزب الديمقراطي الحاكم حاليا في واشنطن، كانت ضالعة في ما جرى لليبيا عام 2011، وما تبع ذلك من خراب ودمار مازال الليبيون يدفعون ضريبته حتى اليوم.
ولفت الزغبي إلى أن الأطماع الأمريكية في ليبيا حاليا، اقتصادية بامتياز، فواشنطن تريد أن تكون مسيطرة على حركة النفط الليبي، بالإضافة إلى حصة من مشروعات إعادة الإعمار، التي ستنفق فيها ليبيا آلاف المليارات من دخلها النفطي.
ولفت الزغبي إلى أن الليبيين يمكنهم الاستفادة من الرغبة الأمريكية في الانضمام إلى ركب المستفيدين اقتصاديا من التطورات الجارية في البلاد، وذلك عن طريق مطالبة البيت الأبيض، بالضغط في سبيل استعادة الاستقرار، وتقويض جهود الإخوان من أجل تعطيل العملية السياسية، والسعي لإقناع الإدارة الأمريكية بأنه لا مجال لأي تطور اقتصادي دون الوصول إلى سلطة منتخبة تكون معبرة عن الشعب، وتمتلك القدرة على قيادة الأمور في البلاد.